إيران: لا حرب... ولا حوار مع واشنطن

«الحرس الثوري» والأصوليون يخشون أن يمهد إطلاق كروبي وموسوي لانقلاب

نشر في 31-07-2018
آخر تحديث 31-07-2018 | 00:05
إيرانيون يشيعون رفات مقاتل مجهول بالحرب مع العراق سلمته بغداد أخيراً من مسجد في طهران أمس (ميزان)
إيرانيون يشيعون رفات مقاتل مجهول بالحرب مع العراق سلمته بغداد أخيراً من مسجد في طهران أمس (ميزان)
استبعدت طهران الدخول في مفاوضات مع إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب، وقللت من احتمال نشوب حرب مع الولايات المتحدة، في حين أعرب «الحرس الثوري» عن رفضه لتوجه السلطات نحو إطلاق سراح زعيمي «الانتفاضة الخضراء».
أوصدت الخارجية الإيرانية الباب بوجه دعوات الدخول في حوار مع الولايات المتحدة، بعد توقعات بعض المحللين بأن يفتح تصاعد حدة التهديدات بين واشنطن وطهران الباب لسيناريو مشابه لما حدث بين إدارة الرئيس دونالد ترامب وزعيم كوريا الشمالية كيم يونغ أون.

ونقلت وكالة "فارس" الإيرانية عن المتحدث باسم الوزارة بهرام قاسمي قوله، أمس، رداً على سؤال حول زيارة وزير الخارجية العماني يوسف بن علوي إلى واشنطن، وما تردد عن تضمنها وساطة بين إيران والولايات المتحدة: "لا علم لدي بمضمون المحادثات وأهداف الزيارة... وعلى العموم علاقاتنا مع سلطنة عمان مستمرة وجيدة، ونحن على اتصال دائم بعضنا مع بعض".

وأضاف قاسمي: "لا توجد طريقة للحوار والتفاعل مع أميركا الحالية وسياساتها، وقد أظهرت الإدارة الأميركية أنها غير جديرة بالثقة". وأضاف: "البعض في واشنطن قد يكون له بعض الآمال، لكن لا تتوافر حالياً الظروف للتفاوض، نظراً للأوضاع الحالية، مثل انسحاب ترامب من الاتفاق النووي، والأعمال العدائية، والسعي لممارسة الضغط الاقتصادي على الشعب الإيراني وفرض العقوبات".

وفي الوقت نفسه، أعرب قاسمي عن اعتقاده بأن الحرب لن تندلع بين إيران والولايات المتحدة، قائلا: "لا أعتقد أن الحرب ستندلع، ولا أعتقد أن أميركا أصبحت فارغة من العقلاء إلى حد تندفع فيه لاتخاذ خطوة كهذه ضد إيران، التي تتمتع بقوة إقليمية وبشجاعة وبسالة شعبها".

وتابع: "لذلك لا أرجح حدوث مثل هذا الأمر، لكن سياسات ترامب العدائية ستستمر، وفي المقابل إيران على أهبة الاستعداد لمواجهة الأمر، وسوف تبذل مساعيها لإفشال المؤامرات وإحباط السياسات العدائية". وأردف: "أعتقد أن الشعب الإيراني سينتصر وسيتراجع ترامب يوماً، ويقدم على طرح مطالبه من إيران بشكل آخر".

وحول الدعوات الأميركية لتغيير النظام في الجمهورية الإسلامية، اعتبر المتحدث أن هذا الكلام "عبثي ساذج ولن يتحقق".

وفيما يتعلق بحزمة المقترحات المقدمة من مجموعة "1+4" إلى إيران لإقناعها بالبقاء ضمن الاتفاق الدولي بشأن برنامجها النووي، قال قاسمي: "هناك اتصالات دائمة بيننا وبين الأوروبيين وتفاؤلات قائمة، وعلى العموم هنالك مؤشرات إيجابية، وتم اتخاذ خطوات إلى الأمام. وستجري متابعة التفاصيل المتبقية في المحادثات بين وفود الخبراء".

وكان ترامب أعلن، الثلاثاء الماضي، أنه مستعد لإبرام "اتفاق حقيقي" مع طهران، لا يطابق الاتفاق النووي الذي انسحبت منه إدارته في مايو الماضي، وذلك بعد يومين من تهديداته لإيران بعواقب "قل نظيرها" عبر التاريخ.

معارضة ووعيد

إلى ذلك، أكد مصدر مطلع في "الحرس الثوري" أن التيار الأصولي بدأ مشاورات مكثفة، للضغط على المرشد الأعلى علي خامنئي لإقناعه بعدم قبول قرار الإفراج المشروط، عن زعيمي "انتفاضة الحركة الخضراء" مهدي كروبي وميرحسين موسوي، الصادر من المجلس الأعلى للأمن القومي.

وأشار المصدر إلى أن القرار تم اتخاذه في جلسة خاصة رتبها الرئيس حسن روحاني، دون حضور عدد من معارضي الإفراج من الأصوليين، لتشجيع "المعارضة المقبولة" من النظام.

وبين أن قادة التيار الأصولي يستعدون لعرض تقرير استخباري لـ"الحرس الثوري" يتضمن اتهام بعض اتباع حكومة روحاني بإجراء اتصالات مع الأميركيين لترتيب مخطط انقلاب بمشاركة سياسيين وعسكريين للاستيلاء على الحكم وتشكيل سلطة عسكرية مؤقتة تمهد لإجراء انتخابات يتبعها قيام الدول الأوروبية والولايات المتحدة بالاعتراف بها، تمهيدا للدخول في مفاوضات مباشرة وسريعة مع واشنطن لإنهاء الخلافات.

وجاء في التقرير أن أجهزة "الحرس الثوري" رصدت اتصالات قامت بها المجموعة المؤيدة لحكومة روحاني مع عدد كبير من السياسيين والعسكريين الإيرانيين، لإقناعهم بأن "أفضل طريقة لحل الأزمة التي تواجهها البلاد حالياً وتفادي امكانية اندلاع حرب مع واشنطن قد تؤدي إلى قتل الملايين وتقسيم البلاد" هي تدبير انقلاب يتم خلاله اعتقال ما بين 500 إلى ألف من الشخصيات السياسية الموالية للنظام والمرشد.

وحذر التقرير من أن مدبري الانقلاب المزعوم يرون في إطلاق زعيمي الحركة الخضراء خطوة ضرورية للاستفادة من شعبيتهما في تأليب الجماهير على النظام.

وأكد أن أنصار روحاني الذين قاموا باتصالات مع الأميركيين خلال الأشهر القليلة الماضية، توصلوا إلى اتفاق معهم لإعطائهم مهلة 3 أشهر تقوم خلالها حكومة الرئيس بدفع اقتصاد البلاد إلى حافة الانهيار، وتحضر الأرضية لقبول الانقلاب حتى بين مؤيدي المرشد، وتقوم الولايات المتحدة بدعم التحرك إعلامياً.

وبمجرد الحصول على التقرير أوعز قادة التيار الأصولي إلى نوابهم في مجلس الشورى ببدء مشروع استجواب روحاني، بسبب ضعف الحكومة في عملها الاقتصادي، وطلبوا من المرشد رفض الافراج عن كروبي وموسوي. ونشر خبر مفاده أن أحد نواب المجلس سأل لاريجاني عن صحة قرار الإفراج، حيث نفى الأخير علمه باتخاذ مثل هذا القرار من جانب المجلس الأعلى للامن القومي، كي يفتح المجال أمام المرشد لرفضه من دون حرج.

من جانب آخر، استعرض قائد فيلق "بيت المقدس" التابع لـ"الحرس الثوري" في محافظة كردستان العميد محمد حسين رجبي، تفاصيل الاعتداء الذي استهدف مركز "دري" العسکري في مدينة مريوان، مؤكداً أن "الحرس سيثأر بكل قوة وحزم لدماء شهداء الحادث"، الذي أسفر عن مقتل 10 من قوات الأمن الإيرانية قرب الحدود العراقية.

تعاون عماني

من جهة أخرى، توصل "الحرس الثوري" والقوات المسلحة العمانية إلي اتفاق لتعزيز التعاون الثنائي بين الجانبين.

وأعلن عن الاتفاق، صباح أمس، خلال لقاء وفد طبي يترأسه مساعد رئيس الخدمات الطبية للقوات المسلحة العمانية العقيد علي بن سالم الحارثي، مع مساعد شؤون الصحة في "الحرس الثوري" العميد أحمد عبداللهي.

اتفاق للتعاون العسكري بين طهران ومسقط
back to top