أويحيى: مسيرات سورية بدأت بالورد وانتهت بالدم

تسريب لمدير حملة بوتفليقة يثير توتراً عشية تحركات الجمعة... والشرطة تفض اعتصاماً للصحافيين

نشر في 01-03-2019
آخر تحديث 01-03-2019 | 00:05
قوات الأمن الجزائرية توقف مشاركاً في اعتصام الصحافيين بالعاصمة أمس
قوات الأمن الجزائرية توقف مشاركاً في اعتصام الصحافيين بالعاصمة أمس
تصاعَد التوتر بالجزائر بعدما حذّر رئيس الوزراء أحمد أويحيى حركة الاحتجاجات ضد ترشح الرئيس عبدالعزيز بوتفليقة لولاية خامسة من أن «المسيرات في سورية بدأت بالورد وانتهت بالدم»، في وقت تداول نشطاء تسريباً صوتياً لمدير حملة الرئيس ضاعف التوتر، عشية تظاهرات الجمعة.
حذر رئيس الوزراء الجزائري أحمد أويحيى المتظاهرين المعارضين لترشح الرئيس عبدالعزيز بوتفليقة لولاية خامسة من تكرار السيناريو السوري، في الجزائر، قائلاً: «المسيرات في سورية بدأت بالورد وانتهت بالدم».

وفي كلمة أمام البرلمان، دعا أويحيى الشباب إلى «التعقل وتجنب التضليل»، محذراً من «محاولات بعض الأطراف استغلال الوضع الحالي لزرع الفتنة والدعوة للخراب، ورحب في الوقت نفسه بـ «سلمية المتظاهرين في المسيرات التي شهدتها البلاد مؤخرا».

وأثارت مقارنة أويحيى للتظاهرات بما حصل في سورية غضب نواب خرجوا من القاعة.

ومع دخول التظاهرات والمسيرات الرافضة لترشح الرئيس الجزائري عبدالعزيز بوتفليقة لولاية رئاسية خامسة في الانتخابات الرئاسية المقررة في 18 أبريل، فضت الشرطة أمس اعتصاماً وسط العاصمة الجزائر، ضد الرقابة، وأوقفت أكثر من 40 صحافياً، قبل تظاهرات متوقعة اليوم الجمعة.

وتجمع نحو مئة صحافي من وسائل إعلام مكتوبة ومسموعة ومرئية من القطاعين العام والخاص، في «ساحة حرية الصحافة» بالعاصمة أمس، للتنديد بـ»الضغوط التي تمارس عليهم من رؤسائهم، خلال عملهم في خضم حركة الاحتجاج».

في هذه الأثناء، وجهت مجموعة من منظمات المجتمع المدني والدفاع عن حقوق الإنسان بالجزائر دعوة إلى «جميع الجهات الفاعلة والطبقة السياسية من أجل إخراج البلاد من الطريق المسدود».

إلى ذلك، كشف تسجيل صوتي مسرب لمحادثة بين عبدالملك سلال، مدير الحملة الانتخابية للرئيس بوتفليقة، ورئيس منتدى رؤساء المؤسسات علي حداد، مخاوف السلطة من توسع الاحتجاجات المناهضة لترشح بوتفليقة للعهدة الخامسة.

وناقشت المحادثة، التي وقع تسريبها في وقت متأخر من أمس الأول، التطورات الميدانية الأخيرة التي تشهدها البلاد، حيث أبلغ حداد سلال مخاوف جهاز المخابرات من امتداد الحراك الشعبي.

وقال حداد موجها كلامه لسلال: «الجماعة متخوفون من أن تمتد المظاهرات إلى داخل المحافظات»، لكن سلال طمأنه، مؤكداً أنها «لن تذهب إلى هناك ولن تمتد».

ويظهر من مضمون التسجيل الصوتي أن المحادثة بين الثنائي، كانت الثلاثاء الماضي، وهو اليوم الذي خرج فيه طلبة الجامعات إلى الشارع للاحتجاج على «العهدة الخامسة»، إذ قال حداد: «اليوم الطلبة خرجوا إلى الطريق السريع وضربوا»، ليرد عيه سلال: «إذا ضربوا فإنّ الدرك الوطني لن يتسامح ولن يتساهل وسيرد».

وطلب حداد من سلال ضرورة الصمود حتى تاريخ 3 مارس موعد إيداع ملف ترشح بوتفليقة، قائلا: «هذا هو عملنا الآن»، ليجيبه سلال: «هم يظنون أن بوتفليقة سينسحب بكل سهولة»، قبل أن يثني على ما كتبه المحلل السياسي أنطوان بسبوس في تحليله الأخير «رغم أنه يكره الرئيس».

وتظهر المحادثة خطة السلطة لإحباط المظاهرات الشعبية التي ستخرج اليوم، إذ أكد حداد ضرورة تجنيد الجميع وخدمتهم حتى لا تكون المظاهرات كبيرة: «إن لزم الأمر نوفر لهم حتى الطعام»، بينما قال سلال إنه سيذهب يوم الجمعة إلى مدينة عين سارة جنوب الجزائر، مهدداً باستعمال السلاح في صورة ما إذا تم منعه من المتظاهرين أو أغلقوا الطرقات أمامه.

حذر فرنسي

إلى ذلك، تتابع الحكومة الفرنسية على أعلى مستوى التحركات الشعبية في الجزائر بين قلق وإحراج بشأن الموقف الواجب إعتماده على أمل أن يبقى التحرك سلمياً.

وصرح وزير فرنسي لوكالة فرانس برس بأن «المسألة جدية. أعتقد أنه أهم ملف سياسي في الأيام والأسابيع المقبلة قبل الانتخابات الأوروبية. على رئيس الجمهورية ورئيس الوزراء تخصيص وقت لذلك».

وقال إن «الانعكاسات المحتملة عديدة من عدم الاستقرار وقضايا أمنية واقتصادية وهجرة ومشاعر استياء لدى مواطنينا الفرنسيين الجزائريين».

ومع التزام الحكومة الحذر الشديد في بياناتها الرسمية، علق المؤرخ والاخنصاصي في شؤون الجزائر بنجامان ستورا: «إما نتحدث عن الموضوع ويتهم الجزائريون دولة الاستعمار السابقة بالتدخل وإما لا نتطرق إلى الموضوع وتتهم فرنسا بتشجيع نظام مناهض للديمقراطية. في كلتا الحالتين المسألة حساسة جداً».

وقال أندرو ليبوفيتش الباحث في المجلس الأوروبي للعلاقات الدولية: «بعض المسؤولين الفرنسيين لا يرون سوى سيناريو انهيار الدولة الجزائرية وتدفق أفراد بأعداد كبيرة يحاولون عبور المتوسط. إنه سيناريو مبالغ فيه».

ويرى ستورا أن القلق من تدفق كبير للمهاجرين أقرب إلى أن يكون «وهمياً»، لكن ذلك «قد يؤثر على السياسة الداخلية الفرنسية مثلا على الانتخابات الأوروبية. قد يساهم ذلك في صعود اليمين المتطرف الذي يخشى الغزو».

back to top