صعود برميل النفط إلى 100 دولار قد يزعج كبار المستهلكين

الارتفاعات السعرية الحادة زادت المخاوف وحالة عدم اليقين في السوق

نشر في 08-10-2018
آخر تحديث 08-10-2018 | 00:00
No Image Caption
ذكرت بعض البيانات الدولية أن شركات النفط الهندية وشركة بهرات بتروليوم، التي تمثل أكبر مصافي التكرير في الهند لم تحجز أي شحنات من إيران لشهر نوفمبر.
يدلل ارتفاع أسعار النفط بشكل مطرد وسريع على شح المعروض في الأسواق العالمية إذ تجاوزت الأسعار الأسبوع الماضي 84.89 دولاراً للبرميل، وسط توقعات بانخفاض أكثر للمعروض في الأسواق بسبب عقوبات أميركية مرتقبة على إيران المصدرة للنفط، من المقرر أن يبدأ سريانها في نوفمبر المقبل.

وتشير التقارير إلى أن صادرات النفط الخام الإيرانية بلغت ذروتها في 2018 حين سجلت نحو ثلاثة ملايين برميل يومياً بما يعادل 3 في المئة من حجم الاستهلاك العالمي.

انخفاض الصادرات

أظهرت بيانات شحن أن الصادرات الإيرانية في سبتمبر الماضي، انخفضت إلى نحو مليوني برميل يومياً مع خضوع المشترين في أنحاء العالم للضغوط الأميركية وتخفيضهم الواردات الإيرانية.

وأعربت بعض الآراء المتخصصة عن تخوفها من أن الارتفاع الحاد في أسعار النفط هذا الأسبوع قد يكون تمهيداً لتكرار ما حدث إبان الأزمة المالية العالمية الاخيرة، ووفق التقارير الصادرة فإن المصافي الهندية ستكون أكثر حذراً مما كان متوقعاً في التعامل مع صفقات النفط الإيراني، إذ من المقرر أن تخفض واردات النفط من إيران إلى نحو الصفر نوفمبر المقبل.

تأمين الشحنات

وذكرت بعض البيانات الدولية أن شركات النفط الهندية وشركة بهرات بتروليوم، التي تمثل أكبر مصافي التكرير في الهند لم تحجز أي شحنات من إيران لشهر نوفمبر، كما رفضت بعض شركات التكرير الهندية الأخرى تأمين شحنات خلال نفس الشهر؛ وهو ما ينبئ بحدوث أزمة في عمليات الامداد ستبدأ قريباً.

وعلى الرغم من تلك النظرة المتشائمة، فإن هناك تأكيدات من مصادر نفطية بأن الإمدادات النفطية من منتجي «أوبك» والحلفاء الآخرين بقيادة روسيا قادرة على تعويض غياب حصة ايران النفطية في السوق العالمي.

100 دولار للبرميل

وأعرب بعض المحللين عن عدم قناعتهم ببلوغ مستوى 100 دولار للبرميل فى الأمد القريب، لافتين في هذا السياق إلى أن ذلك قد يثير حالة من الانزعاج الشديد في بعض الأوساط الاقتصادية خصوصاً في الدول المستهلكة للخام.

وعلى العكس من ذلك، فإن هناك تقارير تؤكد أن انقطاع الإمدادات الإيرانية إلى جانب قرار «أوبك» بعدم اتخاذ مزيد من الإجراءات لتعويض الانخفاضات دفعا خام برنت إلى أعلى مستوياته في عدة أسابيع هذا الأسبوع، وقد يؤدي ذلك إلى موجة من بلوغ الأسعار مستوى 100 دولار للبرميل قبل نهاية العام الحالي.

سوق متوازن

في المقابل، رأى البعض أن الارتفاعات السعرية الحادة التي حدثت في الأيام القليلة الماضية زادت من المخاوف وحالة عدم اليقين في السوق، خصوصاً مع التهاوي السريع لصادرات إيران النفطية، فضلاً عن تمهل «أوبك» وحلفائها في ضخ زيادات تعويضية مقابلة، مؤكدين في الوقت ذاته أن عودة مستوى 100 دولار للبرميل لن يواجه بصمت من كبار المنتجين والمستهلكين، بل سيكون على الأرجح هناك تدخل سريع لزيادة الإنتاج، من أجل الحفاظ على السوق متوازناً وعدم عرقلة النمو خصوصاً في الاقتصادات الناشئة من خلال إضعاف مستويات الطلب النفطي.

وعموماً، فإن هناك اجتماعاً في نوفمبر المقبل لمنظمة «أوبك» قد يتم فيه بحث تداعيات غياب الحصة الإيرانية على مجريات الأسواق النفطية عند تطبيق العقوبات النفطية الأميركية عليها، ومع ذلك فإن كل المتخصصين في الشؤون النفطية يرون ضرورة عدم التسرع في زيادة الإنتاج لاسيما أن إيران في استطاعتها تصدير نفطها عبر العراق.

back to top