البابا للصقر: القدس مدينة الأديان والسلام
رئيس مجلس العلاقات أكد أن تعايش المسيحيين والمسلمين بالمنطقة رسالة واضحة
«نثمِّن دعوة الحبر الأعظم للمجلس إلى الحوار والتشاور في قضايا المنطقة العربية والعالم»
«إنكار قداسته نسبة الإرهاب إلى الإسلام يسهم في مواجهة الإسلاموفوبيا لدى الغرب»
«الحوار كفيل بجعل المتوسط بحراً للشراكة الإنسانية لا مستنقعاً للموت والتهجير»
«إنكار قداسته نسبة الإرهاب إلى الإسلام يسهم في مواجهة الإسلاموفوبيا لدى الغرب»
«الحوار كفيل بجعل المتوسط بحراً للشراكة الإنسانية لا مستنقعاً للموت والتهجير»
خلال لقائه أمس الأول قداسة البابا فرانسيس الأول في الفاتيكان، أكد رئيس مجلس العلاقات العربية والدولية محمد جاسم الصقر أن مدينة القدس الفلسطينية هي مدينة كل الأديان، ليرد البابا بأنها أيضاً «موطن السلام».وفي كلمة باسم وفد مجلس العلاقات للبابا فرانسيس، قال الصقر إن المجلس من خلال متابعته للمسيرة الإنسانية النبيلة للحبر الأعظم للكنيسة الكاثوليكية يرى أن «هناك مشتركات كثيرة بيننا في الهموم والتطلعات والطموحات»، معرباً عن سروره بدعوة البابا للمجلس إلى الحوار والتشاور في المسائل ذات النفع العام للمنطقة العربية ولقضايا السلام والعدالة في العالم.وأكد أن المسلمين والمسيحيين في الشرق الأوسط يشعرون بالحاجة إلى التفكير الجدّي في المشكلات والتحديات التي تواجه منطقتهم، وتجديد العقد الاجتماعي الوطني على أسس احترام الحريات العامة وحقوق الإنسان، معتبراً أن الوجود المسيحي العريق في المنطقة العربية، والعيش المشترك مع المسلمين، هما بحدّ ذاتهما رسالة.ورأى أن مبادرات الدعوة إلى العيش المشترك في منطقة كالشرق الأوسط يمكن أن تُسهم في إرساء الحوار والتعاون بين ضفتي «المتوسط»، حتى يصبح بحراً للشراكة الإنسانية والثقافية والتعاون الاقتصادي بدلاً من أن يتحول إلى مستنقعٍ للموت والتهجير.
وأعرب عن تقديره إنكار البابا نسبة آفة التطرف والإرهاب إلى الإسلام، «مما يُسهم إيجابياً في مواجهة ظاهرة الإسلاموفوبيا في الغرب، ومحاولة تشويه صورة المسلمين والادعاء بعدم قابلية ثقافتهم للتوافق مع قيم العصر».وبين أن جهود البابا فرانسيس الأول الداعية إلى السلام والعدل والإخاء، «والتي نتشارك جميعاً في حمل أمانتها» واجهت تحدّياً خطيراً وانتهاكاً سافراً من خلال إقدام الإدارة الأميركية الحالية على الاعتراف بالقدس عاصمةً لإسرائيل، ونقل سفارة واشنطن إليها دون مراعاة للحقوق الوطنية المشروعة للشعب الفلسطيني، وخلافاً لقرارات الشرعية الدولية». وأوضح الصقر أن هذه الخطوة تزرع بذور الفتن والصراعات السياسية والدينية وتؤججها، وهو ما لا يمكن التنبؤ بأبعاده وتبعاته الخطيرة بسبب تجاهل حقوق ومشاعر شعوب المنطقة، ومقدساتها الدينية وتراثَيها الإسلامي والمسيحي اللذين تشكّل القدس جوهرتهما الإيمانية».
تسويات عادلة لمشاكل المنطقة
عقب لقائه قداسة البابا، عقد وفد المجلس اجتماعاً مع رئيس وزراء الفاتيكان، الكاردينال بيترو بارولين، استعرض خلاله الجانبان التهديدات والمشاكل التي تتعرض لها المنطقة، واتفقا على التواصل وتبادل الرؤى للمساهمة في إيجاد حلول لها، واستنهاض القيم الروحية العميقة التي تشكل وجدان شعوب المنطقة لتحقيق تسويات عادلة لتلك المشاكل.