استغلال طاقة إنتاج الـ «بتكوين» المهدورة في تدفئة المباني

يولد قيام آلات التعدين بإنتاج قطع عملة الـ «بتكوين» حرارة زائدة. وبدلاً من هدرها تقوم شركة كندية باستخدامها من أجل تدفئة منازل السكان. وتستخدم عمليات تعدين بتكوين كميات كبيرة من الطاقة، من خلال تشغيل حواسيب تحرك الخطوات اللازمة لتحقيق سجل على سلسلة الكتلة. وتقوم الآن إحدى شركات التعدين بإعادة تدوير البعض من تلك الطاقة لتدفئة الأبنية.

وتعمل «هيتماين» وهي شركة تعدين كندية في كويبك، حيث تأتي كل الطاقة الكهربائية عن طريق مصادر متجددة، ولذلك فإن أثرها من الكربون صغير نسبياً. ولكن الشركة رأت أيضاً أن في وسعها توسيع قيمة تلك الكهرباء، من خلال استعمال الحرارة الضائعة من آلات التعدين التي تستخدمها.

وبدأت الشركة أولاً تطبيق ذلك في مستودعها الكبير. وقال مدير العمليات فيها جيريمي داهان: «نحن في كويبك – والطقس بارد 10 أشهر في السنة، ولذلك بدأنا بإعادة تدوير الحرارة». وكانت شركة هيتماين بدأت أولاً باستخدام الطاقة الزائدة من أنظمة المعالجة لديها لتسخين المياه».

ولكن الشركة تعمل الآن على تجارب بشبكة آلات تعدين غير مركزية تستطيع ربط العمليات بأنظمة تدفئة في أماكن أخرى، مثل المنازل الخاصة والشركات. وبشكل أساسي تربط شركة هيتماين آلة تعدين صغيرة مع نظام تدفئة. ومع عمل الآلة وتعدين الـ «بتكوين» يتم نقل الحرارة المولدة لتحقيق استخدام أكثر فائدة – مثل تدفئة منزل.

التجارب العملية

وفي أحد الاختبارات الحديثة جربت «هيتماين» هذه المعدات الرائدة في بيت دفيئة محلي لزراعة الفراولة. ويقول داهان: «لدى معظم المزارعين مشكلة لأنهم لا يحققون أي أرباح بسبب إنفاقهم الكثير من المال على التدفئة والكهرباء». ومع النظام الجديد تتم تغطية تكلفة التدفئة بنسبة 75 – 100 في المئة. وتمكن بيت الدفيئة من انتاج الفراولة بصورة رخيصة، من أجل التنافس مع المادة المستوردة من المكسيك.

وفي وسع آلة واحدة من آلات الشركة توفير 75000 وحدة حرارية بريطانية، خلال ساعة أو ما يكفي، لتدفئة ما يصل الى 300 متر مربع طوال 24 ساعة في اليوم. وفي الأبنية الأكبر حجماً تستطيع الشركة وضع وحدات اضافية. ويمكن استخدام هذا النظام في المنازل أو المنشآت الصناعية – وهو مماثل للمشاريع التي تعمل على تدفئة الأبنية عبر طاقة مهدورة من الخوادم (وتلغي في أغلب الأحيان فواتير الكهرباء للسكان) أو مراكز المعلومات التي تبعث الحرارة الى أنظمة التدفئة في الأحياء.

وهذه واحدة من الطرق التي تعمل على تعويض الأثر الكبير لبتكوين. وعلى صعيد عالمي، يستخدم تعدين بتكوين كمية كبيرة من الطاقة الكهربائية، ويقول أحد التقديرات إن هذه الصناعة تستخدم في الأساس ما يعادل استخدام دولة مثل ايرلندا من الكهرباء. وتوقعت احدى الدراسات الحديثة أنه في حال نمو الصناعة بوتيرة مماثلة للبعض من طرق التقنية الاخرى يمكنها بمفردها انتاج ما يكفي من الانبعاثات خلال السنوات الـ 15 المقبلة لإبقاء العالم عند درجتين مئويتين من الاحتباس الحراري. وسوف تضطر الصناعة الى التطور، ولكن استخدام الحرارة المهدورة يجعلها منطقية في الوقت الراهن، كما في المستقبل أيضاً. وتخطط هيتماين للاستمرار في التوسع في كندا، وسوف تبدأ في توزيع آلاتها في الولايات المتحدة والعمل في أماكن ذات طاقة كهربائية رخيصة وباردة بصورة خاصة.