«نوبل السلام» لمكافحي العنف الجنسي وضحايا الإرهاب

● الكونغولي موكويغي كرّس حياته للدفاع عن ضحايا الحرب
● الإيزيدية ناديا مراد شاهدة على همجية «داعش» بالعراق

نشر في 06-10-2018
آخر تحديث 06-10-2018 | 00:10
الكونغولي دينيس موكويغي - الإيزيدية ناديا مراد
الكونغولي دينيس موكويغي - الإيزيدية ناديا مراد
فاز الطبيب الكونغولي دينيس موكويغي والفتاة الإيزيدية ناديا مراد الضحية السابقة لتنظيم "داعش"، أمس، بجائزة نوبل للسلام، تكريماً لجهودهما في مكافحة العنف الجنسي المستخدم كـ "سلاح حرب" في النزاعات بالعالم.

وأعلنت المتحدثة باسم لجنة نوبل النرويجية بيريت رايس أندرسن، أن الجائزة تكرّم "جهودهما لوضع حد لاستخدام العنف الجنسي كسلاح حرب"، موضحة أن "موكويغي شخص كرّس حياته للدفاع عن ضحايا العنف الجنسي في زمن الحرب، والفائزة معه ناديا مراد شاهدة على تجاوزات ارتكبت بحقها وحق أخريات".

ويجسد موكويغي، الطبيب النسائي (63 عاماً)، والشابة ناديا مراد (25 عاماً) التي كانت من سبايا "داعش"، قضية تتخطى إطار النزاعات لتأخذ أبعاداً عالمية، وهو ما تشهد عليه حركة "# مي تو"، التي أحدثت ثورة في العالم منذ عام بعد الكشف عن اعتداءات جنسية ارتكبها المنتج السينمائي الأميركي هارفي واينستين.

وعالج موكويغي نحو خمسين ألفاً من ضحايا جرائم الاغتصاب من نساء وأطفال، ورضع عمرهم بضعة أشهر، في مستشفى بانزي الذي أسسه عام 1999 في بوكافو شرق جمهورية الكونغو الديمقراطية.

ويعتبر "الرجل الذي يداوي جراح النساء"، بحسب فيلم وثائقي مخصص له، أعمال العنف الجنسي بمثابة "سلاح دمار شامل".

أما الفائزة الثانية بالجائزة ناديا مراد، فعاشت بنفسها هذه الفظاعات التي يحاول الطبيب إصلاح نتائجها، وانتصرت على أسوأ الحقبات التي مر بها إيزيديو العراق، حتى صارت متحدثة بارزة في الدفاع عن تلك الأقلية.

وتغيّرت حياة مراد عندما اجتاح "داعش" بلدتها في أغسطس 2014، فخُطِفت وتحوّلت، على غرار الآلاف من نساء وأبناء ديانتها، إلى ضحية الرق الجنسي على مدى ثلاثة أشهر بالموصل، معقل التنظيم حينها، قبل أن تتمكن من الفرار.

والفتاة، التي قتل ستة من أشقائها ووالدتها بأيدي التنظيم، هي منذ 2016 سفيرة الأمم المتحدة لكرامة ضحايا الاتجار بالبشر، وتنشط من أجل قضية الإيزيديين، داعية إلى تصنيف الاضطهاد الذي تعرضوا له على أنه "إبادة".

وتبنى مجلس الأمن عام 2008 القرار 1820 الذي ينص على أن أعمال العنف الجنسي خلال النزاعات "يمكن أن ترتقي إلى جريمة حرب، وجريمة ضد الإنسانية، أو أحد عناصر جريمة الإبادة".

وعلى المستوى المدني، ساهمت "# مي تو" والعاصفة التي أثارتها بالعالم في إحداث وعي بمشكلة العنف الجنسي. وعلقت رايس أندرسن بالقول: "# مي تو وجرائم الحرب ليستا أمراً واحداً، لكن لديهما في المقابل نقطة مشتركة، هي أنه من المهم أن نرى معاناة النساء، أن نرى التجاوزات، ونعمل لتتخلص النساء من شعور العار ويتجرأن على الكلام».

ونجحت الحركة منذ أن نشأت مع فضح تعديات هارفي واينستين في أكتوبر 2017، في إسقاط العديد من المشاهير وأصحاب السلطة والنفوذ.

وشملت مفاعيلها مؤسسة نوبل نفسها، إذ أرغمت فضيحة اغتصاب الأكاديمية السويدية على إرجاء جائزة الآداب لسنة 2018.

back to top