أوقفوا دعم شركات النفط الصخري فهي تحفر باتجاه كارثة مناخية

في تقرير لمجلس الأطلسي: العالم في طور الانتقال إلى زمن الكربون المنخفض

نشر في 25-01-2019
آخر تحديث 25-01-2019 | 00:04
التلوث من حقل باكين للنفط الصخري
التلوث من حقل باكين للنفط الصخري
بدأت شركات النفط الكبرى بدرجات مختلفة في الاستثمار في الطاقة المتجددة. وشرعت شركات النفط الأوروبية الكبرى بشكل خاص تعمل في طاقة الشمس ورياح الأوفشور والسيارات الكهربائية.
في تقرير إلى المجلس الأطلسي، وهو مركز أبحاث أميركي للقيادات السياسية والتجارية والفكرية الدولية في مجال الشؤون الدولية، كتب ديفيد كوراني يقول، إن "العالم في مرحلة انتقالية بين زمن هيمن عليه الوقود الأحفوري وآخر تركز على اقتصاد ذي كربون منخفض".

وفيما من غير المؤكد إلى درجة عالية ما سرعة وتوقيت وتفاصيل هذه المرحلة الانتقالية، فإن الاتجاه يجب أن يكون واضحاً، وهو نحو مستقبل منخفض الكربون.

ويجادل كوراني في وجود العديد من المحركات، التي تدفع العالم في هذا الاتجاه، بما في ذلك هبوط تكلفة تقنية الطاقة النظيفة وتفضيلات المستهلكين وسياسة الحكومات والاتفاقيات الدولية وضغوط مختلف مجموعات الحصص وضغوط المساهمين في شركات النفط على المديرين التنفيذيين من أجل الانتقال إلى طاقة أكثر نظافة.

وتستجيب شركات النفط بطرق مختلفة ومستويات متعددة من الإلحاح، وحققت بعض الشركات استثمارات مهمة في ميدان الطاقة المتجددة والسيارات الكهربائية والبنية التحتية ذات الصلة والمنشآت.

وتجر شركات أخرى أقدامها متشبثة بأصولها في النفط والغاز، فيما تحارب السياسات العامة التي تدعو إلى تحسين انتقال الطاقة.

التحول نحو الغاز الطبيعي

تتمثل واحدة من الاستراتيجيات الرئيسية لدى شركات النفط الكبرى في الرهان الكبير على الغاز الطبيعي. ودفع احتمال استقرار الطلب على نقل النفط مديري النفط إلى التركيز على الغاز الطبيعي، الذي يعتبرونه استثماراً أكثر أماناً بسبب مرونة الطلب على الغاز في قطاع الكهرباء في حين يتم التخلص من الفحم.

وتستثمر معظم شركات النفط بشدة أيضاً في الكيماويات والبتروكيماويات. وسوف تلاحظ مجموعات حماية البيئة أن هذه قد لا تشكل استراتيجية للانتقال إلى طاقة نظيفة لكن مديري النفط (والمحللين بمن فيهم وكالة الطاقة الدولية) يرون في الطلب على البلاستيك والأسمدة والمنتجات البتروكيماوية الأخرى مصدراً أكبر لنمو الطلب يتفوق على قطاع النقل.

وتقوم شركة "شل"، على سبيل المثال، ببناء مكسر ايثان ضخم في غرب بنسلفانيا لإنتاج البلاستيك من النفط الصخري. كما تقوم اكسون موبيل وشركات أخرى بالعمل ذاته على ساحل الخليج.

وتتمثل الاستراتيجية الأخرى لشركات النفط الكبرى في الاستثمار في النفط الصخري القصير الدورة بدلاً من التقليدي والأوفشور أو المشاريع الطويلة الأجل مثل رمال النفط (رمال القار).

ويمكن لعمليات حفر النفط الصخري إعادة رأس المال خلال أسابيع أو أشهر فيما يتطلب مشروع أوفشور عدة عقود من الزمن. وبسبب عدم اليقين إزاء ذروة الطلب يعتبر النفط الصخري مجازفة متدنية بالمقارنة. وعلى سبيل المثال، أعلنت شيفرون أخيراً أنها سوف تنفق ما بين 9 مليارات إلى 10 مليارات دولار على استثمارات قصيرة الأجل حتى سنة 2022.

وقالت شيفرون في تقديم لها: "معظم أصولنا منافسة عند اختبارها ضد سيناريوهات نشيطة "وكانت تشير إلى إمكانية حدوث مبكر لذروة الطلب.

وأخيراً، بدأت شركات النفط الكبرى وبدرجات مختلفة في الاستثمار في الطاقة المتجددة. وشرعت شركات النفط الأوروبية الكبرى بشكل خاص تعمل في طاقة الشمس ورياح الأوفشور والسيارات الكهربائية.

وبصورة عامة على أي حال تظل جهود شركات النفط الدولية في أشكال أكثر نظافة للطاقة هامشية. وكتب كورياني في تقريره إلى المجلس الأطلسي يقول: "على العموم كل شركات النفط الدولية تستمر في التعويل على الطلب المستدام للنفط والغاز وتتقدم بحذر عندما يتعلق الأمر بتنويع أكثر طموحاً بعيداً عن أنشطتها وقطاعاتها وأعمالها الأساسية". ولاحظ كورياني أنه حتى شركة "رويال داتش شل" التي قامت ببعض المشاريع اللافتة في الطاقة النظيفة وتتفوق على نظيراتها في هذا المجال لا تزال تنفق أقل من 10 في المئة من ميزانيتها على الطاقة المتجددة.

أزمة المناخ

تشكل مضاعفة عمليات حفر النفط والغاز مشكلة بسبب مستوى أزمة المناخ العالمي. ويجادل تقرير من أويل تشينج إنترناشيونال، إن صناعة النفط والغاز في الولايات المتحدة "تعمل لاطلاق أكبر دفعة من انبعاثات الكربون الجديدة في العالم بين الوقت الراهن وسنة 2050".

ومن غير المفاجئ أن شريحة ضخمة من تلك الانبعاثات (39 في المئة) سوف تأتي من حوض بيرميان مع 19 في المئة من حوض أبالاشيان (النفط الصخري من مارسيلوس ويوتيكا).

وخلال العقود القليلة المقبلة – يقول التقرير – سوف تضيف صناعة النفط والغاز في الولايات المتحدة ما يعادل انبعاثات غاز البيوت الدفيئة لحوالي ألف مصنع طاقة تعمل بالفحم. وباختصار، سوف تضمن خطط حفر النفط الصخري وحده في الولايات المتحدة تخطي العالم حتى الأهداف الأكثر تواضعاً للمناخ التي اشتملت عليها اتفاقية باريس. ويدعو تقرير أويل تشينج إنترناشيونال الذي يحمل عنوان "الحفر نحو الكارثة" إلى فرض حظر على الإيجارات والتراخيص الجديدة وإنهاء المساعدات المقدمة للوقود الأحفوري ووضع خطة لإنهاء مشاريعه القائمة.

ومن نافل القول، إن الفجوة غامرة بين ما تدعو الحاجة إليه وبين ما تقوم به صناعة النفط. ولا غرابة عندئذ أن الجانبين يريان أن هذه تمثل معركة وجود.

* نيك كننغهامين

(أويل برايس)

back to top