معرض «لور ومازن بيني وبينك»... ثنائية في إبداع اللوحة

نشر في 31-01-2019
آخر تحديث 31-01-2019 | 00:05
من المعرض
من المعرض
يفتتح متحف سرسق في بيروت مساء اليوم الخميس في 31 يناير معرض «لور ومازن بيني وبينك» (يستمر حتى 26 أغسطس 2019)، ويتضمن لوحات شاركت الرسامة التشكيلية لور غريّب وابنها الفنان مازن كرباج في رسمها عبر ابتكار نمط جديد قوامه رسم ثنائي للوحة الواحدة مع الحفاظ على الاستقلالية في التعبير.
لور غريّب شاعرة وفنّانة وناقدة فنية. مازن كرباج فنّان ورسّام وموسيقيّ. وهما يشكّلان معاً ثنائياً فنياً من الأكثر وقعاً وتأثيراً. أما الوسائل التي يستخدمانها في التعبير فهي الأقلام التقنية والحبر الصيني والورق.

اليوم تبلغ الوالدة لور 88 عاماً، أما الابن مازن فعمره 44 عاماً، أي النصف. وقد ابتكرا، منذ عام 2006، وبموازاة الممارسة الفردية لكل منهما، كتابةً بأربع أيادٍ، حيث تمتزج دقّة الخطوط التي ترسمها لور مع الصور الظلية ذات الأنف الكبير التي يرسمها مازن. لا حاجة إلى معرفة مَن يفعل ماذا في وفرة رسومهما ومراسلاتهما وتداخلها؛ المهم مواكبة مخيلتهما وطموحهما...

تفاعل وتناغم

تتميز لوحة لور غريّب ومازن كرباج بتناغم العناصر وتجانسها، ولكن من دون أن تذوب في بعضها البعض أو يلغي أحدها الآخر، بل يلاحظ المشاهد أن ثمة ثنائية في اللوحة وشخصيتين هما الأساس فيها، واختلافاً في الرؤية إلى الموضوع نفسه يضفي غنى على اللوحة ويعمق التعبير المشترك، ما يكسب هذه التجربة الفريدة على الساحة التشكيلية اللبنانية خصوصية جميلة.

يمكن القول إن لور غريّب ومازن كرباج ابتكرا أبجدية تشكيلية من خلال الخطوط والأسلوب الخاص بكل منهما، وأبدعا عملاً فنياً ينهل من العفوية مساحات بصرية تنقل المشاهد إلى أعماق النفس وتناقضاتها، من دون فذلكة أو تعقيد، مع الحرص على إلغاء عنصري المكان والزمان، فتحاكي اللوحة الإنسان في كل زمان ومكان وينسى المشاهد الفارق العمري بين الأم والابن...

لور غريّب

ولدت في دير القمر في قضاء الشوف في جبل لبنان عام 1931، درست الفن في الأكاديمية اللبنانية للفنون الجميلة، وفور تخرجها عملت في جريدة «النهار» في القسم الثقافي وسرعان ما عرفت ككاتبة وشاعرة باللغة الفرنسية وناقدة فنية.

عام 1960 كان لقاؤها الأول مع الجمهور من خلال معرض فردي نظمته في «غاليري وان» في بيروت، وكان يملكها آنذاك الشاعر اللبناني ورائد الحداثة يوسف الخال، بعد ذلك تتابعت سلسلة معارضها في غاليريهات بيروت: «كونتاكت» (1974)، و«غاب سنتر» (1985)، و«جانين ربيز» (2015-1995).

شاركت في معارض عربية ودولية، وحازت جائزة «مرتبة الشرف» في بيينال باريس (1967)، والجائزة الأولى في بيينال الإسكندرية (1997).

عام 2006، إبان حرب تموز أسست مع ابنها مازن مدوّنة نشرا فيها رسوماً ضمناها أفكارهما حول الحرب وما تخلّف من معاناة ومآسٍ إنسانية... وفي عام 2010 بدآ تنظيم معارض ثنائية.

أصدرت مجموعات شعريّة باللغة الفرنسية وكتباً فنية من بينها «شهادات» (1985) و«23 يوم» (2007).

تتميز لوحة لور غريب بأسلوب تعبيري يمزج بين الواقعية المستلة من تفاصيل الحياة اليومية والمنمنمات وفن الوشم والزخرفة التجريدية والحروفية... هذه العناصر وغيرها تضفي على تأليف اللوحة عالماً يعكس رؤية لور غريّب للحياة انطلاقاً من تجاربها الإنسانية والفكرية والأدبية والصحافية...

مازن كرباج

فنان تشكيلي ورسام وموسيقي وكاتب، اختار منذ بداياته الفنية خط الفن الحديث، والنمط التجريبي الارتجالي. منذ انطلاق مسيرته في العام 2000، نشر رسومه في الصحف وعلى مواقع الإنترنت، وأقام معارض في لبنان والخارج.

شارك في حفلات موسيقية في لبنان والخارج وعزف مع موسيقيين عالميين. له نحو 14 كتاباً على طريقة الشريط المصور، من بينها: «هذه القصة تجري» و«ناس من بيروت».

لور ومازن ابتكرا منذ عام 2006 بموازاة الممارسة الفردية لكل منهما كتابةً بأربع أيادٍ
back to top