هل تكسر زيارة البشير عزلة الأسد وتفتح باب عودته عربياً؟

● طهران تدعو إردوغان إلى التنسيق مع دمشق ● «بيشمركة» العراق تتسلم مواقع حدودية

نشر في 18-12-2018
آخر تحديث 18-12-2018 | 00:04
تدريبات لفصيل موال لتركيا في ريف حلب أمس الأول (أ ف ب)
تدريبات لفصيل موال لتركيا في ريف حلب أمس الأول (أ ف ب)
لأول مرة منذ اندلاع النزاع السوري الدامي في مارس 2011، شهدت العاصمة دمشق لقاء قمة مفاجئاً جمع الرئيس السوداني عمر البشير بنظيره السوري بشار الأسد، تناول العلاقات الثنائية وتطورات الأوضاع، وألقى بظلال كثيفة على كسر عزلة دمشق وفتح باب التعامل معها.
أثارت زيارة الرئيس السوداني عمر البشير المفاجئة إلى دمشق، أمس الأول، ولقاء نظيره السوري بشار الأسد سيلا من التساؤلات، خصوصا في ظل تزامنها مع تحول موقف تركيا الكبير واستعدادها للعمل معه ودعوة لبنان، وقبله العراق، إلى كسر العزلة ورفع تجميد عضويته في الجامعة العربية.

وبعد نحو ثماني سنوات من اتخاذ الجامعة قرارا في 12 نوفمبر 2011 بتعليق عضوية دمشق مع فرض عقوبات سياسية واقتصادية عليها، أعادت الزيارة غير المسبوقة لرئيس عربي إلى دمشق ملف التعامل مع الأسد إلى الواجهة.

واعتبر الأسد، الذي يعاني عزلة دبلوماسية على الصعيدين العربي والدولي منذ اندلاع الثورة على نظامه في مارس 2011، تجلت في إغلاق غالبية الدول العربية والغربية سفاراتها وممثلياتها لدى دمشق، أن زيارة البشير «ستشكل دفعة قوية لعودة العلاقات بين البلدين كما كانت قبل الحرب على سورية».

ونقلت وكالة الأنباء السورية (سانا) أن الأسد والبشير أكدا خلال محادثاتهما المفاجئة، أن «الظروف والأزمات التي تمر بها العديد من الدول العربية تستلزم إيجاد مقاربات جديدة للعمل العربي تقوم على احترام سيادة الدول وعدم التدخل في شؤونها الداخلية، وهذا بدوره كفيل بتحسين العلاقات العربية - العربية بما يخدم مصلحة الشعب العربي».

مواجهة وتدخلات

وأوضح البشير، وفق «سانا»، أن «سورية هي دولة مواجهة، وإضعافها هو إضعاف للقضايا العربية، وما حدث فيها خلال السنوات الماضية لا يمكن فصله عن هذا الواقع، وبالرغم من الحرب بقيت متمسكة بثوابت الأمة العربية»، معربا عن أمله في أن «تستعيد عافيتها ودورها في المنطقة في أسرع وقت ممكن، وأن يتمكن شعبها من تقرير مستقبل بلده بنفسه بعيداً عن أي تدخلات خارجية».

وفور عودة البشير إلى العاصمة الخرطوم، قال وزير الدولة بالخارجية السودانية أسامة فيصل، للصحافيين في المطار، إن البشير والأسد عقدا جلسة مباحثات أكدا خلالها «أن الأزمات التي تمر بها البلاد العربية تحتاج إلى مقاربات جديدة تحترم سيادة الدول».

عودة العلاقات

ومع استعادة الأسد لزمام الأمور بدعم روسيا وإيران و«حزب الله»، واستمرار تشتت المعارضة السياسية وانقسامها، توالت الدعوات إلى عودة العلاقات مع دمشق إلى سابق عهدها، بدءا من العراق على لسان وزير خارجيته السابق إبراهيم الجعفري في أكثر من مناسبة، وكذلك في لبنان والأردن، الذي عكست زيارات نقابية واقتصادية ونيابية استعداده لإعادة العلاقات الدبلوماسية بعد التجارية.

اجتياح تركي

وغداة مغازلته الصريحة لدمشق وإعلان حكومته استعدادا غير مسبوق للتعاون مع الأسد، بشرط فوزه بانتخابات نزيهة تحت إشراف دولي، ربط الرئيس التركي رجب طيب إردوغان الشراكة الاستراتيجية مع واشنطن بطرد الجماعات الكردية من شرق الفرات، مؤكدا أن أبلغ نظيره الأميركي دونالد ترامب بضرورة «انسحاب الإرهابيين من المنطقة، وإذا لم يفعلوا فسوف ندفعهم نحن إلى ذلك، لأنهم مصدر إزعاج بالنسبة لنا».

وفي حين تمسّك إردوغان بإطلاق عمليته العسكرية ضد الأكراد في أي وقت، خصوصاً بعد تلقيه «رداً إيجابيا من ترامب» عليها، حذر المتحدث باسم «الخارجية» الإيرانية، بهرام قاسم، من أن أي توغل تركي في منطقة شرق الفرات سيؤثر على نتائج مباحثات «أستانة»، مشددا على أنه لا يمكن لأي دولة شن أي عملية على الأراضي السورية من دون استئذان الحكومة».

تدخّل البيشمركة

وفي تطور ميداني، دخلت مجموعات من قوات «البيشمركة»، أمس الأول، إلى مناطق سيطرة قوات سورية الديمقراطية (قسد) بالقرب من الحدود مع إقليم كردستان العراق، لتحل مكان وحدات حماية الشعب، تجنباً للتوتر الحاصل مع أنقرة ووقف خططها لاجتياح مناطق حلفاء واشنطن.

وأكد قيادي كردي دخول نحو 100 مقاتل من قوات «بشمركة روجآفا» السورية، التي تتلقى تدريباتها العسكرية في كردستان منذ سنوات، بالتنسيق مع القوات الأميركية لمنطقة الوليد التابعة لبلدة ديرك بانتظار العبور إلى الضفة الأخرى.

وذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان أن «قسد» رفضت طلب حكومة إقليم كردستان بانتشار «بشمركة روجآفا» في مناطقها على الحدود مع الإقليم، مبينا أن «التحالف الدولي بقيادة واشنطن يواصل محاولة إقناعها بالموافقة على الطلب».

ووفق الرواية شبه الرسمية لمسؤولي «قسد»، فإن «بشمركة روجآفا سترافق قافلة مساعدات أميركية لقواتها لحمايتها، نتيجة وجود عطل في الجسر المائي الذي يربط بين إقليم كردستان العراق ومناطقها»، موضحين أن القافلة ستسلك معبر الوليد الحدودي.

معركة هجين

في المقابل، استغل تنظيم تنظيم «داعش» سوء الأحوال الجوية، وشنّ فجر هجوماً مضادا على مدينة هجين في ريف دير الزور الشرقي، وتمكّن من السيطرة على أجزاء من حي القلعة.

وأوضح مصدر في مجلس دير الزور المدني، أن مقاتلي «داعش» استغلوا سوء الأحوال الجوية السائدة في المنطقة، وتسللوا إلى نقاط سيطرة «قسد» على أطراف المدينة، وسيطروا على عدد منها وفتحوا الطريق لدخول مجموعات أخرى، مما سهل سيطرتهم على الحي، مما دفع عناصر تلك النقاط إلى الانسحاب.

روسيا لتوسيع مرفأ طرطوس... و«داعش» يعود إلى هجين
back to top