قمتان تبحثان الحلّ السوري... ودمشق تتصلّب بشأن الدستور

• قصف وتدمير نقطة حكومية في «منزوعة السلاح»
• أنقرة: دوريات مع الأميركيين في منبج قريباً

نشر في 25-10-2018
آخر تحديث 25-10-2018 | 00:05
سوريون عند معبر أبوالظهور ينتظرون دورهم للعبور من مناطق المعارضة إلى مناطق النظام في إدلب  (أ ف ب)
سوريون عند معبر أبوالظهور ينتظرون دورهم للعبور من مناطق المعارضة إلى مناطق النظام في إدلب (أ ف ب)
خيّم تشاؤم على قمة رباعية ألمانية - فرنسية - روسية - تركية بمدينة إسطنبول، بعد تأكيد وزير الخارجية السوري أن كتابة دستور جديد للبلاد أمر سيادي.
على وقع هدوء نسبي في محافظة إدلب السورية، الأخيرة خارج سيطرة نظام الرئيس السوري بشار الأسد، وعودة واشنطن بقوة الى الساحة السورية التي ظهرت بوضوح، أمس الأول، بزيارة قائد عمليات الجيش الأميركي في منطقة الشرق الأوسط الجنرال جوزيف فوتيل الى قاعدة التنف الأميركية في المثلث الحدودي السوري - الأردني - العراقي، ينتظر الملف السوري قمتين دوليتين تعقدان في الأيام المقبلة، الأولى تجمع في إسطنبول، روسيا وتركيا مع فرنسا وألمانيا، والثانية تجمع "محور أستانة"، الذي يضم موسكو وأنقرة وطهران.

وقللت مصادر مطلعة من التفاؤل بشأن قمة إسطنبول التي تعقد بعد غد بحضور الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، والتركي رجب طيب إردوغان والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون والمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل.

ويتوقع أن يسعى ماكرون وميركل إلى حث بوتين على الضغط من أجل تنشيط المسار السياسي من أجل انتقال سياسي ينهي الصراع.

كما سيسعيان مع إردوغان الى تمكين الهدنة في إدلب ومنع تصعيد عسكري في المحافظة يزيد الكوارث الإنسانية.

محور أستانة

في غضون ذلك، أعلن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، أمس الأول، أن بلاده تستعد لاستضافة قمة جديدة بـ "صيغة آستانا" حول سورية.

وقال لافروف خلال استضافته لنواب وزراء خارجية الدول الثلاث الراعية لمحادثات آستانة حول الأزمة السورية: "تم عقد 3 قمم في سوتشي وطهران وإسطنبول، ونستعد للقمة القادمة".

وأعرب عن أمله في أن تحقق القمة القادمة مزيدا من التقدم بشأن تسوية الأزمة السورية.

المعلم والدستور

إلى ذلك، قام مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى سورية، ستيفان ديميتسورا، بزيارة إلى دمشق أمس، يتوقع أن تكون الأخيرة، بعدما أعلن استقالته من منصبه الأسبوع الماضي، وعقب وصوله مباشرة، اتجه ديميستورا للقاء وزير الخارجية السوري وليد المعلم.

ونقلت وسائل إعلام رسمية عن المعلم قوله لمبعوث الأمم المتحدة إن دستور بلاده "شأن سيادي".

وقال المعلم للمبعوث: "الدستور وكل ما يتصل به هو شأن سيادي يقرره الشعب السوري دون أي تدخّل خارجي". وأضاف: "إن إطلاق عمل اللجنة الدستورية، يجب أن يراعي المبدأ المنصوص عليه في ميثاق الأمم المتحدة والقانون الدولي وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، والمتمثل بضرورة الالتزام القوي بسيادة سورية واستقلالها ووحدتها أرضا وشعبا، وأن الشعب السوري هو صاحب الحق الحصري في تقرير مستقبل بلاده، وبناء عليه، فإن كل هذه العملية يجب أن تكون بقيادة وملكية سورية، وذلك باعتبار أن الدستور وكل ما يتصل به هو شأن سيادي بحت يقرره الشعب بنفسه دون أي تدخّل خارجي تسعى من خلاله بعض الأطراف والدول إلى فرض إرادتها".

وأفادت وكالة "سانا" بأن اللقاء "تطرق إلى بحث الجهود المبذولة من أجل إحراز تقدم في المسار السياسي للأزمة في سورية ومتابعة الأفكار المتعلقة بالعملية السياسية ولجنة مناقشة الدستور".

ورفض النظام، رغم جهود المبعوث الدولي، المشاركة في مسار للانتقال السياسي وكتابة دستور جديد للبلاد. وتم تقديم لائحتين لتشكيل "مجلس لصياغة دستور"، واحدة من النظام والأخرى من المعارضة، إلى الأمم المتحدة، لكن النظام عطل إتمام اللائحة الثالثة لتشكيل "اللجنة الدستورية".

خرق محدود

وفي تطور قد يهدد الاتفاق المبرم بين تركيا وروسيا لترتيب الأوضاع بشمال سورية، تبادلت القوات الحكومية السورية وفصائل معارضة القصف في المنطقة منزوعة السلاح في محافظة حماة.

وذكر مصدر في "الجبهة الوطنية للتحرير" المعارضة، أمس، أن "فصائل رافضة لاتفاق سوتشي دمرت موقعاً للقوات الحكومية في منطقة جورين بريف حماة الشمالي الغربي، أمس، مما أدى إلى مقتل وجرح عدد من عناصر القوات الحكومية التي كانت في الموقع".

من جانبها، نقلت صفحات على مواقع التواصل الاجتماعي مقربة من المعارضة السورية أن فصائل بينها "حراس الدين" و"جبهة أنصار الدين" قصفت موقعا للقوات الحكومية بمدفع مضاد للدروع، مما أدى إلى وقوع انفجارات في الموقع.

من جانبه، قالت مصادر إعلامية مقربة من القوات الحكومية: "قصف الجيش بسلاح المدفعية تحركات المجموعات المسلحة في محيط بلدة اللطامنة بريف حماة الشمالي".

«سوتشي» ومنبج

في السياق، أعلن وزير الدفاع التركي خلوصي أكار، أمس، أن نظيره الروسي سيرغي شويغو سيزور أنقرة بعد غد لإجراء مباحثات حول العديد من الملفات، أبرزها "اتفاق سوتشي" حول إدلب.

وقال أكار: "إن قسما كبيرا من العناصر الراديكالية وأسلحتهم الثقيلة انسحب من المنطقة منزوعة السلاح بإدلب، مشيرا إلى انخفاض في انتهاك وقف إطلاق النار بنسبة 90 في المئة".

وشدد على أن تركيا كانت على قدر من المسؤولية في "المناطق المحررة بسورية"، موضحا أن بلاده تمكنت من تطهير مساحة 2000 كيلومتر مربع من المسلحين، وتم تحييد 3 آلاف مسلح من تنظيم "داعش" في عملية "درع الفرات".

وفيما يتعلق باتفاق منبج قال أكار: "نحتاج إلى التحضير والقيام بعمليات تدريب للعناصر العسكرية التركية والأميركية، في إطار القيام بدوريات مشتركة بدأت في التاسع من أكتوبر الماضي، ولا تزال مستمرة حاليا في غازي عنتاب".

وذكر أكار أن تركيا والولايات المتحدة ستبدآن دوريات مشتركة في منبج فور استكمال التدريبات في غضون الأيام القليلة المقبلة.

وتقوم القوات التركية والأميركية بدوريات في منبج كل على حدة، تنفيذا لما اتفقت عليه الدولتان العضوتان في حلف شمال الأطلسي في يونيو الماضي، لكنهما تجريان تدريبات على القيام بدوريات مشتركة.

back to top