لماذا يتراجع الذهب حالياً رغم تقلبات الأسهم والمخاوف التجارية والجيوسياسية؟

نشر في 03-08-2018
آخر تحديث 03-08-2018 | 00:00
No Image Caption
جرت العادة أن يكون الذهب هو الملاذ الآمن الذي يقصده المستثمرون خلال الأوقات العصيبة، لكن في خضم الحرب التجارية المشتعلة الآن، سلك المعدن النفيس مسار تصحيح بانخفاضه أكثر من 10 في المئة من أعلى مستوياته لهذا العام.

ويرجع سبب هذا الانخفاض ببساطة إلى قوة الدولار، بحسب تقرير لـ"سي إن إن موني" قال إن التوقعات برفع الاحتياطي الفدرالي للفائدة هذا العام عززت قيمة العملة الأميركية، وهو ما يجعل الذهب بطبيعة الحال أكثر تكلفة للمستثمرين العالميين.

من جانبه، قال لقمان أوتونجا، محلل الأبحاث لدى شركة السمسرة "إف إكس تي إم" في تقرير للعملاء، "من الواضح أن المعدن الأصفر اللامع يكافح لتسجيل أي انتعاش له معنى خلال الأسابيع الأخيرة، رغم أن التوترات التجارية العالمية تخلق حالة من عدم اليقين".

وقال كبير محللي الأسواق لدى "ثينك ماركتس يو كيه" للأبحاث نعيم أسلم إنه في حال استمر الاحتياطي الفدرالي في إبداء الثقة بالاقتصاد الأميركي فإن الأسواق ستعتبر ذلك علامة على احتمال رفع الفائدة مرات أخرى هذا العام.

كل هذه الأخبار تعد سيئة جدا بالنسبة للذهب، ومن الممكن أن يتأذى المستثمرون العاديون، الذين راهن العديد منهم على المعدن النفيس عبر الصناديق المتداولة في البورصة ذات الشعبية العالية.

وانخفض "ذا آي-شيرز جولد تراست" و"إس بي دي آر جولد شيرز" اللذان يعكسان سعر الذهب، بأكثر من 6 في المئة لكل منهما هذا العام إلى أدنى مستوياتهما في 52 أسبوعا، كما تراجع سهم "ذا فان-إيك فيكتورز جولد ماينرز"، الذي تملك شركات تعدين كبيرة بنسبة 10 في المئة هذا العام.

ولا يرى جون كوسار، كبير المحللين الاستراتيجيين لدى "أسبوري ريسيرش" للأبحاث، نهاية قريبة لتراجع أسعار الذهب، ويعتقد أنه سيواصل الانخفاض حتى نهاية العام الجاري، مضيفا في مذكرة له أن على المستثمرين مقاومة رغبتهم في شراء المعدن نتيجة الصراعات الجيوسياسية التي ما زالت على نفس القدر الذي كانت عليه منذ فترة طويلة.

وحذر كوسار من أن الانخفاض في صناديق الذهب المتداولة في البورصة على مدى الأسابيع القليلة الماضية يعتبر انعكاسا لتزايد حذر المستثمرين وعدم اقتناعهم بأن السعر سينتعش في أي وقت قريب.

وعادة ما يعتبر الذهب تجارة "خوف" كلاسيكية، وملاذا يهرع إليه المستثمرون عندما يضطرون، لكن رغم تقلبات السوق وخاصة مع الانخفاض الذي طال أسهم شركات التكنولوجيا، لا يزال المستثمرون يبدون ثقة كبيرة بالسوق.

ويظهر مؤشر "الخوف والطمع"، الخاص بـ"سي إن إن موني"، والذي ينظر في 7 مقاييس لمعنويات السوق، أن المستثمرين يتصفون بالطمع في الوقت الحالي، وهي علامة لا تبشر بالخير بالنسبة للذهب.

back to top