اختلالات اليوريا في الكبد تنذر بالسرطان!

نشر في 02-09-2018
آخر تحديث 02-09-2018 | 00:03
No Image Caption
دورة اليوريا طريقة أساسية يستعملها الجسم لتصريف مخلفات النيتروجين. كشف بحث جديد أن أي اختلالات في هذه العملية قد تشكّل مؤشراً أولياً على السرطان.
نُشرت الدراسة في مجلة «الخلية» وذكرت أن طريقة الجسم في تفكيك النيتروجين قد تكون محورية لإيجاد طرائق جديدة تسمح برصد السرطان والقضاء عليه.
النيتروجين غاز أساسي بالنسبة إلى الكائنات كافة، إذ تحتاج إليه النباتات والحيوانات لتصنيع البروتينات.

حين يفكك الجسم النيتروجين، ينتج عنصر اليوريا على شكل مخلفات ثم يتخلّص من ذلك العنصر عن طريق البول.

تُسمّى هذه العملية الأيضية «دورة اليوريا» وتحصل في الكبد.

يعتبر بحث جديد أن أي اختلالات في دورة اليوريا قد تشير إلى الإصابة بالسرطان.

تحليل الاختلالات

تولّت أياليت إيريز الإشراف على الدراسة الجديدة. فعمدت وزملاؤها إلى تعديل التعبير الجيني الخاص بأنزيمات دورة اليوريا في أورام القولون السرطانية لدى القوارض وقارنوا مستويات اليوريا لديها ولدى مجموعة من الفئران المرجعية.

سجّلت الفئران التي خضعت دورة اليوريا لديها للتلاعب تراجعاً في مستويات اليوريا في الدم وارتفاعاً في مستويات عنصر البيريميدين في البول.

حلل العلماء أيضاً سجلات طبية تعود إلى 100 طفل مصاب بالسرطان. أوضحت الباحثة الأساسية: «اكتشفنا أن الأولاد المصابين بالسرطان سجلوا مستويات منخفضة جداً من اليوريا في دمهم عند دخولهم إلى المستشفى مقارنةً بمستويات اليوريا الموثّقة لدى الأولاد الأصحاء من العمر نفسه».

أخيراً، حلَّل الباحثون أيضاً مجموعات جينومية واسعة بحثاً عن طفرات في الحمض النووي من شأنها أن تشير إلى أي اختلالات في دورة اليوريا.

اكتشفوا طفرات في الحمض النووي العادي والحمض النووي الريبي والبروتينات وكانت تشير إلى وجود فائض من البيريميدين. ينتج الجسم هذا العنصر عبر تركيب النيتروجين وقد يعزز في الوقت نفسه نمو الخلايا السرطانية.

في المحصّلة، تشير النتائج إلى أن اختلال دورة اليوريا قد يكون مؤشراً على السرطان.

تقول إيريز: «ترصد الفحوص المخبرية النموذجية أي ارتفاع في مستويات اليوريا في الدم، لكننا أثبتنا الآن أن تراجع تلك المستويات قد ينذر بوجود مشكلة أيضاً. لا تهدر الخلايا السرطانية شيئاً بل إنها تستعمل أكبر كمية ممكنة من النيتروجين بدل التخلص منها على شكل يوريا كما تفعل الخلايا الطبيعية».

إضعاف الأورام

قال الباحثون إن ارتفاع مستويات البيريميدين يحمل جوانب إيجابية وسلبية في آن. من الناحية السلبية، قد ينتشر السرطان بوتيرة سريعة وعدائية. لكن من الناحية الإيجابية، قد تجعل الطفرات المرتبطة بفائض البيريميدين الخلايا السرطانية أكثر ضعفاً إزاء هجوم جهاز المناعة.

لذا يمكن القضاء على الأورام الخبيثة التي تطبع اختلال دورة اليوريا بسهولة متزايدة عند استعمال العلاج المناعي.

لاختبار هذه الفرضية، حللت إيريز وزملاؤها أورام سرطان الخلايا الصبغية واكتشفوا أن الأورام التي تتزامن مع اختلال دورات اليوريا تتجاوب أكثر من غيرها مع العلاج المناعي. لذا استنتج الباحثون ما يلي: «تثبت اكتشافاتنا أن اختلال دورة اليوريا ميزة شائعة في الأورام التي تؤثر بشدة في نشوء السرطان والطفرات ومستوى التجاوب مع العلاج المناعي».

قد تسمح هذه النتائج أيضاً بتحسين الأدوات المستعملة لتشخيص أمراض السرطان ومعالجتها.

تختم إيريز قائلة: «ثمة احتمال جديد يستحق الاستكشاف ويتعلق بمعرفة ما إذا كان التلاعب الجيني بالورم بهدف افتعال خلل مماثل قبل إعطاء العلاج المناعي يستطيع زيادة فاعلية العلاج».

back to top