اقتباس العناوين يثير جدلاً قبل معرض القاهرة للكتاب

جابر عصفور يرى أنها ظاهرة غير مستحبة

نشر في 17-01-2019
آخر تحديث 17-01-2019 | 00:05
طغت ظاهرة تشابه عناوين الكتب أو اقتباسها من عناوبن أجنبية لأدباء عالميين على ساحة النشر المصرية أخيراً، خصوصاً مع تسارع حركة الإصدارات استعداداً لمعرض القاهرة الدولي للكتاب المزمع عقده في 24 يناير الجاري، الأمر الذي أثار جدلاً واسعاً في الوسط الثقافي المصري.
في انتظار معرض القاهرة للكتاب، لفت عنوان «الحوت الأزرق» الأنظار بتكراره على غلاف خمسة إصدارات لدور نشر مختلفة تناولت موضوعات متنوعة، ما شكّل بداية لرصد ظاهرة العناوين المتشابهة أو المقتبسة من عناوين كتب سبق إصدارها.

أصدرت دار «الهلال» رواية للكاتبة داليا عبد الغني بعنوان «الحوت الأزرق»، وتدور أحداثها حول اللعبة القاتلة «الحوت الأزرق» التي تركت خلفها ضحايا، ما بين منتحرين ومجرمين. وتخوض الرواية في كل معاني السيطرة عبر شخوصها، فنجدهم جميعاً سقطوا ضحايا السيطرة، سواء كانت عاطفية أو اجتماعية أو نفسية.

وبالعنوان نفسه أصدرت دار «أكتب للنشر» رواية للكاتب أحمد زكي تنتمى إلى أدب الرعب. وعن «بورصة الأدب، والروضة للنشر، وكتابكم، صدرت ثلاث روايات تحمل اسم «الحوت الأزرق» لكل من أحمد مجدي جلال وأحمد العطار ومريم عبيد، وتدور أيضاً حول جنون الألعاب الملونة بالرعب، والغابة الرقمية الجديدة وقانونها الخاص وهو القتل من أجل البقاء.

وأصدرالكاتب المسرحي المعروف بهيج اسماعيل أولى رواياته عن «العين للنشر» بعنوان «المنفى والملكوت»، وهو عنوان رواية للأديب والفيلسوف الفرنسي آلبير كامو، ليحدث جدلاً واسعاً بين المثقفين.

كذلك تشابه عنوان رواية الكاتب طارق إمام «الحكايات الخرافية» مع عنوان رواية الألماني هرمان هيسه، إلا أنه عدّله فأصبح «مدينة الحوائط اللانهائية» وصدر عن الدار المصرية اللبنانية.

بين الرفض والقبول

في تعليقه على ظاهرة لجوء الكتاب والأدباء إلى اقتباس العناوين من أعمال سابقة، لا سيما الأجنبية منها، وهل يعد ذلك سرقة أم أنه تناص أدبي، يقول الناقد الأدبي الدكتور جابر عصفور: «لا أحبذ هذا الأمر، فيجب أن يكون لكل كاتب شخصيته»، مشيراً إلى أن عادة تكرار عناوين الروايات، خصوصاً المأخوذة من روايات غربية، تنبع من الإعجاب بكتّابها، هذا إن كان الكاتب على دراية بأن روايته تحمل عنوان رواية أخرى أجنبية، ولكنه إن لم يكن قاصداً ذلك، فهذا ينم عن جهله. لكن عموماً، ظاهرة تكرار العناوين غير محببة».

من جهته قال الناقد الأدبي سيد الوكيل إن انتشار مثل هذه الظاهرة ناتج عن فقر في المشهد الأدبي المصري، معتبراً أن هذا الأمر انتهاك لحقوق الملكية الفكرية.

على عكس ذلك، يرى الناقد والمترجم سيد إمام أن المهم ماهية الرؤية المقدمة، مشيراً إلى أن غالبية الروايات ما بعد الحداثية معارضة لنصوص قديمة، وأن عنواناً مثل «حكايات خرافية» لهيرمان هيسه هو جنس أدبي أكثر منه عنواناً، وهو موجود في كل اللغات مثله مثل جنس الرواية الواقعية. وأضاف أن ثمة من يعيد كتابة رواية لروائي آخر مثل «الغريب» لألبير كامو أو «روبنسون كروزو» لدانيال ديفو التي أعادت كويتزي كتابتها من منطلق آخر، فلأ أحد يستطيع أن يمنع أحداً من كتابة رواية مثلاً بعنوان «الغريب» لمجرد أن كامو كتب رواية بالعنوان نفسه.

ظاهرة مستمرة

ظاهرة اقتباس العناوين وتكرارها برزت لدى جيل الأربعينيات من القرن الماضي عندما أصدر الكاتب يوسف عز الدين عيسى قصته بعنوان «العسل المر» كما عنوان قصة لألبرتو مورافيا.

واستمرت الظاهرة حتى اليوم مروراً بكتاب جيلي الستينيات والسبعينيات، إذ أصدر الأديب الراحل محمد البساطي آخر أعماله الروائية بعنوان «جوع» تلك التي رشحت لجائزة البوكر في دورتها الثانية عام 2009 وتشابه عنوانها مع رواية النرويجي كنوت همسون «الجوع» التي صدرت في مطلع عشرينيات القرن الماضي، وأهلته حينها للفوز بنوبل.

ملصق جديد

يحمل ملصق معرض القاهرة الدولي للكتاب شعار الدورة الخمسين الذهبية المقرر انطلاقها في 22 يناير الجاري، بأرض المعارض الجديدة بالتجمع الخامس. كذلك يحمل صورتي كل من الدكتور ثروت عكاشة باعتباره أول وزير للثقافة، والدكتورة سهير القلماوي باعتبارها الرئيسة الأولى للمعرض. وتحل جامعة الدول العربية ضيف شرف دورة هذا العام، فيما يستضيف المعرض أكثر من 150 شخصية من كبار المثقفين والمفكرين، وتشارك فيه دول عربية وأجنبية.

back to top