هذه الـهليكوبتر العالية التقنية خطوة على طريق السيارة الطائرة

نشر في 01-09-2018
آخر تحديث 01-09-2018 | 00:00
No Image Caption
كنت في حاجة إلى فترة من الوقت لمعرفة ما يعتزم المهندس مارك غرودن القيام به. وفي البدء بعث وكيل دعايته برسالة بالبريد الإلكتروني إليّ متحدياً مزاعم شركات مثل "أبر" و"اير باص" عن أن في وسعها تطوير طائرات مستقبلية كهربائية وذاتية القيادة خلال بضع سنوات فقط.

وكانت لدى غرودن خطة أكثر واقعية. ولكن عندما تحدثنا على الهاتف بدأ هذا المؤسس المشارك في شركة "سكاي رايس" وهو في الثامنة والعشرين من العمر بالتحدث عن التكلفة العالية للرحلات المروحية الطارئة، وكيف أن أجهزة الرادار وآلات التصوير تستطيع تنظيم العمليات. ولم أتمكن من رؤية صلة ذلك بالسيارات الطائرة.

وتطلب الأمر رحلة الى مطار الوادي المركزي في كاليفورنيا كي تظهر الرواية الكاملة. وكان غرودن يقوم بلعبة طويلة جداً كي يصبح مزود خدمة جوية ذاتية تبعاً لخطوط شركة أبر الجنونية الطموحة المتمثلة في برنامج " اليفيت " – وهي شبكة سيارات أجرة جوية تشاركية قادها في نهاية المطاف الذكاء الاصطناعي.(وقد اجتذب خريجين من شركات أبل وبوينغ وسبيس اكس وتسلا والجيش الأميركي).

ويكاد عرض غرودن الأولي ألا يشابه ذلك الهدف النهائي، لكنه يوفر فرصة لجمع معلومات الرحلات الجوية اللازمة لتطوير التقنيات.

وأنفقت شركة أبر المليارات من الدولارات مع وعد متراجع بالهيمنة في نهاية المطاف على البعض من السوق: سيارات الأجرة والدراجات الكهربائية وسيارات الأجرة الجوية.

وعبر تمويل بمبلغ 25 مليون دولار - من فنروك وايكليبس وجامعة ستانفورد واندستري فنتشرز وتراكس فنتشر كابيتال وانغيج فنتشرز– لا تملك سكاي رايس مثل هذه الفرصة.

وبدلاً من ذلك بدأت بشبكة مواصلات تعتقد أنها تستطيع تحقيق الأموال بسرعة – استجابة طارئة على الرقم 911 على شكل خدمة.

ويقول غرودن، " إذا أرادت إحدى المدن الآن مواجهة أي نوع من عمليات القدرات الجوية فسوف يتعين عليها شراء الطائرات والحصول على مجموعة من الطيارين وعمال الميكانيك. وبدلاً من ذلك تستطيع التعاقد مع سكاي رايس والدفع عند الحاجة اليها". وتقوم الشركة في كل رحلة بجمع ممعلومات من خلال قراءات من جهاز استشعار وأدوات حول كيفية تشغيل الطيارين لأجهزة التحكم في كل الأوقات. وتزود هذه المعلومات آلة تعلم الذكاء الاصطناعي من أجل تطوير أدوات مساعدة الطيار وأنظمة الطيران المؤتمتة في نهاية المطاف. ويكرر غرودن التأكيد على أن الأتمتة هي لأعمال المستقبل، ويقوم الطيارون فقط في الوقت الراهن باتخاذ القرارات.

وهذا تقدم طبيعي بالنسبة إلى غرودن الذي بدأ العمل في تقنية الطائرات المسيرة لدى سلاح الجو الأميركي عندما كان في السادسة عشرة من العمر، ثم تابع لنيل شهادة الدكتوراه في اندماج أجهزة الإحساس – وهي عملية جمع معلومات من عدة أجهزة مثل آلات التصوير والسونار بغية الحصول على صورة كاملة عن عمل سيارة أو طائرة ذاتية القيادة. ويتطلب ذلك العمل الكثير من معلومات تدريب العالم الحقيقي.

911 الجوية

بدأ العمل في وقت مبكر من هذا الشهر في تراسي وهي مدينة يقطنها حوالي 90 ألف نسمة وتقع على بعد حوالي 50 ميلاً من سان فرانسيسكو. وحضرت إلى مطار المدينة في السابع عشر من شهر أغسطس، وهو اليوم الخامس من برنامج يستمر أسبوعين. وقد نقلت سكاي رايس كل مكالمة لـ 911 إلى قوة حفظ النظام وكانت مشاركة في مهمة لمكتب التحقيقات الفدرالي تهدف إلى ملاحقة تجار المخدرات خلال زيارتي هذه. ويقول غرودن، "لم يكن ذلك ضمن الخطة لكن من الواضح أننا أحدثنا انطباعاً جيداً لدى رجال الشرطة الذين كنا نعمل معهم".

وبدأت سكاي رايس ارسال فنيين طبيين جواً الى الحالات الطارئة في الأسبوع التالي. وتهدف مدينة تراسي إلى أن تصبح سكاي رايس في شهر يناير المقبل جزءاً من الاستجابة الى أي نوع من المكالمات الموجهة الى 911.

تقنية سكاي رايس

وفيما تمضي عملية جمع المعلومات نحو الهدف النهائي من الاستقلال الذاتي تقوم سكاي رايس بنشر تقنية متقدمة في عملياتها الحالية. وهي تسير طائرات روبنسون آر 44 (وخصوصاً رافن 11) وهي نسخة شعبية متدنية التكلفة بشكل نسبي وذات 4 مقاعد يطلق غرودن عليها اسم "تويوتا كامري المروحيات" بسبب انتشارها وسجلها العالي في السلامة.

ولكن طائرات آر 44 مزودة بالبعض من التقنيات الغريبة مثل أجهزة الرادار المرحلية الترتيب. ويوفر نظام الهوائي المتعدد الغالي الثمن تصويراً شاملاً يمكن أن يترجم إلى دليل بترميز ملون يشير إلى المسارات الآمنة لرحلات الطائرات.

وتحدثت إلى البعض من الخبراء الذين أقروا بالتركيبة غير العادية. ويقول مهندس الطيران مايك هيرشبرغ وهو مدير تنفيذي لدى جمعية فيرتيكال فلايت

(التي كانت في السابق جمعية المروحيات الأميركية)، ويضيف " لم أسمع قط عن نظام رادار لتفادي التضاريس في مروحية متدنية التكلفة مثل آر 44 ". ومن النادر رؤية مثل هذه التقنية خارج نطاق الجيش.

ولدى مروحية الشركة مجموعة من آلات التصوير التي يجمع الفيديو فيها صورة لعرض منظر من 360 درجة حول الطائرة على شاشة القمرة 4 كي – يو إتش دي ما يجعل من السهل بالنسبة إلى قائد الطائرة القيام بمناورة.

ويقول غرودن، "إذا كان في وسعنا خفض الحمل عن قائد الطائرة، فإن ذلك سوف يقلص الشعور بالتعب لديه، وهذا مجرد رأس جبل الجليد بالنسبة إلى الخطة التي لدينا".

وعلى أي حال، فقد انتشر على نطاق واسع البعض من التقنيات الأرخص وذات الفعالية الآمنة، بحسب بول شاف وهو طيار محنك في الثانية والثلاثين من العمر ولا يرتبط بعلاقة مع سكاي رايس، كما كان طياراً رئيسياً للمروحيات لدى إدارة شرطة فيرفاكس في فيرجينيا ويعمل حالياً لدى ستات ميد إيفاك في نقل المرضى إلى مستشفى الأطفال بواشنطن العاصمة.

ويقول إن أحد الأمثلة عن تقنية السلامة المحتملة الشائعة يتمثل في أنظمة معرفة المروحية بالتضاريس والانذار. وأجهزة جي بي اس هذه التي تصنعها شركات مثل غارمن تحمل قاعدة بيانات عن التضاريس والعوائق مثل خطوط الكهرباء " وهي تتنبأ بالمكان الذي ستكون المروحية فيه بعد 15 ثانية أو 30 ثانية وتقوم بتحذير الطيار".

وهو أيضاً غير متأكد من مزاعم سكاي رايس بأن ادارة لوجيستية بارعة تسمح لها بالتحليق بسرعة تتجاوز قدرة الخدمات البلدية. ويقول غرودن إن في وسع سكاي رايس وضع فريق في الجو خلال دقيقتين" واذا كنت تعمل في البلدية ولديك مروحية في وضعية استعداد والطاقم مستعد مع كل شيء فليس من غير المعتاد أن يتم حملك جواً خلال دقيقة ونصف الدقيقة".

لكن شاف الذي عمل لدى الحكومة والقطاع الخاص يتوقع رؤية متعاقدين يخدمون في عدة بلديات، ويقول "الحكومة لا تقوم بصورة عامة بالعمل بفعالية حقيقية وقد تهتم مجموعة تحاول إبقاء المراوح عاملة بالقيام بعمل رائع حقاً".

البدء بتقنية اليوم

لدى وقوفي على بعد نحو 100 قدم من طائرة آر 44 عند إقلاعها، أدهشني أنها ليست أكثر ضجة، وبعد ارتفاعها الى بضعة آلاف من الأقدام كدت ألا أسمع صوتها. وأنا لا أريد أن أسمع أصوات إقلاع وهبوط تلك المروحيات حول سان فرنسيسكو ولن يريد ذلك أيضاً أي شخص آخر بمن فيهم المنظمون.

والضجة هي أحد الأسباب التي تدفع أبر وشركاءها مثل بوينغ وامبراير إلى العمل لإنتاج طائرات كهربائية. وهي تستخدم مراوح متعددة وأصغر حجماً وتمضي معظم وقت الرحلة في وضعية طائرة وتستخدم طريقة طراز المروحية الشديدة الضجة للاقلاع والهبوط فقط. وتبدو آر 44 بدائية مقارنة مع الفكرة الجميلة لهذه الطائرات الكهربائية.

لكن كامري المروحيات تحلق الآن وتوفر الكثير من الفرص لجمع معلومات لصنع تقنيات مساعدة ورحلات ذاتية القيادة. ويقول غرودن "إن هيكل الطائرة الحالي الذي يستطيع الطيران بأمان مع ركاب يسمح لنا بالقيام بالكثير من العمل وبصورة أسرع كثيراً. ولا تعمل أي واحدة من هذه الطائرات الكهربائية خارج الرحلات التجريبية ولهذا السبب نحن نركز على المروحيات الآن ولكن التقنية ليست مقتصرة على المروحيات".

● سين كابتن

back to top