«التحالف الجديد»!

نشر في 21-11-2018
آخر تحديث 21-11-2018 | 00:29
 صالح القلاب لا جديد في الدعوة إلى تحالف خماسي بالمنطقة؛ فهناك عملياً التحالف الرباعي المعروف، الذي تقوده إيران، ويضم إضافة إليها ثلاث دول عربية، والبعض يُلحق بها لبنان على أساس هيمنة حزب الله، الذي دأب زعيمه حسن نصرالله يفاخر ويفتخر بأنه مقاتل في فيلق الولي الفقيه، والحقيقة أن هذا البلد الجميل غدا معلقاً من رموش عينيه، والدليل أنه بسبب التأثيرات الإيرانية غير قادر على تشكيل حكومة جديدة من المفترض أن سعد الحريري شكلها منذ فترة سابقة بعيدة.

لقد بقيت تركيا، التي هي مقترحة لتكون الدولة الخامسة، أو السادسة إذا أخذنا وضع لبنان بعين الاعتبار، غير بعيدة عن هذه المجموعة المقترحة لهذا التحالف الجديد باستثناء سورية... نظام بشار الأسد، ويقيناً أن المقصود بهذه المبادرة هو هذا النظام الذي هناك محاولات لتأهيله ليكون أحد أرقام معادلة هذه المنطقة الأساسية والرئيسية، وهذا مع أنه لا سيطرة له في هذا إلا على نحو 60 في المئة، لا بل وأقل بكثير، نظراً لأن الروس والإيرانيين لهم السيطرة الحقيقية في ما سمي: "سورية المفيدة"!

والواضح... لا بل المؤكد أن رجب طيب إردوغان يعرف تماماً دوافع محاولة إقامة مثل هذا التحالف، وأن المقصود بدعوته للالتحاق به هو "تطبيع" علاقات بلده تركيا مع نظام بشار الأسد، وإبعادها نهائياً عن بعض الدول العربية، وإدخالها تحت عباءة طهران، وإلحاق مواقفها وعلى نحو تبعي بمواقف روسيا الاتحادية، التي يحاول فلاديمير بوتين استعادتها لمكانة الاتحاد السوفياتي عندما كان في ذروة تألقه في خمسينيات وستينيات القرن الماضي.

ولعل ما يمكن "القطع" به وبصورة نهائية أن إردوغان لا يمكن أن يستجيب لهذه الدعوة، وأنه من المستبعد جداً أن يقدم على هذه الخطوة، وأنه في هذا المجال سيبقى يناور ويداور ويتحرك في المساحات الرمادية، إذ إن هناك علاقات بلده بالولايات المتحدة التي شهدت في الفترة الأخيرة بعض الانتعاش، وهناك موقفه الحازم تجاه نظام بشار الأسد، والأسباب هنا يتداخل فيها السياسي مع المسألة الطائفية، وكذلك الرئيس التركي يعرف أنه لا ثقة بهذه الـ"إيران" التي بقي العداء معها متوارثاً منذ المرحلة الصفوية.

وعليه؛ وفي الأحوال كلها فإنه إذا تمت الاستجابة لهذه الدعوة، وأنشئ هذا التحالف، فإنه سيضطر آخرون لإنشاء تحالف مضاد، مما يعني أن هذه المنطقة ستدخل قريباً، وعلى المكشوف، صراع تحالفات أو أحلاف، على غرار ما كانت عليه الأمور في خمسينيات وستينيات القرن الماضي وربما أكثر كثيراً... السؤال هنا: أين سيكون مكان إسرائيل في هذه المستجدات إن نجحت هذه الدعوة فعلاً؟... والواضح أنها لن تنجح، والسبب أنه من المبكر جداً توقع إعادة تأهيل نظام بشار المصر على ما يسمى "سورية المفيدة"، وعلى "توطين" الإيرانيين في هذا البلد العربي، وبطريق منهجي وأعداد كبيرة... وبدون خجلٍ أو وجلٍ... وعلى عينك يا تاجر!

back to top