«فيسبوك» تعمل على دمج «واتساب» و«إنستغرام» و«ماسنجر»
زوكربيرغ مؤسس الشركة يدافع عنها بمقال في «وول ستريت جورنال»
تعمل شركة فيسوك حالياً على دمج خدمات الدردشة الثلاث Facebook Messenger وWhatsApp وInstagram، ولن يتم الاستغناء عن أي من هذه التطبيقات، فهي ستواصل العمل كتطبيقات مستقلة، ولكن الشركة الأم تريد أن يتمكن مستخدموها من تبادل الرسائل على مختلف المنصات من خلال منصة تراسُل أسرع، وأكثر بساطة، ويمكن الاعتماد عليها، وفق ما صرحت به الشركة.
لم يكن العام الماضي عاماً عادياً بالنسبة إلى عملاقة التواصل الاجتماعي (فيسبوك)، إذ تعرضت الشبكة الاجتماعية لعدد من الفضائح والمشاكل تسببت في خسائر مالية كبرى، إضافة إلى خسارة كبيرة على صعيد المستخدمين. سنة 2018 هي من دون منازع السنة الأسوأ للشركة حتى الآن، ورغم كل المشاكل ما زالت الشركة تسعى الى تحسين سمعتها ومصداقيتها، بمحاولة منها لإعادة مستخدميها ورفع اسهم الشركة الى ما كانت عليه وأكثر.فضائح كثيرة طالت الشركة في 2018، أولها وأكبرها كان فضيحة إساءة استخدام بيانات 87 مليون مستخدم بواسطة شركة كامبريدج أنالتيكا، التي قلبت العالم على الشبكة الاجتماعية، وبعدها تم اختراق بيانات 50 مليون مستخدم للشبكة الاجتماعية بسبب ميزة View as، ومن ثم تسريب صور حوالي 6 ملايين مستخدم ونصف المليون بسبب ثغرة أمنية، مما أدى الى انخفاض ثروة مؤسس الشركة 17 مليار دولار، واستقالة عدد كبير من الموظفين، وعلى رأسهم مؤسس «واتساب»، ومحاكمة مؤسس الشركة مارك زوكربيرغ بـ «الكونغرس»، وأخيراً تغريم «فيسبوك» ملايين الدولارات لفشله فى الحفاظ على بيانات المستخدمين.
زوكربيرغ يدافع مجدداً
منذ أيام قليلة، وفي مقال له نشر بجريدة وول ستريت جورنال، جدد مؤسس شركة فيسبوك، مارك زوكربيرغ، دفاعه عن نشاط الشبكة الاجتماعية، موضحا أن استهداف الإعلانات بناء على الاهتمامات يختلف عن بيع بيانات الأشخاص، حيث قال: «إذا كنا ملتزمين بخدمة الجميع، فنحن بحاجة إلى خدمات تكون في متناول الجميع، وأفضل طريقة للقيام بذلك هي تقديم خدمات مجانية، وهو ما توفره لنا الإعلانات»، فيما يأتي هذا المقال بعد أشهر من خضوع «فيسبوك» لعمليات تدقيق مكثف حول كيفية استخدام «فيسبوك» وإساءة استخدامها لبيانات المستخدمين.وأشار زوكربيرغ إلى أنه يرغب في إصلاح بعض سوء الفهم حول كيفية عمل «فيسبوك»، كما كتب: «نحن لا نبيع بيانات الناس، بالرغم من أنه غالباً ما نتهم بذلك»، موضحا أن «الشبكة لا تشارك عن عمد المقالات ذات العناوين الخادعة، أو تتعمد ترك المحتوى الضار أو المثير للانقسام من أجل زيادة التفاعل، مع الاعتراف بأن الشركة تجمع بعض المعلومات، لكن هذه المعلومات مهمة بشكل عام للأمن وتشغيل خدمات «فيسبوك» كذلك.وأضاف في مقاله: «يحصل المليارات من الأشخاص على خدمة مجانية للبقاء على تواصل مع أولئك الذين يهتمون بهم وللتعبير عن أنفسهم، وتحصل الشركات الصغيرة، التي تخلق معظم الوظائف والنمو الاقتصادي في جميع أنحاء العالم، على إمكان الوصول إلى الأدوات التى تساعدها على النمو، فهناك أكثر من 90 مليون نشاط تجاري صغير على «فيسبوك»، وهي تشكل جزءا كبيرا من نشاطنا التجاري، والتي لم يكن بمقدور معظمهم شراء إعلانات تلفزيونية أو لوحات إعلانية، لكنهم أصبحوا الآن قادرين على الوصول إلى أدوات لا يمكن استخدامها إلا من قبل الشركات الكبيرة».دمج تطبيقات الشركة
تعمل شركة فيسبوك حالياً على دمج خدمات الدردشة الثلاث Facebook Messenger وWhatsApp وInstagram، ولن يتم الاستغناء عن أي من هذه التطبيقات، فهي ستواصل العمل كتطبيقات مستقلة، لكن الشركة الأم تريد أن يتمكن مستخدموها من تبادل الرسائل على مختلف المنصات من خلال منصة تراسل أسرع، وأكثر بساطة، ويمكن الاعتماد عليها، وفق ما صرحت به الشركة.وكانت «فيسبوك» قد استحوذت على تطبيق إنستغرام لمشاركة الصور في 2012 مقابل مليار دولار تقريبا، بينما كان الاستحواذ على «واتساب» في 2014 بقيمة 19 مليار دولار تقريبا.ومنذ استحواذ «فيسبوك» وكل من «واتساب» و«إنستغرام» في حالة نمو هائل على صعيد عدد المستخدمين، حيث يملك «إنستغرام» ما يقارب المليار مستخدم نشط شهريا، بينما عدد المستخدمين النشطين على «واتساب» يصل إلى 1.5 مليار مستخدم شهرياً.لكن كلاً من مؤسسي «واتساب» و«إنستغرام» غادر «فيسبوك»، وذلك لعدم توافق سياسة الشركة معهم في الآونة الأخيرة.وفي بيان رسمي لها، تقول عملاقة التواصل الاجتماعي إنها تريد أن تبني أفضل تجربة لتبادل الرسائل، حيث تعمل الشركة على جعل المزيد من تطبيقات الدردشة الخاصة بها مشفرة، والنظر في طرق لتسهيل الوصول إلى الأصدقاء والعائلة عبر الشبكات.كما أفادت صحيفة نيويورك تايمز يوم الجمعة بأن الرئيس التنفيذي لشركة فيسبوك، مارك زوكربيرغ، يخطط لتوحيد البنية التحتية لتطبيقات التراسل التي تملكها الشركة، مع جعلها آمنة تماماً من خلال اعتماد تقنية التشفير الشامل.ونقل المصدر عن 4 أشخاص قالوا إنهم يشاركون في هذه الخطوة، أن «فيسبوك» ستحافظ على تلك الخدمات الثلاث كتطبيقات مستقلة. وقالت الشركة إنها تعمل على إضافة التشفير من طرف إلى طرف، والذي يحمي الرسائل من أن يتم عرضها من قبل أي شخص، باستثناء المشاركين في المحادثة، إلى المزيد من منتجات التراسل التابعة لها، والنظر في طرق لتسهيل اتصال المستخدمين عبر الشبكات.وقال متحدث باسم الشركة: «هناك الكثير من المناقشات والحوارات مع بدء العملية الطويلة لاكتشاف كل تفاصيل الطريقة التي سيعمل بها هذا».ووفقاً لتقرير «نيويورك تايمز»، فإنه سيكون بإمكان مستخدمي «فيسبوك» إرسال رسالة مشفرة إلى شخص ليس لديه سوى حساب «واتساب».وصرح بعض مهندسي أمن «فيسبوك» السابقين بأن الخطة يمكن أن تكون أخبارا جيدة لخصوصية المستخدم، خاصة من خلال توسيع التشفير من طرف إلى طرف. ومع ذلك، لا تخفي هذه التقنية البيانات الوصفية دوماً، وهي معلومات بشأن من يتحدث إلى من، مما أثار القلق بين بعض الباحثين من إمكانية مشاركة البيانات. ومن المرجح أن يتيح أي دمج للبيانات الوصفية لـ «فيسبوك» معرفة المزيد عن المستخدمين، وربط معرفات مثل أرقام الهواتف وعناوين البريد الإلكتروني لأولئك الذين يستخدمون الخدمات بشكل مستقل عن بعضهم البعض. ويمكن لـ «فيسبوك» استخدام هذه البيانات لتحصيل رسوم أكبر مقابل الإعلانات والخدمات المستهدفة، على الرغم من أنه سيتعين عليها أيضاً إلغاء الإعلانات، استناداً إلى محتوى الرسائل في «ماسنجر» و«إنستغرام».سياسة جديدة للمحتوى المضلل
منذ سنين، تسعى «فيسبوك» من الحد من نشر الأخبار المضللة للمستخدمين، حيث أعلنت الشركة منذ أيام تغييراً في سياستها، بما يتعلق بنشر الأخبار والمحتوى على الشبكة، حيث سيكون لـ «فيسبوك» الحق في إغلاق أي مجموعة أو صفحة تنشر محتوى يخص أولئك الذين لا يتبعون سياسة الشركة، فحتى لو كان صاحب الصفحة غير متصل بهم بشكل مباشر، فإن نشره لأي خبر مشابه لما يقومون به سيؤدي إلى إغلاق صفحته بشكل نهائي رغم ذلك. كما أن «فيسبوك» ستتخطى أسلوب الصفحات البديلة المنتشر على الشبكة، حيث إنه في حال تم إغلاق صفحة فإن صاحبها لن يكون قادراً على التحول لصفحة بديلة أنشأها في حال حدوث أمر مشابه، لأن الشركة ستحذفها هي الأخرى مباشرة. وربما يكون التغير الجديد هو الأكثر صرامة على ناشري ومروجي الأخبار والمحتوى الخاطئ، فهو سيمنع أصحاب تلك الصفحات والحسابات من الوصول إلى متابعيهم مرة أخرى من خلال ما يسمى بالصفحات البديلة والطرق القديمة، مما يوجب البدء من جديد للوصول إلى المستخدمين.
العمل على إضافة التشفير من طرف إلى طرف يحمي عرض الرسائل من قبل أي شخص باستثناء المشاركين في المحادثة