غريفيث في الحديدة... وواشنطن تدعو إلى تسليم الميناء

• خالد بن سلمان: المتمردون يكذبون كطهران
• الحوثيون يتخوفون من تصعيد عشية مشاورات السويد

نشر في 23-11-2018
آخر تحديث 23-11-2018 | 00:05
مقاتلان حوثيان خلال تجمع في ذكرى المولد النبوي بصنعاء الثلاثاء (أ ف ب)
مقاتلان حوثيان خلال تجمع في ذكرى المولد النبوي بصنعاء الثلاثاء (أ ف ب)
قام مبعوث الأمم المتحدة الخاص لليمن مارتن غريفيث بزيارة إلى مدينة الحديدة الاستراتيجية، أمس، بهدف تثبيت اتفاق تهدئة بين القوات الموالية للحكومة والميليشيات الحوثية، تمهيداً لإطلاق مشاورات سلام مطلع ديسمبر المقبل، في حين اعتبر وزير خارجية الإمارات أن المباحثات خطوة أولى للتوصل إلى حل.
غداة توقع أميركي بعقد مفاوضات بين أطراف النزاع اليمني في السويد مطلع ديسمبر المقبل، يزور مبعوث الأمم المتحدة إلى اليمن مارتن غريفيث الحديدة في غرب اليمن، اليوم، للدعوة إلى تهدئة في المدينة التي تشكّل شريان حياة لملايين السكان، تحضيرا لمشاورات السلام.

وذكر مصدر في مكتب غريفيث، مشترطا عدم الكشف عن هويته، أن المبعوث الدولي الموجود في صنعاء منذ أمس الأول، سيزور الحديدة لخلق «فرصة للتهدئة في إطار التحضير للمشاورات».

تشاؤم حوثي

في غضون ذلك، أبدت «جماعة أنصار الله» تشاؤما حيال جهود السلام، وكتب القيادي البارز في صفوف الجماعة، محمد علي الحوثي، على «تويتر» إنه يأمل ألا يتبع زيارة غريفيث للحديدة «تصعيد للعمليات العسكرية من قبل تحالف العدوان»، في إشارة إلى التحالف العربي بقيادة السعودية، الذي يشن ضربات ضد المتمردين منذ مارس 2015.

وأضاف: «آمل أن تكون أجندة زيارة المبعوث تحمل مقترحات بناءة تلبي الوضعين الاقتصادي والإنساني، وتحدّد معالم حقيقية لصناعة السلام وفق رؤية واضحة لا تخضع لإملاءات أو حمل رسائل من دول العدوان».

رهان الحديدة

وتشكّل الحديدة التي تمر منها نسبة 75 في المئة من المساعدات الإنسانية، رهانا كبيرا في النزاع الذي أوقع آلاف القتلى من المدنيين وجعل 14 مليون يمني على شفا المجاعة.

وتحاول القوات الموالية للحكومة المعترف بها منذ يونيو الماضي استعادة الحُديدة الخاضعة لسيطرة المتمردين منذ 2014.

واشتدّت المعارك في بداية الشهر الحالي، قبل أن توقف القوات الحكومية محاولة تقدمها الأسبوع الماضي، في ظل دعوات دولية لوقف إطلاق النار. لكن المدينة شهدت ليل الثلاثاء وليل الأربعاء مواجهات عنيفة بعد نحو أسبوع من الهدوء.

وتخشى الدول الكبرى ومنظمات إنسانية تعطل ميناء الحديدة، مما قد يتسبب في كارثة إنسانية.

دعم أميركي

في هذه الأثناء، جددت الإدارة الأميركية دعوتها جميع الأطراف المعنية في الأزمة اليمنية إلى دعم غريفيث، عبر وقف الاعتداءات على الفور وإجراء مباحثات مباشرة تنهي النزاع.

وشددت المتحدثة باسم الخارجية الأميركية، هيذر نويرت، في بيان مساء أمس الأول، على أهمية تجنب تأجيل المفاوضات أو وضع شروط لتنقل الأفراد المفاوضين، موضحة أنها «أمور من شأنها أن تشكك في صدق النوايا الرامية إلى إيجاد تسوية».

ورأت نويرت أن الوقت قد حان لإجراء مباحثات مباشرة ولبناء ثقة متبادلة بين أطراف النزاع واستبدال النزاعات بالتنازلات وإتاحة الفرصة لشعب اليمن بشفاء جروحه عبر إحلال السلام وإعادة الإعمار.

وأكدت أهمية «تسليم إدارة ميناء الحديدة إلى طرف معتدل، بهدف تسريع عمليات توزيع المساعدات والحد من الأزمة الإنسانية الكارثية، ومن أجل الحيلولة دون استغلال الميناء لأغراض تهريب الأسلحة أو البضائع إلى اليمن أو تمويل الميليشيات الحوثية».

سفير المملكة

من جانب آخر، أكد سفير السعودية في واشنطن، الأمير خالد بن سلمان، أن المملكة والإمارات ماضيتان بدعم «الشعب اليمني العزيز»، متهما جماعة «أنصار الله» بـأنها «كاذبة».

وأضاف عبر «تويتر»: «الميليشيات الحوثية التابعة لإيران أعلنت وقف الهجمات الصاروخية على دول التحالف والقوات اليمنية المدافعة عن الشرعية، وبعد أقل من 13 ساعة، أطلقوا صاروخا على ميدي. أمر غير مستغرب ومنسجم مع نهجهم الذي يقوم على الكذب ومخالفة التعهدات». وتابع: «النهج الحوثي ينسجم مع أسلوب رُعاتهم الإيرانيين. نرى من جهة وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف ينكر أي تدخّل إيراني في اليمن، في حين يفاخر أصحاب القرار الحقيقي مثل نائب قائد الحرس الثوري حسين سلامي بالنفوذ الإيراني الخبيث من البحر الأحمر وصولا للبحر المتوسط».

في موازاة ذلك، رأى وزير الخارجية الإماراتي، عبدالله بن زايد، أن المفاوضات اليمنية المرتقبة في السويد تعد «خطوة أولى على طريق الحل السياسي بين الشرعية والمتمردين، شريطة أن تتحلى الميليشيات المتمردة بالجدية اللازمة لحل الأزمة».

وقال بن زايد إن «تحالف دعم الشرعية يعمل بجهد منذ اليوم الأول على إنعاش الحوار السياسي اليمني، وأن أي حل يحتاج إلى أن يكون مبنيا على أسس سياسية».

وأضاف: «نتطلع إلى محادثات استوكهولم، قد لا تكون الجولة النهائية لهذه المفاوضات، لكن نأمل أن تكون أساسا لمفاوضات أكثر جدية من طرف الحوثي، إذا كان جديا في حل الأزمة».

وأكد أن موقف «التحالف»، هو الدفاع عن حقوق اليمنيين وحمايتهم وتقديم أفضل السبل للمعيشة. ولفت إلى أن أي قضية في العالم يجب أن تحل على طاولة المفاوضات. وألقى باللوم على التدخل الإيراني في اليمن الذي تسبب في إطالة الأزمة اليمنية.

وتحدث وزير الخارجية الإماراتي عن إيران قائلا: «إنها دولة جارة، وتستحق أن تكون مثل أي دولة أخرى ترغب في التنمية وخدمة شعبها، لكن القيادة الإيرانية لم تضع في أولوياتها خدمة الشعب الإيراني».

وذكر أنه يعتقد أن طهران يمكن أن تكون شريكا للمنطقة وتقدم خدمة لمواطنيها لو نهجت نهجا يركز على التنمية والسلام والاستقرار، بدلا من نشر الفوضى في المنطقة. وقال: «أتمنى أن تكون هناك عقول ترغب في الاستقرار في إيران والمنطقة لتغيير هذا النهج الإيراني».

الحرس الثوري

في المقابل، أعلن نائب القائد العام لقوات الحرس الإيراني العميد حسين سلامي، الذي تصر بلاده على نفي تقديم أي مساعدة عسكرية للميليشيات الحوثية، دعم «الشعب اليمني المظلوم».

وحمل في مؤتمر عقد بطهران أمس مسؤولية ما يحدث في العالم الإسلامي من مصائب وبلايا إلى «التدخل الأميركي والصهيوني والسعودي».

back to top