النجدي والمغربي يدعوان إلى فهم الآخر عبر لغة تشكيلية

قدَّما 25 عملاً فنياً... ومعرض «نحن وهُم» الذي يستمر حتى 7 مارس

نشر في 27-02-2019
آخر تحديث 27-02-2019 | 00:01
النجدي والمغربي في المعرض
النجدي والمغربي في المعرض
أقيم معرض بعنوان "نحن وهُم" في غاليري "برنت رووم" بالشويخ جمع قرابة 25 عملا فنيا للفنانَين سهيلة النجدي ومحمود المغربي، ودعا الفنانان، من خلال تجربتهما الفنية في المعرض، إلى فهم الآخر، ونبذ العنف، ورسم إطار جديد تتماهى فيه الأحاسيس، وتنتفي فيه الحدود، ويستمر المعرض حتى 7 مارس.

ورصدت أعمال النجدي والمغربي التغيرات السياسية والثقافية في مجتمعاتنا العربية أخيرا، فكان المعرض بمثابة رسالة لإلقاء الضوء على مخرج لهذه الأزمات التي تمر بها مجتمعاتنا، من خلال ثنائيات رسمت أطرا لعلاقتنا بالآخر بوجه عام؛ ثنائيات تارة تأخذنا للسلبية، وتارة أخرى إلى أكثر اللحظات تجانسا وانفتاحا وأملا في مستقبل مختلف. وتتطرق مجموعة "نحن وهُم" لتلك الثنائيات، ليرصدا معاً أشكال هذا التغير المجتمعي بوجه عام، وعلاقتنا ببعض، حتى على مستوى علاقتنا كشعوب عربية.

واستخدمت النجدي في أعمالها التصوير الزيتي والإكريليك، فيما استعمل المغربي تقنية الحفر والطباعة، لكي يُظهرا أوجه الاختلاف الداخلي بمجتمعيهما، فتظهر بعض الثيمات في لوحات النجدي من البيئة الكويتية، كما أن المرأة حاضرة بقوة في أعمالها، إضافة إلى صراع محتدم للسيطرة على مساحة الآخر.

وفي أعمال المغربي سيطر الوضع السياسي المصري بشكل خاص على أعماله، فتظهر ثيمات وعملات مصرية من بداية القرن الماضي حتى عهد جمال عبدالناصر، بتمييز الجمهورية العربية المتحدة، في إشارة سريعة على دور مصر العربي بوجه عام، والشعب السوري على وجه الخصوص.

ولم يكن هذا المعرض وليد الصدفة بين النجدي والمغربي، فهما خرجا من نفس البحث والاهتمام والهم المجتمعي المشترك، فقد عرضت النجدي مجموعة "الكرسي" بغاليري بوشهري عام 2017 لأعمال فنية بدأتها من عام 2015 تعرضت فيها لمفهوم الكرسي، وإسقاطاته، فعلاقتنا به تمتد عبر أداءات شديدة التنوع لا يمكن اختزالها في دوره الرئيسي للتأمل والراحة والاسترخاء، ورغم التركيز على الثيمة الأساسية، فلن نجد الفكرة الفجة لاعتلاء السُّلطة، بل التناقض بين التشبت بالكرسي وتعب الجسد وإنهاكه وحاجته للراحة.

أما في تجربة المغربي، ففي عام 2006 عمل على مجموعة "صداع نصفي"، ويبدو من عنوانها أنها حافلة بالدلالات، فالصداع النصفي يحول المصاب به إلى كتلة من الألم، ويجعله عاجزا عن التفكير، لتتسلط عليه فكرة واحدة، هي الخلاص، فيقول المغربي: "نتقاسم هموما وأحلاما مشتركة في مساحة ضيقة رسمتها لنا يد مستبدة، وأنا أسعى هنا إلى التعبير عن همومنا وأوجاعنا في عالم حانق وقمعي يكتم على أنفاسنا، تماما كما يكتم الصداع النصفي على رأس المصاب به".

back to top