طهران ترفض دعوة ترامب لـ«التفاوض تحت التهديد»
«الحرس» يلوّح باستهداف نفط واشنطن... وأنقرة تأسف لإقحامها بـ«سجال العقوبات»
بعد سلسلة من التهديدات المتبادلة، وغداة إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترامب استعداده للتوصل إلى "صفقة حقيقية" مع إيران، قال المتحدث باسم الخارجية الإيرانية، بهرام قاسمي، اليوم، إن بلاده لا تقبل التفاوض مع الإدارة الأميركية من منطلق التهديد و"الغطرسة".وأضاف قاسمي، تعليقاً على استعداد الإدارة الأميركية للتفاوض مع الجانب الإيراني، إن على واشنطن أن تنسى إلى الأبد "وهم المفاوضات الأحادية الجانب، ومن منطلق الغطرسة وتحت التهديد مع الإيرانيين".وأعرب عن عدم الثقة بتصريحات المسؤولين الأميركيين، وقال إن "اليوم وكما كان بالأمس وقبله ليست هناك ثقة بتصريحات وأفعال القادة الأميركيين للحوار، وخاصة على الطريقة الأميركية".وجاء الرفض الإيراني بعد أن أكد ترامب، الذي دخل في حرب كلامية مع قادة طهران، استعداده، مساء أمس الأول، أمام عدد من المحاربين القدامى بمدينة كنساس لعقد "صفقة حقيقية" مع إيران وليس كالصفقة التي صنعتها إدارة سلفه باراك أوباما، ووصفها بأنها "كارثية"، في إشارة إلى الاتفاق النووي الذي انسحب منه قبل شهرين وأعقبه بإعادة فرض عقوبات اقتصادية على طهران تدخل حيز التنفيذ في الرابع من أغسطس المقبل.
في موازاة ذلك، لوّح قائد "الحرس الثوري"، اللواء محمد علي جعفري، باستهداف إمدادات النفط الأميركية، وقال إن تهديدات الولايات المتحدة بفرض حظر شامل على صادرات النفط الإيراني يمكن الرد عليها بسهولة.وقال جعفري: "إذا وصلت قدرات الحرس الثوري الحالية إلى مسامع رئيس أميركا المغامر، فلن يرتكب أبدا مثل هذا الخطأ، وسيدرك أن أي تهديد نفطي يمكن الرد عليه بسهولة". ولم يحدد جعفري كيف يمكن لإيران الرد على التهديدات التي تهدف لمنع والدول والشركات حول العالم من استيراد النفط الإيراني بحلول 4 فبراير المقبل.إلى ذلك، أعرب الرئيس التركي، رجب طيب إردوغان، عن أسفه حيال إقحام تركيا في المنافسات السياسية، داخل مجلسي الشيوخ والنواب الأميركيين، فيما يتعلق بعقوبات الولايات المتحدة على إيران.جاء ذلك رداً على سؤال حول موقف تركيا من العقوبات الأميركية على إيران، خلال مؤتمر، عقده أمس في أنقرة، قبيل توجّهه إلى جنوب إفريقيا، للمشاركة في قمة مجموعة "بريكس".وقال إردوغان إن تركيا لديها شركاء استراتيجيين في مناطق مختلفة من العالم كما هي الحال بالنسبة إلى الولايات المتحدة.وشدّد الرئيس التركي على أن قطع العلاقات مع هؤلاء الشركاء الاستراتيجيين والجيران، يتعارض مع مفهوم الاستقلال الذي تتبناه أنقرة.وأشار إلى أن بلاده أبلغت الوفد الأميركي الذي زار تركيا أخيرا لإجراء مباحثات حول العقوبات التي تستعد واشنطن لفرضها على طهران، وجهة نظر أنقرة.وأردف: "نحن نبدي حساسية تجاه انعكاسات ذلك على الاقتصاد التركي، لذا نبحث بأدق التفاصيل مخاوف البلدين".ولفت إلى أن "الرئيس ترامب أبدى موقفا جيدا تجاه القضايا حتى الآن، وأنا واثق بأن موقفه سيستمر في المرحلة المقبلة". وتمنى الرئيس التركي ألا تُتخذ خطوات خاطئة في هذا الإطار. في إشارة إلى تهديد واشنطن بفرض عقوبات على الدول والشركات التي ستواصل المعاملات التجارية مع طهران.