الكويت موقع استراتيجي لعبور آلاف الطيور المهاجرة

عبدالمحسن السريع: عودة الحياة الفطرية إلى سابق عهدها ليست مستحيلة

نشر في 25-08-2018
آخر تحديث 25-08-2018 | 00:00
يشكِّل الناشطون والمهتمون بالمجال البيئي في الكويت ركيزة مهمة للحدّ من التلوث والعبث الذي تتعرض له البيئة بسبب النشاط الصناعي للإنسان. ويركز عملهم على محاولة التأثير في العملية السياسية والتعليمية من أجل حماية الموارد الطبيعية في البلاد، ذلك من خلال مشاركتهم التوعوية وحضورهم في وسائل التواصل الاجتماعي لنشر ثقافة حماية الحياة الفطرية وما تحتوي عليه من تنوع نباتي وحيواني.
أحد أبرز هؤلاء المهندس عبد المحسن السريع، الرئيس السابق لفريق «رصد وحماية الطيور» في «الجمعية الكويتية لحماية البيئة»، وله ايضاً مساهمات ومشاركات عدة محلية وخارجية في الاهتمام بمكافحة التصحر وحماية الطيور البرية.
تخصَّص المهندس عبد المحسن عبد الله السريع في هندسة الاتصالات، وانتسب إلى الجمعية الكويتية لحماية البيئة، وكان رئيساً سابقاً لفريق رصد وحماية الطيور في الجمعية، وهو عضو سابق في اللجنة الوطنية لمكافحة التصحر بالهيئة العامة للبيئة، وممثل الجمعية بالمجلس العالمي لحماية الطيور البرية BirdLife International.

كذلك للسريع مساهمات تتعلّق بالبيئة الكويتية: إصدار الدليل الحقلي لطيور دولة الكويت، وإعداد إستراتيجية الصيد المستدام في الكويت، والمشاركة في إنشاء محمية شرق الصليبخات الطبيعية، إضافة إلى المشاركة في المؤتمرات الدولية الخاصة في «البيرد لايف»، وأسهم أيضاً في إعداد دورات تدريبية لأعضاء فريق رصد وحماية الطيور بالجمعية، وإعداد تقارير سنوية عن وضع الطيور في الكويت، وتبني إنشاء جهاز الشرطة البيئية بالقانون 42/ 2014، والمساهمة بصياغة اللائحة التنفيذية الخاصة بتنظيم صيد الطيور بالكويت.

الطيور المهاجرة

يتحدث السريع عن الطيور المهاجرة في الكويت، ويقول: «الكويت ذات موقع إستراتيجي مهم لعبور آلاف الطيور المهاجرة في الفترتين الشتوية والربيعية، إذ تتميز بموقعها الجغرافي على رأس الخليج العربي وساحل بحري يمتدّ على مسافة أكثر من 200 كم طولي».

ويستطرد في الحديث عن هجرة الطيور، ويوضح ضمن هذا السياق: «في الفترة الأولى من الخريف، وهي الهجرة من شمال الكرة الأرضية، تأتي الطيور المهاجرة إلى الكويت من دول مثل كازاخستان وسيبيريا وشمال إيران وشرق تركيا وأوروبا الشرقية، محاذية للساحل البحري بهجرتها عبوراً إلى العمق البري حتى تصل إلى مشتاها في أفريقيا».

يتابع: «أما الفترة الثانية فتحدث في الربيع وتمثّل الهجرة العكسية من جنوب الكرة الأرضية عبوراً في الكويت حتى الوصول إلى مناطقها الأصلية في شمال الكرة الأرضية. اعتمدت في الكويت محميات طبيعية عدة، وقد زرتها ووثقت التنوع الطبيعي المنتشر بها».

محميات طبيعية

حول المحميات الطبيعية في الكويت ومساحاتها، يشير السريع إلى وجود أكثر من 13 محمية طبيعية، أبرزها على النحو الآتي:

محمية صباح الأحمد

محمية طبيعية بمساحة تقدر بـ312 كم٢، وهي ثاني أكبر المحميات الطبيعية في الكويت وتقع شمال شرقي مدينة الكويت، وتتميز بوجود وادي أم الرمم ومساحته 2 كم2.

كذلك تتميز بمنطقة طلحة، التي تحتوي على أقدم وأكبر شجرة برية في الكويت يقدر عمرها بأكثر من 80 عاماً هي شجرة طلحة، وتتميز أيضاً بتنوعها الحيوي الجميل، إذ تنمر فيها أكثر أشجار الرمث المعمر على مستوى الكويت وغيرها من أشجار معمرة وتعتبر بنك البذور.

تشكِّل هذه المحمية أيضاً ملاذاً آمناً لعدد من الحيوانات البرية مثل الثعلب الأحمر، والضرنبول أو الغرير العسلي، والقط الرملي تفه. وفيها تنوع كبير من الزواحف والحشرات والنباتات البرية، ويفرخ فيها أيضاً بعض الطيور البرية.

محمية الجهراء

يوضح السريع أن محمية الجهراء الطبيعية مساحتها 22 كم2، تقع شرق مدينة الجهراء على ساحل الجون، وهي أقدم محمية طبيعية، عبارة عن برك من المياه المعالجة تحيط بها أعواد القصب وتمتد إلى ساحل الجون. أما محمية اللياح الطبيعية ومساحتها 179 كم2 فتقع شمال غرب مدينة الكويت وأنشئت على الدراكيل التي أزيلت من اللجنة الأمنية التابعة لمجلس الوزراء.

محمية مبارك الكبير

ويتابع السريع الحديث عن المحميات ويقول: «تبلغ مساحة محمية الأبحاث بكبد 40 كم2، وتقع غرب مدينة الكويت وتحتوي على العرفج، الشجرة الوطنية لدولة الكويت. أما محمية مبارك الكبير فتقع في النصف الشمالي لجزيرة بوبيان، وهي أكبر المحميات الطبيعية بمساحة 400 كم2 وتتميز بالتنوع الحيوي الفريد، إذ يفرخ فيها سنوياً تسعة أنواع من الطيور البحرية والشاطئية أهمها طائر «الحنكور»، ويصل عدد أعشاشها إلى 3000 آلاف عش وهو أكبر تفريخ على مستوى منطقة الشرق الأوسط».

يضيف: «المحمية أيضاً موطن للسمك النطاطي بوشلمبو والسراطين البحرية، والمنطقة المنزوعة، وتُعتبر محمية طبيعية من الهيئة العامة للبيئة بمساحة أكثر من 200 كم طولي»

ويشير المهندس عبد المحسن السريع أيضاً إلى محمية ضلع القرين بمساحة 6 كم2 تقريباً، جنوب مدينة الأحمدي، موضحاً أن ثمة محميات طبيعية اعتمدها مجلس الوزراء وجارٍ العمل على إحداثياتها وتسويرها، وسُجِّل أكثر من 410 أنواع من الطيور المهاجرة من بينها أكثر من 30 نوعاً نادر المشاهدة وسُجِّل أكثر من 90 نوعاً من الطيور التي فرخت في الكويت.

استغلال صديق للبيئة

يختتم عبد المحسن السريع حديثه موجهاً نصيحة إلى المجتمع الكويتي والمهتمين بالبيئة، ويقول ضمن هذا الإطار: «أرغب في أن أبين بأن عودة الحياة الفطرية إلى سابق عهدها في الصحراء الكويتية ليست بالأمر المستحيل أو الصعب ما دام ثمة فهم للمنظومة الصحراوية والعمل على اتباع أفضل الطرائق الحديثة لاستغلالها استغلالاً مستداماً صديقاً للبيئة».

back to top