كان للاتحاد السوفياتي «برافدا» وللولايات المتحدة اليوم «فيسبوك»

ولكن لمَ قد يرغب "فيسبوك" أو أي إنسان آخر في التدخل وتنصيب نفسه شرطي الحقيقة أو ضابطها؟ فقد امتلك الاتحاد السوفياتي "برفدا" في الماضي، وتحظى الولايات المتحدة بـ"فيسبوك" اليوم.لكن المضحك أن "فيسبوك" يضطلع بمهمة تتخطى عمليات جمع الأخبار ونشرها، ففيما يسعى "فيسبوك" لإسكات "خطاب الكراهية" وتبديد "الأخبار الكاذبة" على شبكة الإنترنت، تعمل وسائل الإعلام الحقيقية بحماسة كبيرة على الترويج لأي تركيبة قد تعثر عليها من النازيين الجدد، أو أنصار سيادة البيض، أو العنصريين، حتى إن المنظمات "الإعلامية" هذه ما عادت تملك أبواقاً لتعطيها إلى هؤلاء المجانين.تأتي تغطية شاملة ومتواصلة لتجمع عنصري ما في واشنطن بعد سنة فقط على قيام وسائل الإعلام بالمثل في شارلوتسفيل، حيث غالت في تسليط الضوء وشدت الكثير من الأعصاب، مما أدى إلى مقتل امرأة بريئة، فضلاً عن شرطيين كانا يحاولان حفظ الأمن.في المجتمع العاقل المتحضر يدرك الجميع ضرورة تجاهل الأشخاص الأشرار الفظين الذين ينشرون الكراهية، لا ترفيعهم وتسليط الضوء عليهم وتحليلهم. أتعرفون ما الأمر الوحيد الأكثر مللاً من الإصغاء إلى رجل مجنون غاضب ينفث سخافات عنصرية؟ الاستماع إلى شخصين مدللين من جيل رقائق الثلج يعملان في راديو الشعب الوطني وهما يحللان كلام رجل مجنون غاضب ينفث سخافات عنصرية.تشعر فعلاً أنك تزداد غباء وهما يتكلمان، ولا شك أنك لن تتمكن من استعادة خلايا الدماغ تلك التي تبددها، وفي هذه الأثناء تدلي كمالا هاريس، ممثلة لولاية كاليفورنيا الديمقراطية في مجلس الشيوخ ترجو الوصول إلى البيت الأبيض في عام 2020، بخطاب يؤيد انتشار استخدام "سياسات الهوية" التي يأمل الديمقراطيون استعمالها لاستعادة مجلسَي النواب والشيوخ."سياسات الهوية" مناورة لتقسيم الناس إلى مجموعات وفق "هويتهم"، مثل السود، والبيض، واللاتين، والآسيويين، والنساء، والمسلمين، وغيرهم، وبعد وضع كل مجموعة منهم في عربة القطار المخصصة لها، يُغذى الناخبون في كل عربة بالرسائل السياسية المصممة لعرقهم، أو دينهم، أو جنسهم بالتحديد.في الماضي كنا نستخدم مصطلحاً مختلفاً لهذه السياسات، وكنا ندعوها "عنصرية"، وكان الناس الأخيار في المجتمع المتحضر بأكلمه يرفضونها، ولا شك أن وسائل الإعلام اليوم أكثر انهماكاً في تغطية آخر تجمعات المجموعات العنصرية المتطرفة غير المناسبة لتخصص الانتباه الكافي لدفاع سيناتور أميركي حالي عن مناورات سياسية عنصرية في سباقه إلى البيت الأبيض.لربما تعمد شركة "فيسبوك" إلى إقفال موقعها الإلكتروني، إلا أنني لا أراهن على ذلك.* شارلز هورت*«واشنطن تايمز»