أوكرانيا تمنع دخول الروس وسترد بالمثل على احتجاز سفنها

موسكو تعزّز دفاعات القرم بـ «بانتسير إس» وترى أن تشبّث بوروشينكو بالسلطة يجرّ كييف إلى مغامرة

نشر في 01-12-2018
آخر تحديث 01-12-2018 | 00:04
عناصر من الحرس الوطني الأوكراني يتحدثون مع رجلين متنكرين بزي دببة في كييف أمس    (أ ف ب)
عناصر من الحرس الوطني الأوكراني يتحدثون مع رجلين متنكرين بزي دببة في كييف أمس (أ ف ب)
صعّدت أوكرانيا إجراءاتها تجاه روسيا على خلفية احتجاز موسكو ثلاث سفن أوكرانية خلال مواجهة بحرية الأسبوع الماضي، إذ منعت كييف دخول الروس ممن تتراوح أعمارهم بين 16 و60 عاماً.
رداً على احتجاز موسكو ثلاث سفن أوكرانية مع طواقمها الـ 24 خلال مواجهة بحرية الأسبوع الماضي، وبعد يومين من بدء سريان الأحكام العرفية مدة 30 يوماً في عشر مناطق حدودية وساحلية على البحر الأسود وبحر آزوف، أعلن رئيس جهاز حماية الحدود الأوكراني، بترو تسيهياكال، خلال اجتماع مع الرئيس الأوكراني بترو بوروشينكو، أنه "اعتبارا من اليوم (أمس)، وفي مرحلة أولى، يمنع دخول مواطني الاتحاد الروسي الذكور ممن تتراوح أعمارهم بين 16 و60 عاما".

وذكر بوروشينكو، أن بلاده فرضت قيودا على دخول الروس، "خشية أن تسعى روسيا إلى تشكيل وحدات جيش خاصة، وهو إجراء لمنع غزو».

وفي رد على القرار الأوكراني، أعلن النائب الروسي فرانتس كلينتسفيتش، أن بلاده لا تنوي منع الأوكرانيين من دخول أراضيها.

إلى ذلك، قال إيهور هاسكوف المسؤول في جهاز أمن الدولة الأوكراني، أمس، إن بلاده تبحث الرد "بالمثل" على إطلاق روسيا النار على سفنها الثلاث واحتجازها، مضيفا: "نبحث قرارات بخصوص اتخاذ إجراءات مناسبة ردا على تصرفات المعتدي".

«بانتسير إس»

وفي سياق متصل، أعلنت إدارة الإعلام الروسية التابعة للمنطقة العسكرية الجنوبية، نشر منظومة الصواريخ "بانتسير إس" في القرم، ليتم بذلك تعزيز نظام الدفاع الجوي في تلك المنطقة.

تجدر الإشارة إلى أن منظومة الصواريخ S 400 بدأت المناوبة، أمس الأول، على بعد 20 كم من الحدود مع أوكرانيا، وهي الكتيبة الرابعة من المنظومة.

في غضون ذلك، أسف الناطق باسم الرئاسة الروسية لقرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلغاء لقائه الذي كان مرتقبا مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين الذي كان مقررا بين الرئيسين في بوينوس آيرس.

وقال الناطق باسم الكرملين ديمتري بيسكوف: "نأسف لقرار الإدارة الأميركية، وهذا يعني أن المحادثات حول قضايا دولية وثنائية خطيرة ستؤجل إلى ما لا نهاية"، مؤكدا أنه "فيما يتعلق بالرئيس بوتين، إنه مستعد لإجراء اتصالات مع نظيره الأميركي".

وألغى الرئيس الأميركي مساء امس الأول، لقاءه المقرّر مع نظيره الروسي في الأرجنتين بسبب اعتراض خفر السواحل الروس سفنا أوكرانية واحتجاز عدد من البحارة الأوكرانيين.

وكتب ترامب على "تويتر": "بما أن السفن والبحارة لم يعودوا الى أوكرانيا من روسيا، قرّرت أنّه سيكون من الأفضل لكل الأطراف المعنية أن ألغي اجتماعي الذي كان مقرّراً سابقاً في الأرجنتين مع الرئيس فلاديمير بوتين"، مضيفا "أتطلّع لقمّة مفيدة مجدداً حين يتمّ حلّ هذا الوضع".

زاخاروفا

من ناحيتها، قالت الناطقة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا، إن موسكو تعتقد أن ترامب ألغى اجتماعه مع بوتين "لأسباب الوضع السياسي الداخلي في الولايات المتحدة لا بسبب الوضع في أوكرانيا". وأضافت زاخاروفا، أن محاولات تشبث الرئيس الأوكراني بيترو بوروشينكو بالسلطة تجر أوكرانيا إلى مغامرة قد تؤدي إلى تداعيات كارثية.

وقالت "نعتبر ما يحدث في أوكرانيا إشارة جديدة مثيرة للقلق على أن الوضع هناك يتطور نحو طريق المواجهة". وذكرت "ندعو الأمم المتحدة ومنظمة الأمن والتعاون في أوروبا ومجلس أوروبا والمنظمات الأخرى إلى لفت نظرها لخطر استخدام السيناريو العسكري، وللوضع المتدهور في مجال حقوق الإنسان في أوكرانيا، ونحذر المرشدين الغربيين من الخطر العالي لمخطط بوروشينكو هذا الذي يجر بلاده، في محاولته اليائسة للتشبث بسلطته، إلى مغامرة جديدة قد تؤدي إلى تداعيات كارثية بالنسبة لأوكرانيا نفسها والأمن الأوروبي بشكل عام".

وفي تعليقها على قرار الرئيس الأوكراني بوروشينكو إعلان الأحكام العرفية في البلاد، عبرت عن اعتقادها بأن بوروشينكو يحاول رفع شعبيته المتدنية قبل الانتخابات الرئاسية المقبلة، عن طريق تنظيم استفزازات في البحر الأسود وفرض الأحكام العرفية في بلاده، مشيرة إلى أن روسيا خائفة من انتشار النزاع الأهلي في الأراضي الأوكرانية كلها بسبب إدخال الأحكام العرفية فيها.

وفي كييف، أشاد الرئيس الأوكراني، بترامب، بعد قراره إلغاء لقائه مع بوتين. وكتب على "تويتر":" هكذا يتصرف القادة العظماء" في إشارة إلى بيان ترامب.

بدورها، قالت رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي، إنه يجب على روسيا الإفراج عن السفن والبحارة الأوكرانيين الذين احتجزتهم الأحد الماضي، مضيفة أن بريطانيا ستواصل الدفع باتجاه فرض "عقوبات مناسبة".

وتحدثت ماي للصحافيين على متن رحلة جوية في طريقها لحضور قمة مجموعة العشرين في الأرجنتين.

وقالت إن "هذا جزء من نمط من السلوك الروسي. ينبغي أن يفرجوا عن السفن والبحارة، عليهم تهدئة الوضع"، مضيفة "كنا دائما في المقدمة في الاتحاد الأوروبي في الدعوة إلى فرض عقوبات على روسيا بسبب سلوكها، سنواصل الدفع من أجل فرض ما نعتبرها عقوبات مناسبة على روسيا".

ماي تدفع لفرض «عقوبات مناسبة»
back to top