إيران تضرب «شرق الفرات» وإصرار تركي على اجتياح المنطقة

• نصف الصواريخ سقطت بكرمنشاه وواشنطن تؤكد وتتابع
• فصائل إدلب: وجود الروس بالمنطقة العازلة مرفوض
• المعلم يدعو الجعفري إلى زيارة دمشق
• ماتيس إلى باريس لتثبيت الوجود الفرنسي العسكري في سورية

نشر في 02-10-2018
آخر تحديث 02-10-2018 | 00:05
مدينة إدلب كما بدت أمس الأول (أ ف ب)
مدينة إدلب كما بدت أمس الأول (أ ف ب)
في ظل إصرار تركيا على اجتياح شرق سورية، والقضاء على الوحدات الكردية بمنطقة الفرات، أقدم الحرس الثوري الإيراني، أمس، على قصف مواقع في مدينة البوكمال بنحو 6 صواريخ بالستية، رداً على هجوم مسلح شهدته ساحة العروض العسكرية في مدينة الأهواز الأسبوع الماضي وتبناه تنظيم «داعش».
هاجم الحرس الثوري الإيراني فجر أمس منطقة البوكمال بمحافظة دير الزور شرق سورية بـ6 صواريخ بالستية، رداً على الهجوم المسلح الذي استهدف في 22 سبتمبر الماضي عرضاً عسكرياً في ذكرى بدء الحرب العراقية في مدينة الأهواز ذات الأغلبية العربية، وأسفر عن مقتل 25 شخصاً، وتبناه تنظيم "داعش".

وأوضح الحرس الثوري، على موقعه الإلكتروني، أنه "تم استهداف مقر قادة جريمة الأهواز الإرهابية في شرق الفرات الساعة الثانية صباحاً بالتوقيت المحلي بصواريخ بالستية أرض-أرض أطلقها الفرع الجوفضائي"، مؤكداً "مقتل أو جرح عدد كبير من الإرهابيين التكفيريين".

ونشر موقع الحرس صوراً لسحب دخان ونقاط مضيئة فوق تضاريس جبلية. وذكرت وكالة "فارس" أن نوعين من الصواريخ استخدما في الهجوم، هما "ذو الفقار" البالغ مداه 750 كلم، و"قيام" 800 كلم.

وإذ أكد الناطق باسم الخارجية بهرام قاسمي أن "الهجوم يوضح عزم إيران وكفاحها ضد تسليح وتدريب القوات الإرهابية على مختلف المستويات"، اعتبر أمين مجمع تشخيص مصلحة النظام محسن رضائي أن الضربة الصاروخية "تنبيه، والعقاب الأكبر آت قريباً".

واشنطن والضربات

وبينما نفى الناطق باسم قوات سورية الديمقراطية (قسد) كينو غابرييل توافر معلومات عن الهجمات الإيرانية، أكد الناطق باسم التحالف الدولي شون رايان تنفيذ "ضربات غير معلن عنها" شرق الفرات، موضحاً أنه يتابع تقارير من مصادر مفتوحة و"حتى اللحظة، لايزال يقيم احتمالية وقوع أضرار أو تعرض أي من قوات التحالف لخطر".

وتداول ناشطون إيرانيون، مقاطع تظهر سقوط صاروخين بالستيين، من أصل 6، في منطقة جوانرود بالقرب من مركز إطلاقها في كرمنشاه، وسقوط واحد في قرية سراب ياوري، أدى إلى تدمير المحاصيل الزراعية والبساتين.

وذكر ناشطون سوريون أن الصواريخ أصابت منازل المدنيين في الباغوز وهجين شرقي دير الزور، وتسببت في مقتل أكثر من 10 مدنيين في المناطق القريبة من سيطرة "داعش".

تركيا وروسيا

في هذه الأثناء، أعاد الرئيس التركي رجب طيب إردوغان، خلال أولى جلسات البرلمان، أمس، أنه يهدف إلى تأمين السيطرة على شرقي نهر الفرات بالقضاء على وحدات حماية الشعب الكردية في المنطقة، وأيضاً تطهير مدينة منبج ومنطقتي سنجار وقنديل العراقيتين من المسلحين الأكراد.

وبعد ساعات من تأكيدها عدم سحب أي فصيل تابع لها آلياته الثقيلة تنفيذاً لاتفاق موسكو وأنقرة في 17 سبتمبر، أبلغت الجبهة الوطنية للتحرير، التي تضم أبرز فصائل إدلب، تركيا رفضها أي وجود روسي في المنطقة منزوعة السلاح.

وأفاد الناطق باسم الجبهة ناجي مصطفى، في بيان نشره على "تليغرام"، ليل الأحد- الاثنين عن "لقاء مطول مع الحليف التركي بخصوص بنود الاتفاق وموضوع الوجود الروسي في المنطقة المعزولة على وجه التحديد"، موضحاً أن الفصائل حصلت على "وعد بعدم وتم تأكيده".

ونفى "فيلق الشام" سحب آلياته الثقيلة من ريفي حلب الغربي والجنوبي. وسبق "جيش العزة"، الناشط في ريف حماة الشمالي، ورفض إقامة المنطقة العازلة على مناطق سيطرة الفصائل فقط وتسيير أي دوريات روسية في نطاقها.

المعلم والجعفري

وغداة تأكيده حدوث تغير في مزاج الجامعة العربية لصالح نظام الرئيس بشار الأسد، ولقائه غير المسبوق مع نظيره البحريني خالد آل خليفة على هامش اجتماعات الأمم المتحدة، وجه وزير الخارجية السوري وليد المعلم أمس دعوة رسمية إلى نظيره العراقي إبراهيم الجعفري لزيارة دمشق.

وأوضحت وزارة الخارجية العراقية أن الجعفري التقى المعلم في نيويورك، واستعرضا أبرز القضايا ذات الاهتمام المشترك، وأكـدا أهمية تضافر الجهود والتعاون لتعزيز أمن واستقرار المنطقة، والقضاء على الإرهاب.

الوجود الفرنسي

دولياً، يلتقي وزير الدفاع الأميركي جيمس ماتيس اليوم مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ووزيرة الجيوش فلورانس بارلي، لبحث ملف مكافحة الإرهاب والوجود العسكري الفرنسي في سورية خصوصاً.

وخلال الزيارة الأولى له لباريس منذ توليه منصبه مطلع 2017، سيتقدم ماتيس بالشكر من "فرنسا وتهنئتها على حملات مكافحة الإرهاب التي تسير بشكل جيد في غرب افريقيا والمشرق"، وفقاً للمتحدث باسم "البنتاغون" إريك باهون.

وبينما طلب المعلم من القوات العسكرية الأميركية والتركية والفرنسية مغادرة سورية "على الفور"، تأمل واشنطن أن تبقي باريس قوة خاصة لمؤازرة حليفتها قوات سورية الديموقراطية (قسد) في مناطق سيطرتها بالشمال.

الغارات الروسية

ومع حلول الذكرى الثالثة لتدخل موسكو، وثق المرصد السوري مقتل أكثر من 18 ألف شخص نصفهم تقريباً من المدنيين، في الغارات الجوية الروسية المستمرة منذ 30 سبتمبر 2015، كما قتل في الضربات 5233 من تنظيم "داعش"، والباقي من الفصائل الإسلامية والجهادية.

وأعطت موسكو أرقاماً مختلفة جداً، أمس الأول، مع تأكيد رئيس لجنة الدفاع التابعة لمجلس الاتحاد الروسي فيكتور بونداريف أن القوات الجوية قتلت 85 ألف "إرهابي"، ودمرت خلال 3 سنوات عشرات آلاف الأهداف من مخازن ذخيرة ومناطق محصنة ومراكز قيادة.

معبر القنيطرة

وفي حين اعتبر مساعد وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي أن توريد روسيا منظومة "إس-300" إلى دمشق يشكل دعماً لأمن واستقرار سورية، سمح وزير الدفاع الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان ليل السبت- الأحد "بإعادة فتح بوابة ألفا في معبر القنيطرة، لتستأنف قوات حفظ السلام الدولية التابعة للأمم المتحدة نشاطها بانتظار أن تعيد دمشق فتحه من جانبها".

وأبدى الجيش الإسرائيلي استعداده لفتح معبر القنيطرة مع سورية من جانبها، عقب عودة قوات حفظ السلام الدولية بعد أربع سنوات من انسحابها.

موسكو تؤكد مقتل 85 ألف مسلح في 3 سنوات والمرصد يوثق 18 ألفاً نصفهم مدنيون
back to top