هل تعود تخمة المعروض النفطي مرة أخرى؟

نشر في 30-10-2018
آخر تحديث 30-10-2018 | 00:00
No Image Caption
كانت هناك سلسلة من الرسائل المختلطة من "أوبك" ووكالة الطاقة الدولية خلال الأيام القليلة الماضية، عكست رؤية مشوشة وغير واضحة حول سوق النفط، في حين يتساءل الجميع، هل سيكون هناك عجز أم ستعود التخمة مجدداً، بحسب تقرير لموقع "أويل برايس".

السوق مزوَّد جيداً

- في مقابلته الأخيرة مع وكالة "تاس" كانت الرسالة الرئيسية لوزير الطاقة السعودي المهندس خالد الفالح، أن المملكة لديها من الطاقة الإنتاجية الاحتياطية ما يكفي لتغطية أي نقص في الإمدادات الإيرانية، لكنه قال في الوقت نفسه، إن أي اضطراب غير متوقع في إمدادات فنزويلا أو ليبيا أو نيجيريا، سيمثل اختباراً لقدرات "أوبك".

- يبدو أن ليبيا تقوم بدورها في هذا الصدد، فبحسب رئيس المؤسسة الوطنية للنفط مصطفى صنع الله، تستهدف البلاد زيادة إنتاجها إلى 1.6 مليون برميل يومياً بنهاية عام 2019، وهو ما سيكون أعلى مستوى منذ عام 2011.

- أكد الفالح مجدداً ثقته بأن السوق سيظل مزوَّداً بحاجته من النفط بشكل جيد، وأضاف أيضاً أن أعضاء منظمة البلدان المصدرة للنفط ينتجون الخام بأقصى قدر ممكن في الوقت الراهن.

- في غضون ذلك، أشارت "أوبك" إلى عمل إحدى اللجان الفنية على إعداد مجموعة من الخيارات لعام 2019، التي يمكن أن تشمل خفض الإنتاج من أجل منع عودة تخمة المعروض من الظهور مجدداً.

- أعلنت "أوبك" وحلفاؤها من المنتجين المستقلين بقيادة روسيا، خططاً لزيادة الإنتاج بمقدار مليون برميل يومياً في يونيو الماضي، لكن اضطراب الاقتصاد العالمي على مدار الأسابيع الأخيرة، قد يستدعي تغيير المسار، بحسب اللجنة.

الاقتصاد العالمي

- في تصريحات أخرى لـ"الفالح" بدا أكثر قلقاً بشأن المعروض مع ارتفاع المخزونات، إذ ارتفع المخزون الأميركي بمقدار 28 مليون برميل منذ منتصف سبتمبر الماضي.

- في الوقت نفسه تشعر وكالة الطاقة الدولية بالقلق لعدم توافر ما يكفي من الإمدادات، وحثت "أوبك" على زيادة الإنتاج في ديسمبر عندما تعقد المنظمة اجتماعها الأخير لهذا العام.

- قال المدير التنفيذي لوكالة الطاقة الدولية فاتح بيرول في مقابلة مع "بلومبرغ" قبل أيام: تمر أسواق النفط العالمية بفترة حساسة جداً إزاء النمو، وإذا كان منتجو النفط يهتمون بصحة الاقتصاد العالمي، وهو ما أعتقد أنهم يفعلونه، فعليهم اتخاذ خطوات لطمأنة السوق.

- أضاف "بيرول" أنه من دون المزيد من الإمدادات، سيدخل الاقتصاد العالمي منطقة خطيرة، ورغم موافقته للمهندس خالد الفالح الرأي بشأن توافر الإمدادات اللازمة في الوقت الراهن، لكنه قال إن الأشهر القليلة المقبلة قد تكون صعبة إذا لم يقدم المنتجون المزيد من النفط.

- حذر أيضاً رئيس أسواق النفط في وكالة الطاقة الدولية نيك أتكينسون من أن اضطراب الإمدادات لا يزال يشكل مصدر قلق، قائلًا في تغريدة له: قام المنتجون بالفعل بالكثير لضمان تزويد السوق جيداً باحتياجاته، لكن مع تراجع الإنتاج الفنزويلي والإيراني، وعلاوة على عدم اليقين المستمر في ليبيا، سيعني ذلك أن هناك حاجة للمزيد من الإمدادات إذا أردنا تجنب الإضرار بالاقتصاد العالمي.

الخلاصة

- يبدو أن سوق النفط يمر بمرحلة مربكة، إذ إن اضطراب الإمدادات ومحدودية القدرة الإنتاجية الاحتياطية، يهددان بارتفاع الأسعار، وهذا بدوره يشكل ضغطاً على الاقتصاد العالمي، لكن على الجانب الآخر، يبدو أن السوق مزود باحتياجاته جيداً، على الأقل حتى الآن.

- قد يكون ارتفاع المخزونات وتباطؤ الطلب مؤشرات رئيسية على عودة فائض المعروض، لكن على أي حال، العقوبات الإيرانية توشك أن تصبح سارية المفعول، مما يعني مزيداً من التراجع في الإمدادات.

- قال محللو "كومرس بنك" في مذكرة: 80 دولاراً للبرميل هو سعر مريح للمنتجين وقد يظل هدفهم، لكن ذلك يجعل أسعار النفط قضية سياسية مرة أخرى.

- سواء أكان سوق النفط متوازناً أم لا، بسبب كثرة المعروض أو قلته، فإن الأمر يتعلق بالتوقعات، هكذا كان الحال دائماً، لكن مع وجود العديد من الإشارات المتضاربة حول السوق، يبدو أن هذه التوقعات ستظل محيرة في الوقت الراهن.

back to top