الانتخابات النصفية: «موجة زرقاء» أم «جدار أحمر»؟

حماس غير مسبوق لدى الناخب الأميركي وإنفاق أكثر من 5 مليارات دولار على الحملات

نشر في 06-11-2018
آخر تحديث 06-11-2018 | 00:04
أنصار ترامب ينتظرون وصوله إلى مطار ماكون في جورجيا أمس الأول	 (رويترز)
أنصار ترامب ينتظرون وصوله إلى مطار ماكون في جورجيا أمس الأول (رويترز)
تشهد الولايات المتحدة اليوم، انتخابات نصفية للكونغرس بمجلسيه النواب والشيوخ، وصفت بـ «التاريخية» يسعى الديمقراطيون خلالها للسيطرة على مجلس النواب، بينما يسعى الجمهوريون للمحافظة على سيطرتهم في حين أنهى الرئيس دونالد ترامب جولة في 23 ولاية لحشد الدعم.
أنهى الرئيس الأميركي دونالد ترامب وحزبه الجمهوري وخصومهما الديمقراطيون يومهم الأخير من الحملات الانتخابية المحمومة، أمس، عشية اقتراع منتصف الولاية الرئاسية الذي سيصدر فيه الناخبون حكمهم على أول سنتين لسيد البيت الأبيض في السلطة، الذي يسعى الديمقراطيون خلاله إلى السيطرة على مجلس النواب، في حين يسعى الجمهوريون إلى المحافظة على سيطرتهم.

ولجأ ترامب إلى خطابه القومي المعتاد، الذي لقي صدى في أوساط قاعدته الانتخابية خلال حملة عام 2016 في حين تنقل في أنحاء البلاد وجال في 23 ولاية في مسعى لكسب الأصوات، مستخدماً لغة تحريضية إذ يرسم صورة لبلد مهدد من قبل «جيوش» من المهاجرين غير الشرعيين وتفشي الجريمة وديمقراطيين ينتمون إلى اليسار المتشدد.

وقال خلال تجمع انتخابي صاخب في تشاتانوغا بولاية تينيسي مساء الأحد: «يريدون فرض الاشتراكية على بلدنا. ويريدون إزالة الحدود الأميركية».

ويهدف الجمهوريون إلى حماية أغلبيتهم في مجلسي النواب والشيوخ، بينما يأمل الديمقراطيون بأن تساعدهم حماستهم في استعادة السيطرة ولو جزئياً على الكونغرس لإحباط أجندة ترامب.

واحتدمت المعارك السياسية في أنحاء البلاد. وفي تكساس الجمهورية تقليدياً، يحاول المرشح الديمقراطي، الذي يتمتع بشعبية عالية بيتو أوروركي الإطاحة بالسناتور تيد كروز، في وقت يبدو الجمهوري بيت ستوبر على وشك قلب المعادلة في مينيسوتا، أحد معاقل الحزب الديمقراطي.

أما في فلوريدا وجورجيا، فيسعى مرشحون ديمقراطيون إلى أن يصبحوا أول حكام ولايات من أصول إفريقية.

وأُنفقت أكثر من خمسة مليارات دولار من المعسكرين للتأثير على تصويت الأميركيين، حسب موقع «أوبن سيكرتس دوت أورغ» المتخصّص. ويأتي تدفّق المال والحماسة أكثر من جانب الحزب الديمقراطي.

وكان يوم أمس، حافلاً بالنسبة لترامب الذي توقف في أوهايو وإنديانا قبل تجمع انتخابي أخير في ميزوري حيث يسعى للإطاحة بالسناتورة الديمقراطية كلير ماكاسكيل.

وبينما اكتظ جدول أعمال ترامب بالمشاركة في الحملات الانتخابية لمصلحة المرشحين الجمهوريين الأحد، أطلق الرئيس السابق باراك أوباما نداء أخيراً لدعم السناتور الديمقراطي في إنديانا جو دونيللي الذي يواجه خطر الخسارة أمام منافسه الجمهوري.

وخاطب ترامب حشداً في ماكون بجورجيا، حيث أقام تجمعاً انتخابياً لدعم المرشح الجمهوري لمنصب حاكم الولاية في أحد الاستحقاقات الأكثر احتداماً، قائلاً: «عليكم المشاركة في الانتخابات الثلاثاء وعليكم الإدلاء بأصواتكم».أضاف: «لا يمكن للتناقضات في هذه الانتخابات أن تكون أوضح» مما هي عليه الآن.

بدوره، هاجم أوباما الرئيس متطرقاً إلى التحقيقات المرتبطة بالتدخل الروسي في الانتخابات عام 2016 والتي تلقي بظلالها على إدارة ترامب.

وقال أوباما: «لقد جمعوا اتهامات رسمية تكفي لتشكيل فريق كرة قدم. لم توجه اتهامات لأي شخص من إداراتي».

وبلغت التعبئة السياسية ذروتها بحيث تجاوزت نسب التصويت المبكر في بعض الولايات المستويات المعتادة بكثير.

وقال السناتور كريس فان هولين لشبكة «فوكس نيوز»، إن «الأمر كله يتعلق بنسب المشاركة» وذلك في وقت يخوض الديمقراطيون معركة تشير الاستطلاعات إلى صعوبتها للسيطرة على مجلس الشيوخ.

وفي الوقت ذاته، تشير الاستطلاعات والخبراء إلى أن الديمقراطيين في وضع يسمح لهم باستعادة الأغلبية في مجلس النواب.

لكن في أول انتخابات نصفية في عهد الرئيس غير التقليدي هناك الكثير من الأمور التي يصعب التكهن بها لعل أبرزها التأثير الحقيقي لترامب الذي أشعل حماسة أنصاره ومعارضيه بمستويات نادرة.

وقال ترامب في وقت سابق «لا يمكنني الحديث عن الزرق (الديمقراطيون) ولكن يمكنني الحديث عن الحمر (الجمهوريون). هناك طاقة عالية في أوساطهم».

من ناحيته، أقرّ نائب الرئيس مايك بنس نفسه بخطر حدوث «موجة زرقاء» أي ديمقراطية. ودعا أنصاره إلى عدم الامتناع عن التصويت، متكهّناً بأنّ «الموجة الزرقاء ستتكسّر على جدار أحمر»، في إشارة إلى اللون الذي يرمز إلى الحزب الجمهوري.

وجرت العادة أن يخسر حزب الرئيس في عهده الأول مقاعد في الكونغرس في انتخابات منتصف الولاية الرئاسية. لكن الوضع الاقتصادي الجيد يميل إلى إبقاء الأمور على حالها في وقت ينمو الاقتصاد الأميركي بقوة قلما حدثت.

وتدرك المعارضة الديمقراطية أنّ الاستحقاق الانتخابي الوطني الأول عادة ما يكون معاكساً للحزب الحاكم، وهي تعوّل على تصويت عقابي ضدّ ترامب الذي وصفه الكثير من المسؤولين والمرشّحين بأنّه رجل «كاذب» والرئيس الذي «قَبَرَ نظام الضمان الاجتماعي» وحفّز اليمين المتطرف.

وسبق أن خسر كل من باراك أوباما في 2010 وجورج بوش في 2006 وبيل كلينتون في 1994 ورونالد ريغان في 1986، أغلبيتهم في مجلس النواب في انتخابات منتصف الولاية. وسيتم تجديد كامل مقاعد هذا المجلس الـ435 لمدة عامين.

وأشار استطلاع جديد أجرته «واشنطن بوست» وشبكة «اي بي سي نيوز» بشكل مشترك إلى أنه في وقت يحافظ الديمقراطيون على تفوقهم في معركتهم لكسب مقاعد في مجلس النواب، بإمكان الجمهوريين الاستفادة من التقييمات الإيجابية المرتبطة بالاقتصاد وتركيز ترامب على أمن الحدود.

وأظهر الاستطلاع أن الناخبين يفضلون المرشحين الديمقراطيين لمجلس النواب على الجمهوريين بنسبة 50 في المئة مقارنة بـ 43 في المئة. لكن هذه النسبة أقل من فارق النقاط الـ14 التي تم تسجيلها في أغسطس.

197 امرأة «ديمقراطية» مقابل 59 «جمهورية»

يبدو أن الرهانات كبيرة في الانتخابات المقبلة لكلا الطرفين الجمهوري والديمقراطي، الى جانب ترشح عدد غير مسبوق من النساء للتنافس على مقاعد مجلسي النواب والشيوخ، بعد أن تأهلت 256 امرأة للترشح من بينهن 197 عن الحزب الديمقراطي، و59 مرشحة عن الحزب الجمهوري. ومن بين هذا العدد من المرشحات هناك 234 امرأة ترشحن لمجلس النواب، و22 لمجلس الشيوخ، و16 امرأة ترشحن لمنصب حاكم ولاية 12 منهن عن الحزب الديمقراطي، و4 عن الحزب الجمهوري.

back to top