تريد أن تكون صديقاً جيّداً؟ أغمض عينيكَ وأصغِ

نشر في 07-12-2018
آخر تحديث 07-12-2018 | 00:00
No Image Caption
تشير دراسة جديدة إلى أنّ الإصغاء البسيط إلى شخص وهو يتكلّم من دون النظر إليه يزيد «الدقّة العاطفيّة».
أجرى د. مايكل كروس من جامعة ييل الأميركية دراسة انطلقت من فرضيّة أنّ التواصل باستخدام الصوت فقط وقدرتنا على الإصغاء من دون توظيف أيّة حواسّ أخرى، يسهّل على المتحاورين تمييز مشاعر بعضهم بعضاً.

تشير الدراسة إلى أنّ الاستماع وحده، مع العينين المغمضتين، يعزّزان «الدقّة العاطفيّة»، أي «القدرة على تقدير مشاعر الآخر وأفكاره وأحاسيسه».

لاختبار صحّة هذه الفرضيّة، ابتكر د. كروس مجموعةً من خمس تجارب، نُشرت نتائجها في مجلّة American Psychologist (أطبّاء علم النفس الأميركيّون).

إصغاء ودقّة عاطفيّة

شارك في الدراسة 1800 شخصٍ يبلغون من العمر 18 سنةً على الأقلّ. اختبر د. كروس في خمسة اختبارات دقّة المشاركين العاطفيّة في سيناريوهات التواصل «بالصوت فقط أو البصر أو الاثنين معاً».

في أحد الاختبارات، عُرض على المشاركين سيناريو مسجّل لامرأتين تغيظان بعضهما بعضاً. واختيرت الإغاظة لأنّها تثير مجموعةً من المشاعر.

دُعي المشاركون، الذين عُرفوا باسم «الملاحظين»، لتقدير مشاعر الجهتين المشاركتين في الحوار، وقدّم لهم الباحثون مجموعةً من المشاعر وطلبوا منهم تقييم كم من هذه المشاعر اختبرتها المرأتان.

استخدم الملاحظون مقياساً من تسع نقاط، تتراوح بين «أبداً» و{للغاية». وشاهدوا الفيديو مع الصوت، أو الفيديو وحده، أو استمعوا إلى الصوت فحسب.

في اختبارٍ آخر، حضر الملاحظون تفاعلاً مباشراً. التواصل بالصوت فحسب، أو بالحواسّ كلّها من خلال إضاءة الغرفة أو تعتيمها.

في الاختبارات الخمسة، تبيّن في المتوسّط أنّ من استمع إلى الحوار من دون مشاهدته استطاع تحديد المشاعر بشكل دقيق أكثر من غيره. ويعلّق د. كروس على النتائج: «أظهرت العلوم الاجتماعية والبيولوجية على مرّ السنين رغبة عميقة لدى الأفراد في التواصل مع الآخرين، بالإضافة إلى مجموعة من المهارات التي يملكونها لتمييز العواطف أو النوايا. ولكن رغم وجود الإرادة والمهارة، فإنهم يدركون غالباً مشاعر الآخرين بشكلٍ غير دقيقٍ».

يكفي أن يعبر الصوت عن المشاعر

يتابع د. كروس: «يشير بحثنا إلى أنّ الاعتماد على مزيجٍ من إشارات الصوت والوجه أو إشارات الوجه وحدها، قد لا يكون أفضل استراتيجيّة لاكتشاف مشاعر الآخر أو نواياه بدقّةٍ».

ويعتقد أنّ أحد الأسباب وراء هذه النتائج ربما يكون صعوبة إخفاء الإشارات الصوتيّة مقارنة بتلك البصريّة، موضحاً أنّ الدراسات أظهرت لجوء من يرغب في إخفاء حالاته الداخليّة إلى إشارات غير كلاميّة في الوجه بدل تلك الكلاميّة.

أمّا السبب الآخر فيرتبط بتعدّد المهام. وأظهرت محاولة القيام بأمورٍ كثيرةٍ في الوقت ذاته تراجعاً في الأداء، وينطبق الأمر ذاته على الإصغاء والمشاهدة.

يستنتج د. كلوس ما يلي: «تثير النتائج المرتبطة بطريقة تحليل علماء النفس للمشاعر الدهشة. فكثير من اختبارات الذكاء العاطفي يعتمد على تصوّرات دقيقة للوجوه».

ويتابع: «وجدنا أنّ الأشخاص يعيرون الوجه اهتماماً كبيراً، في حين يحمل الصوت كثيراً من المحتوى الضروري لفهم ما يجول في داخل الآخر بشكلٍ دقيقٍ. لذا تشير النتائج إلى ضرورة تركيزنا على المشاعر التي يعبِّر عنها الصوت».

back to top