«رقصة كيكي» تُعيد الأضواء إلى «فرقة رضا» المصرية

• قدَّمت الفكرة الاستعراضية ذاتها قبل نصف قرن في فيلم «غرام في الكرنك»

نشر في 30-07-2018
آخر تحديث 30-07-2018 | 00:01
عادت «فرقة رضا للفنون الشعبية» التي أسست قبل نحو 60 عاماً إلى الواجهة الثقافية والفنية في مصر خلال الأيام الأخيرة، لا لأنها نالت أخيراً درع مهرجان جرش الأردني فقط، بل أيضاً لأن «رقصة كيكي» التي تجتاح العالم حالياً على إيقاع أغنية لمغني الراب الكندي دريك كان أول من قدّمها أعضاء الفرقة المصرية في فيلم «غرام في الكرنك» عام 1967.
حازت «فرقة رضا للفنون الشعبية» نصيب الأسد من تدوينات المصريين على مواقع التواصل الاجتماعي خلال الأيام القليلة الماضية، خصوصاً بعد حالة الجدل الواسع التي صاحبت «تحدي كيكي»، وهي الرقصة التي انتشرت عالمياً كالنار في الهشيم، ونفذها مشاهير كُثر، وفيها يظهر الشخص راقصاً إلى جانب سيارة تتحرك ببطء بينما بابها مفتوح، وذلك على إيقاع أغنية In my feelings لمطرب الراب الكندي المعروف «أوبري دريك».

ويرجع السبب وراء الربط بين هذا التحدي الراقص و«فرقة رضا»، إلى أن الأخيرة نفذت الفكرة ذاتها قبل نحو نصف قرن، من خلال استعراض راقص إزاء كورنيش مدينة الأقصر (أقصى جنوب مصر) على إيقاع أغنية للمطرب الشعبي الراحل محمد العزبي، وهي أغنية «الأقصر بلادنا» في فيلم «غرام في الكرنك» الذي عرض للمرة الأولى في دور السينما يوم 30 أكتوبر 1967.

وتحت «هاشتاغات» عدة أبرزها «كيكي اختراع مصري» اعتبر المدونون على «فيسبوك» ومغردون على «تويتر» وآخرون على «إنستغرام»، أن الاستعراض الغنائي الراقص الذي صممه وشارك في تقديمه مؤسس الفرقة الفنان محمود رضا، كان أكثر تنظيماً وتناغماً بين أفراد الفرقة الذين كانوا يهبطون برشاقة من عربات الحنطور ليرقصوا إلى جوارها وهي تسير ثم يصعودن إليها مجدداً مكررين هذه الحركة الإيقاعية مرات عدة خلال الأغنية، لتمرّ السنوات ويقلدهم الغرب، ويصبح «تحدي كيكي» حديث الشباب وهوسهم.

وهكذا نجحت «كيكي» في إعادة الزهو إلى «فرقة رضا» التي كانت فقدت جزءاً من معجبيها خلال السنوات الأخيرة، لصالح موجات من الثقافة الاستهلاكية في فنون الرقص، مع بزوغ ظاهرة «المهرجانات الشعبية» مع ما تتضمنه من أغانٍ يصفها غالبية النقاد في مصر بأنها «هابطة» ويتراقص على إيقاعها الشباب بطريقة هيستيرية، وذلك بالمقارنة بحقب السبعينات والثمانينات والتسعينات التي شهدت مجد الفرقة التي تأسست في أواخر الخمسينات.

درع جرش

هالة الضوء التي أحاطت الفرقة المصرية بفضل «هوس الكيكي»، وصلت إلى ذروة البريق مع إعلان الدورة الثالثة والثلاثين لمهرجان جرش الأردني إهداء الدرع التذكارية لفرقة رضا للفنون الشعبية والاستعراضية، وقدّمه لها مدير عام المهرجان محمد أبو سماقة وتسلمته مديرة الفرقة الفنانة ماجدة إبراهيم.

ويأتي هذا التكريم بعدما أبهرت الفرقة أكثر من خمسة آلاف متفرج على المسرح الجنوبي، وأبدعت في تقديم تابلوهاتها الاستعراضية الشهيرة التي تميزت بالتناغم الحركي وحملت الطابع التراثي المصري، ومن بينها استعراض «الأقصر بلدنا، وغزل في الريف، والشرقي، والحجالة، والعتبة جزاز، والإسكندراني، والعصايا».

يُشار إلى أن «فرقة رضا» تتبع البيت الفني للفنون الشعبية والاستعراضية في مصر برئاسة عادل عبده، وشهدت تطوراً بمشاركة أجيال جديدة من العازفين والعارضين، وتعد إحدى أعرق الفرق الاستعراضية في الشرق الأوسط، أسسها الفنان محمود رضا بالمشاركة مع الراقص الأول والمصمم والمؤلف الموسيقي علي رضا والراقصة الأولى فريدة فهمي، بمساندة أستاذ الهندسة الدكتور حسن فهمي. قدّمت أول عروضها في أغسطس 1959، وفي العام 1961 أصبحت الفرقة تابعة للدولة، وأدارها الشقيقان محمود وعلي رضا، كذلك شكًّل الموسيقار علي إسماعيل أول أوركسترا خاصة بالفنون الشعبية لمصاحبة الفرقة بقيادته، ولحّن أشهر استعراضاتها.

وفي وقت لاحق تأسس مركزٌ لتخريج دفعات من الأعضاء لدعم الفرقة، وهي «مدرسة فرقة رضا للمواهب الجديدة»، وفي الثمانينات من القرن الماضي قدّمت الفرقة لوناً جديداً من ألوان الرقص، هو الموشحات الراقصة، التي لاقت نجاحاً كبيراً ومنها: «عجباً لغزال قتال عجباً»، وموشح «لحظ رنا» من كلمات فؤاد عبد المجيد وألحانه.

ونالت الفرقة جوائر عربية وعالمية عدة، أبرزها المركز الأول في جائزة مهرجان يوغوسلافيا (كوبير) عام 1960، ووسام الكوكب الأردني عام 1967 من الملك حسين، وفي العام 1968 فازت في ثلاث مسابقات متفرقة، الأولى والثانية عن رقصة «النوبة» (الميدالية الذهبية)، والثالثة عن رقصة «يا مراكبي» (الميدالية الذهبية)، كذلك حصدت الجائزة الأولى والميدالية الذهبية في مهرجان جوهانسبرغ عام 1995.

مهرجان جرش منح الفرقة الدرع التذكارية في حضور 5 آلاف متفرج
back to top