اتفاق روسي - تركي على ملء «الفراغ» الأميركي في سورية

• «البنتاغون» يدرس إبقاء أسلحته مع الأكراد
• الأسد يتلقى رسالة من عبدالمهدي ويتحدث عن أجواء ايجابية

نشر في 30-12-2018
آخر تحديث 30-12-2018 | 00:05
مسلح من مجلس منبج العسكري الذي يسيطر عليه الأكراد في أحد شوارع منبج أمس	 (أ ف ب)
مسلح من مجلس منبج العسكري الذي يسيطر عليه الأكراد في أحد شوارع منبج أمس (أ ف ب)
بعد بوادر مواجهة بين دمشق وأنقرة على الحدود بينهما، التي تسيطر على أجزاء منها قوات كردية مدعومة من أميركا، اتفقت روسيا، التي باتت اللاعب الأول في سورية من دون منازع، مع تركيا على التنسيق بعد انسحاب الجنود الأميركيين من شمال سورية.
أعلن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن موسكو وأنقرة اتفقتا أمس، على تنسيق العمليات البريّة في سورية بعد إعلان واشنطن الأسبوع الماضي قرارها سحب قواتها.

وقال لافروف عقب محادثات أجراها مع نظيره التركي مولود جاويش أوغلو في موسكو: «ركزنا بشكل خاص على الظروف الجديدة التي تبدو مرتبطة بالانسحاب العسكري الأميركي المعلن».

وأضاف: «تم التوصل إلى تفاهم بشأن الطريقة التي سيواصل من خلالها الممثلون العسكريون لروسيا وتركيا تنسيق خطواتهم على الأرض في ظل ظروف جديدة وفي إطار رؤية تتمثل باجتثاث التهديدات الإرهابية في سورية».

اقرأ أيضا

وأكد جاويش أوغلو بدوره أن البلدين سينسقان العمليات في سورية، مضيفاً أنه ناقش مع نظيره الروسي خطط مساعدة اللاجئين السوريين على العودة إلى بلدهم. وقال في تصريحات تمت ترجمتها إلى الروسيّة: «سنواصل العمل بشكل نشط والتنسيق مع زملائنا من روسيا وإيران لتسريع التوصل إلى تسوية سياسية في سورية».

وإلى جانب لافروف وجاويش أوغلو، حضر محادثات موسكو وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو والتركي خلوصي آكار وغيرهم من المسؤولين.

وأعلنت روسيا أنها ستستضيف قمة ثلاثية تضمها وتركيا وإيران بشأن النزاع السوري مطلع العام المقبل.

ويأتي ذلك بعد حديث عن دخول قوات سورية حكومية الى منبج الأمر الذي نفته القوات الأميركية التي لا تزال مرابضة هناك.

وسيزور مستشار الأمن القومي الأميركي جون بولتون هذا الأسبوع تركيا وإسرائيل لمناقشة سبل «مجابهة التحديات الأمنية» في الفترة التي تلي قرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب سحب جميع قوات بلاده من سورية.

وأوضح بولتون أنه سيبحث مع المسؤولين الإسرائيليين والأتراك «عملنا المستمر في مجابهة التحديات الأمنية التي تواجه الحلفاء والشركاء في المنطقة». وأضاف أن ذلك يتضمن المرحلة التالية من الحرب ضد «داعش» مع بدء الولايات المتحدة في سحب قواتها من سورية.

أسلحة الأكراد

وقال أربعة مسؤولين أميركيين إن قادة يخططون لانسحاب القوات الأميركية من سورية يوصون بالسماح للمقاتلين الأكراد الذين يحاربون تنظيم «داعش» بالاحتفاظ بالأسلحة التي قدمتها لهم الولايات المتحدة وتشمل صواريخ مضادة للدبابات وعربات مدرعة وقذائف مورتر، في خطوة من المرجح أن تثير غضب تركيا حليفة واشنطن في حلف شمال الأطلسي.

وقال ثلاثة من هؤلاء المسؤولين الأميركيين الذين تحدثوا شريطة عدم نشر أسمائهم، إن هذه التوصيات جزء من مناقشات تجري بشأن مسودة خطة للجيش الأميركي. ولم تُعرف التوصية التي سترفعها وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) في نهاية الأمر للبيت الأبيض.

وأضاف المسؤولون أن المناقشات في مراحلها الأولى داخل البنتاغون ولم يتم اتخاذ قرار بعد. وسيتم عرض الخطة بعد ذلك على البيت الأبيض خلال الأيام المقبلة كي يتخذ الرئيس دونالد ترامب القرار النهائي.

وقال شين روبرستون المتحدث باسم البنتاغون، إن «التخطيط جار ويركز على تنفيذ انسحاب محكم ومنضبط للقوات في الوقت الذي يتم فيه اتخاذ كل الإجراءات الممكنة لضمان سلامة جنودنا».

وقال أحد المسؤولين الأميركيين، إن الولايات المتحدة أبلغت «وحدات حماية الشعب» الكردية التي تصنفها تركيا ارهابية أنها ستزودها بالسلاح حتى انتهاء القتال ضد «داعش».

عبدالمهدي

إلى ذلك، ووسط انفتاح عربي وخليجي على دمشق، تلقى الرئيس السوري بشار الأسد أمس، رسالة من رئيس الوزراء العراقي عادل عبدالمهدي نقلها فالح الفياض مستشار الأمن الوطني العراقي. والفياض مرشح لوزارة الداخلية من قبل فصائل مقربة من إيران الامر الذي يرفضه الزعيم الشيعي مقتدى الصدر.

وذكرت وكالة الأنباء السورية (سانا) امس أن الرسالة تمحورت حول تطوير العلاقات بين البلدين، وأهمية استمرار التنسيق بينهما على الصعد كافة، وخصوصاً ما يتعلق بمحاربة الإرهاب والتعاون القائم بهذا الخصوص، لاسيما على الحدود بين البلدين.

وشدد الأسد، خلال اللقاء، على أن «العلاقات الجيدة مع العراق الشقيق والتعاون القائم في مكافحة الإرهاب شكل عامل قوة لكلا البلدين في حربهما على الإرهاب»، مؤكداً «أهمية مواصلة هذا التعاون والتنسيق حتى القضاء على ما تبقى من بؤر إرهابية في بعض المناطق السورية والعراقية».

وشهد اللقاء تبادل الآراء حول تطورات الأوضاع على الساحتين الإقليمية والدولية، إذ أكد الأسد أن «الأحداث الإيجابية التي تشهدها المنطقة، وخصوصاً على صعيد استعادة الأمن والاستقرار في معظم المدن السورية والعراقية، تؤكد أن إرادة شعوب المنطقة في الحفاظ على سيادة بلدانها كانت أقوى من المخططات الخارجية».

من جانبه، قال المستشار الفياض إن «نجاح الشعب العراقي في مواجهة الإرهاب والانتصارات التي حققتها سورية وتمكنها من استعادة الأمن ودحر الإرهاب على معظم أراضيها، والتي كان آخرها دخول الجيش السوري إلى منبج تشكل بشائر خير على المنطقة بأكملها».

وتطرق اللقاء إلى العلاقات الثنائية بين البلدين، إذ تم التأكيد على ضرورة تطويرها في مختلف المجالات بما يخدم مصالح الشعبين.

تطمينات أميركية

في سياق متصل، قالت الولايات المتحدة، إنها تدعم بشكل كامل «حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها ضد الأفعال التي تقوم بها إيران في المنطقة» وستضمن لها جميع القدرات العسكرية لهذا الأمر.

وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية روبرت بالادينو في بيان، إن الولايات المتحدة تدعم حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها ضد الأفعال الإيرانية التي تعرض الأمن القومي الإسرائيلي للخطر، مضيفاً: «سنواصل ضمان أن إسرائيل لديها القدرات العسكرية لفعل ذلك بشكل حاسم». وقال إن إيران تدعم وتزود «الجماعات الإرهابية» في سورية والمنطقة بالأسلحة لمهاجمة إسرائيل.

back to top