استراتيجية تنويع أنشطة «أرامكو» تستهدف إدراجها في 2021

السعودية تستحوذ على حصص من مصافٍ كورية وتنافس روسيا على الغاز الأميركي المسال

نشر في 01-02-2019
آخر تحديث 01-02-2019 | 03:04
No Image Caption
تخطط «أرامكو» لإنفاق مبلغ الـ 1.6 مليار دولار أي نحو 1.8 تريليون ون (من العملة الكورية الجنوبية) مقابل حصة تصل بالتحديد إلى 19.9% من مصافي هيونداي «أويلبنك» التابعة في أغلبها لهيونداي للصناعات الثقيلة التي تملك حاليا 91.13% من هيونداي «أويلبنك».
تواصل شركة "أرامكو" السعودية، وهي أغنى شركة نفط مملوكة للدولة في العالم تنويع استثماراتها في ميدان الصناعات النفطية اللاحقة أو الثانوية مثل مصافي التكرير ومجمعات البتروكيماويات. وأعلنت "أرامكو" هذا الأسبوع أنها خططت لاستثمار نحو 1.6 مليار دولار من أجل الاستحواذ على حوالي 20 في المئة من مصفاة هيونداي الكورية الجنوبية "أويلبنك" التي تعتبر أصغر مصفاة في كوريا الجنوبية من حيث السعة. كما أن شركة "أرامكو" هي أكبر مساهم في ثالث أكبر مصفاة في كوريا الجنوبية – أس أويل كورب بحصة تبلغ 63.41 في المئة.

وتخطط "أرامكو" لإنفاق مبلغ الـ 1.6 مليار دولار أي نحو 1.8 تريليون ون (من العملة الكورية الجنوبية) مقابل حصة تصل بالتحديد إلى 19.9 في المئة من مصافي هيونداي "أويلبنك" التابعة في أغلبها لهيونداي للصناعات الثقيلة التي تملك حاليا 91.13 في المئة من هيونداي "أويلبنك" بحسب تقرير صدر عن وكالة رويترز.

وتخطط "أرامكو" لتقييم هيونداي أويلبنك عند 10 تريليونات ون أي نحو 900 مليون دولار - أي 36 ألف ون للسهم، بحسب بيان صدر عن هيونداي للصناعات الثقيلة. وقالت وكالة رويترز، فإن أحد الأشخاص المطلعين على هذا الأمر قال إن الشركة تخطط لعرض خصم نسبته 10 في المئة إلى "أرامكو" السعودية في اتفاق سوف يتطلب موافقة مجلسي إدارة الشركتين في الشهر المقبل.

إمكانات كوريا الجنوبية في الأنشطة البترولية اللاحقة

تمتلك كوريا الجنوبية، ومعها الصين حصصاً سوقية كبيرة في آسيا وما وراءها لتسويق منتجاتها البترولية الجاهزة، وهي تنتج النفط الخفيف مثل الديزل والبنزين ووقود الطائرات نتيجة عمليات تحديث قامت بها في المصافي خلال السنوات الأخيرة.

وبلغت سعة تكرير كوريا الجنوبية حوالي 3.2 ملايين برميل في اليوم من الخام في نهاية عام 2017 واحتلت المركز السادس الأكبر في طاقة التكرير في العالم، بحسب أحدث تحليل صدر عن إدارة معلومات الطاقة الأميركية حول قطاع الطاقة في ذلك البلد.

وكانت "أرامكو" من جهتها تواقة إلى استثمار أصول في شتى أنحاء آسيا والولايات المتحدة وإفريقيا.

وكانت تخطط لاستثمار المزيد من أجل توسيع نشاطها في ميدان الغاز الطبيعي وخصوصاً في قطاع الغاز الطبيعي المسال في الولايات المتحدة، في ظل اندفاع روسيا إلى هذا القطاع وهو أمر قد يشهد تضارب مصالح نتيجة تسابق واشنطن مع موسكو نحو هيمنة جيوسياسية في الشرق الأوسط وعلى الحصة السوقية في الغاز الطبيعي في أوروبا إذ كانت روسيا تمارس احتكاراً مثيراً للجدل استمر عقوداً منذ نهاية الحرب العالمية الثانية.

أجندة السعودية

وتهتم شركة "أرامكو" أيضاً في التنويع عبر مزيد من الاستثمارات الأخرى قبل عرضها في الاكتتاب الأولي المحتمل، على الرغم من عدم معرفة موعد ذلك والذي كان قد تأجل سابقاً وما زال مصيره غير مؤكد حتى الآن.

وعلى أي حال، قال وزير الطاقة السعودي خالد الفالح قبل بضعة أسابيع، إن عملاقة النفط سوف تدرج في عام 2021. وإذا ما حدث ذلك فإنه سوف يذكر بسنتي 2017 و2018 عندما كان الاكتتاب الأولي منتظراً ويشهد تنافساً من جانب بورصات مثل هونغ كونغ ولندن وطوكيو ونيويورك، بل وحتى الرياض من أجل نيل فرصة للإدراج أو الإدراج الجزئي في الاكتتاب الأولي التاريخي.

وسوف يبرز إدراج "أرامكو" أيضاً رغبة السعودية في الابتعاد عن الاعتماد المفرط على صادرات النفط وخطتها الرامية إلى اجتذاب مزيد من الاستثمارات الأجنبية المباشرة على شكل جزء من مساعي ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان الرامية إلى إصلاح هيكل الاقتصاد السعودي بل حتى قطاع الثقافة في المملكة.

وتأمل السعودية في اجتذاب تقييم بقيمة تريليوني دولار لـ"أرامكو" على الرغم من تقييم محللين خارجيين للقيمة عند نصف ذلك المبلغ.

وفي نوفمبر الماضي قالت "أرامكو" إنها خصصت حوالي 160 مليار دولار في اندفاعها العالمي، وقال كبير التنفيذيين أمين ناصر في ذلك الوقت، إن المملكة خططت لاستثمار ذلك المبلغ خلال السنوات العشر المقبلة في تطوير الغاز وتخطط أيضاً لاستثمار المزيد في البتروكيماويات قبل استحواذها على شركة الصناعات الأساسية (سابك) وبناء منشآت معالجة جديدة على الساحل الشرقي للمملكة.

مشروع فائدة متبادل

ولا شك في أن التعاون المتزايد في قطاع الطاقة بين كوريا الجنوبية خامس أكبر دولة مشترية للنفط الخام في العالم والسعودية وهي أكبر دولة مصدرة للنفط وثالث دولة منتجة له بعد الولايات المتحدة وروسيا هو تطور مؤكد الجدوى للجانبين – فهو يسمح للسعودية بالاحتفاظ بمزيد من الحصة السوقية في آسيا رغم تنافسها الحاد مع روسيا كما يساعدها فرض العقوبات على إيران في توسعة حصتها السوقية في الصين التي تعد أكبر مستورد للنفط الخام في العالم.

وبالنسبة إلى كوريا الجنوبية فهو يضمن أمن الإمدادات والتسعير الملائم المحتمل إضافة إلى استثمارات خارجية مباشرة لمساعدتها في تحقيق طموحاتها في الصناعات البترولية اللاحقة. وفي العام الماضي استوردت كوريا الجنوبية 323.17 مليون برميل من النفط الخام السعودي أي ما يعادل نحو 885.4 ألف برميل يومياً.

* تيم ديس - أويل برايس

back to top