الممثلة والمخرجة رندلى قديح: أسلوبي أوروبي وهدفي التوعية

نشر في 21-02-2019
آخر تحديث 21-02-2019 | 00:13
رندلى قديح
رندلى قديح
تؤمن بأن هدف الفنان التوّجه إلى المجتمع برسائل إنسانية عميقة لهذا السبب تترك بصمة متميّزة ولافتة سواء في تصوير الكليب أو في الدراما والسينما. الممثلة والمخرجة اللبنانية رندلى قديح قدّمت أخيراً مسلسل «مجنون فيكي»، وتطلق قريباً فيلمها السينمائي «شرّعوا الحشيشة»، في الصالات فضلاً عن عدد من المشاريع على صعيدي الكليب والـ«سيت كوم». عن أعمالها الجديدة تحدثت إلى «الجريدة».

تنقسم الآراء حول مسلسل «مجنون فيكي» بين من أحبّ ومن انتقد، ما رأيك بهذه الأصداء؟

صحيح أن الآراء مختلفة، لكن ثمة إعجاب بالمضمون وأسلوب التصوير والألوان والأزياء. اعتاد الجمهور أسلوب المسلسلات الدرامية المختلف عمّا قدّمت، فجاء هذا المسلسل فريداً من نوعه، وخفيف الظلّ، وممزوجاً بعالم الموضة والأزياء، فجمع أسلوبيْ الكليب والمسلسلات معاً.

طغى عليه الأسلوب الأوروبي.

نفذّت المسلسل بأسلوب أجنبي سواء على صعيد تقطيع الصور أو المؤثرات الموسيقية، علماً بأنني لا أحبّذ تصنيف المسلسلات بحسب الهوية، لأن الروح التي يضفيها المخرج على العمل وأسلوبه في تصوير المشهدية هما الأساس بغضّ النظر عما يُعتبر هوية العمل.

هل جاءت نتيجة المسلسل مطابقة لتوقعاتك لجهة أداء الفنانين رولا سعد ويوري مرقدّي؟

كُتب المسلسل خصيّصاً للفنانة رولا سعد، وباتفاق معها وبناء على أفكارها حول عالم الموضة والأزياء، فرسم الكاتب فراس جبران شخصية «كلارا» بما يتوافق مع أسلوب رولا في الحياة. يحوي المسلسل معاني إنسانية عميقة وهو ليس سطحياً، إذ تحدثنا عن حقوق المعوقين وعن التبنّي. بالنسبة إلى الثنائية مع يوري مرقدي، جاءت التعليقات انتقادية وشخصية وجارحة وغير مهنيّة. فصبّت باتجاه انتقاد الشكل الخارجي وليس الأداء. من الطبيعي أن تهتم رولا بشكلها الخارجي وبجمالها وأزيائها انطلاقاً من موقعها المهني والاجتماعي في المسلسل وكونها امرأة متحرّرة.

لاحظنا تمايزاً في لهجتها عن سائر الممثلين.

وفق مجريات القصة، نشأت «كلارا» في ميتم، اختارت منه لاحقاً طفلاً للتبني. لذا هي مزيج من شخصيات عدّة صقلتها الحياة. لكن للأسف، ثمة أشخاص بطبعهم يحبون الأذية، لذا جرّحوا برولا في المسلسل، علماً بأنها لم تكترث لهذه الآراء السلبية الظالمة في حقها وحقّ يوري الذي قدّمت معه ثنائية جميلة وفريدة من نوعها. فهي شخصية مفعمة بالحركة ونشيطة وهو هادئ الطباع.

كم استغرق إعداد المسلسل لجهتي الديكور والأزياء؟

ابتكر شقيقي علي قديح الديكور والأزياء والألوان محققاً مزيجاً جنونياً في ما بينها. منذ قرأت النص فرحت لأنه يفسح في المجال إزاء ابتكار شيء مميّز وخاص. لم يستغرق الإعداد فترة طويلة على رغم أننا خصصنا لكل دور أسلوب أزياء خاصاً به يتناسب مع الشخصية وطباعها وموقعها.

ما الدور الذي أدّاه الإنتاج في هذا الإطار؟

أراد المنتج بودي معلولي تقديم عمل جميل أولاً، لذا أفسح في المجال إزاء توافر كل مستلزمات العمل من دون أي نواقص، من ضمن المنطق المادي المتعارف عليه محلياً على صعيد الإنتاج الدرامي.

فيلم و«سيت كوم»

ينطلق فيلم «شرّعوا الحشيشة» الشهر المقبل في الصالات اللبنانية، ما تفاصيله؟

الفيلم من كتابة داليا حداد، وإنتاج مجد جعجع. يؤدي خمسة شبّان دور البطولة هم: طوني عيسى، وفادي إندراوس، وآغوب ديجرجيان، وعدنان ديراني، ومجد جعجع. والبطولة الأنثوية لريتا حرب. يضمّ الفيلم عدداً من النجوم أبرزهم: ختام اللحام، وجويل فرين، وستيفاني سالم، ونجم «ذا فويس كيدز» غدي بشارة، وغيرهم. يحكي عن «الحشيشة» بطريقة كوميدية تهدف إلى توجيه رسائل توعوية جديّة إلى المجتمع العربي عموماً، وإلى المجتمع اللبناني والدولة اللبنانية خصوصاً.

تسخّرين أعمالك دائماً لأهداف توعوية.

هدف الفنان توعية المجتمع سواء كان رسّاماً أو شاعراً أو مطرباً أو ممثلاً أو مخرجاً، لذا أوّجه رسائل معيّنة في الفيديو كليبات، كذلك أضع لمستي الخاصة إخراجياً في الأعمال السينمائية والدرامية التي تكون بتوقيع كاتب معيّن.

هل واجهت أية مشكلة مع الرقابة الرسمية حول مضمون الفيلم؟

أبداً، صحيح أن العنوان صادم للجمهور، إنما مضمونه ذو توّجه آخر.

ترتكز بطولة الأفلام والمسلسلات غالباً على ثنائية أو على وجه أنثوي بهدف التسويق، فكيف ستحققين ذلك مع خمسة شبّان؟

أولاً، من خلال عنوان الفيلم اللافت، والإعلان التسويقي، والشريط الترويجي الذي يحوي مشاهد تشويق وحركة. لكل من هؤلاء الشبّان الخمسة شخصيته المميّزة، فمن بينهم الكوميدي والجدّي والفنان... أعطينا مساحة للرجل أكثر من المرأة في الفيلم، إذ يجب أن نرى تنوعاً معيناً وألا نعتمد دائماً على الوجه الأنثوي لتسويق الأعمال الفنيّة.

هل يتماهى الفيلم مع الواقع الاجتماعي في لبنان؟

هؤلاء الشباب المنتمون إلى ديانات مختلفة، لديهم أحلامهم وطموحاتهم الخاصة، وقصتهم التي سنتعرف إليها في سياق الأحداث. لذا لا بدّ من أن يتماهى المشاهد مع إحدى الشخصيات، خصوصاً أننا أجرينا أبحاثاً عن طموحات الشباب وأحلامهم في الواقع، لنوّجه من خلال أبطال الفيلم رسائل عميقة بقالب كوميدي.

ماذا عن الموسيقى فيه؟

عملنا على إعداد الموسيقى مع المؤلف والملحّن سليم عسّاف. يحوي الفيلم أغاني بصوت فادي إندراوس، فضلاً عن غناء طوني عيسى شارة الفيلم. أنا مقتنعة بأهمية الموسيقى والإيقاع والصوت لدعم المشهدية السينمائية وإعطائها بُعداً معيناً.

متى تبدؤون تصوير سيت كوم «صف عا صوص ونقطة»؟

بداية، أشير إلى إمكان تغيير عنوان «السيت كوم» الذي نبدأ تصويره قريباً. يتألف من 15 حلقة كتابة داليا حداد، وسيُعرض عبر شاشة OTV. يتولى البطولة كل من رانيا عيسى ومجدي مشموشي. هو «سيت كوم» خفيف ومهضوم، سأصوّره بأسلوبي الأوروبي مضيفة لمستي الجنونية الخاصة إلى الديكور ليتمايز عن سواه.

مشاريع وتعاون

أي مشاريع فيديو كليب صوّرت أخيراً؟

نفذّت أغنية يسرى محنوش الجديدة، وأغاني فرنسية لفادي بزّي ستسوّق عبر المحطات الفرنسية، كذلك أحضّر لمشاريع عدّة ستُصوّر خارج لبنان.

تتعاونين مع الفنانين العرب أكثر من اللبنانيين، ما السبب؟ وهل من تراجع في سوق تصوير الكليب محلياً؟

يتواصل الفنانون العرب معي للتعاون لا العكس. لا أرى تراجعاً في السوق اللبنانية بمقدار ما أرى فنانين لبنانيين ينتجون أعمالهم الخاصة، فضلاً عن أن الفنانين الجدد يصوّرون كليبات بتكاليف محدودة، فلا تحقق انتشاراً كبيراً ولا تترك بصمة لافتة.

هل تتكلين على قدرات الفنان التمثيلية لتحديد ماهية الكليب؟

طبعاً، حينما أتعرّف إلى الفنان، أجلس معه مطوّلا قبل التصوير لأراقب شكله الخارجي وتصرفاته، من أجل استكشاف قدراته التي يمكن إظهارها إزاء الكاميرا. عندها أضع خطتين، وأرى لحظة التصوير أياً منهما الأنسب.

هل تُعدّين الفنان حضوراً وأداءً انطلاقاً من خبرتك التمثيلية والإخراجية قبل بدء التصوير؟

طبعاً، أعمد أولاً إلى التجديد في شكله الخارجي. من ثمّ، إذا كنت أصوّر الكليب في إطار قصة وليس ككليب استعراضي، فأحضّر الفنان نفسياً من خلال وضعه في لحظات حزنٍ معيّنة أو أُنعش ذكرياته الحزينة بهدف استخراج أحاسيسه لخدمة أدائه في الكليب.

يبدو أنك متحرّرة أكثر في إخراج الكليب كونك الآمر الناهي فيما للكاتب رأيه الأول في السينما والدراما، هل تؤدي الثقة دوراً في علاقتك مع الكاتب؟

يجب إقناع الفنان بفكرتي الخاصة بالكليب لأنه معني بها أيضاً. أمّا بالنسبة إلى السينما والدراما، فأقرأ مع الكاتب النص لنتحاور بثقة حول كيفية تنفيذ مشهدية معيّنة بالطريقة التي أراها أجمل، فنتفق على التفاصيل قبل بدء التصوير. أحترم النصّ كثيراً فلا أعدّل من دون حوار مع الكاتب واتفاق مسبق معه بناء على ثقة متبادلة.

لا يغيب الابتكار إذا كان المخرج مبدعاً

تحضِّر رندلى قديح لمشروع «سيت كوم» سوري، سيجعلها كما قالت المخرجة اللبنانية الأولى التي تصوّر في سورية. وتقول: «اتفقت مع الزملاء على التعاون ونجتمع قريباً لبحث التفاصيل».

وحول التطوّر التكنولوجي والانفتاح التواصلي، وهل سهلا التجديد في الأفكار والصورة، توضح المخرجة والممثلة اللبنانية: «التطوّر التكنولوجي متواصل، لذا يجب تحديد ما إذا كنا نتجه في عملنا نحو الإحساس أم استخدام التقنيات، وفي الحالتين لا يغيب الابتكار إذا كان المخرج مبدعاً بطبعه. يغيّر النضوج طريقة التفكير تجاه الأمور، أضف إليها الأفكار التي توحي بها شخصية الفنان والأغنية. من جهة أخرى، أسعى دائماً إلى وضع لمسة معيّنة خاصة بي ليتذكّر الجمهور الكليب دائماً من خلال مشهدية معيّنة أو فكرة ما».

سأكون المخرجة اللبنانية الأولى في سورية

بعض التعليقات مجرّحة برولا سعد وظالمة
back to top