هل ترغب في التخلّي عن كل شيء؟

نشر في 24-07-2018
آخر تحديث 24-07-2018 | 00:00
No Image Caption
هل تشعر بالاستياء من جوانب حياتك كافة وتحتاج إلى الابتعاد عن نشاطاتك الاعتيادية؟ إنه رد فعل طبيعي وصحي حين تشتدّ الضغوط من حولك. لكن يجب أن تفهم حقيقة هذا الشعور وتستفيد منه بأفضل طريقة.
تتعدّد مظاهر الاستياء من الحياة والتوق إلى كسر الروتين والقيام بنشاطات جديدة، أبرزها:

• تراكم الأعباء: نعيش اليوم في عصر معقّد يخلو من مظاهر الراحة والسلاسة مع أن دماغنا يحبّ الأمان والبساطة. تفرض علينا حياتنا العائلية والعاطفية والمهنية والاجتماعية بذل جهود متواصلة وتُغرقنا بمعلومات تتطلّب تحليلاً دائماً. لذا من المبرر أن نتعب وننهار في أحد الأيام! حين نشعر بعجز تام أو نقتنع بأن كل ما نفعله لا قيمة له، يسهل أن نستسلم. تعكس هذه النزعة شعوراً بالإرهاق النفسي، لذا يحثنا لاوعينا على التوقف وإعادة النظر في مسار حياتنا. إنه وضع سليم لأن هذه الاستراحة ستسمح للجسم باسترجاع توازنه المفقود وستمنع نشوء اضطرابات نفسية.

• رغبة في العودة إلى الذات: يقول علماء النفس إن هذا الضيق يعبّر عن شعور بالنقص ويترافق مع غضب خارجي في بعض الحالات. ربما يتّسم الوضع بنشوء أزمة خلال المراهقة أو في مرحلة النضج. قد نسأم من الحياة التي تتأثر طوال الوقت بالمعايير التربوية والاجتماعية، ونرغب فجأةً بالعودة إلى ذواتنا والتصرف على سجيتنا. ستكون المعادلة بسيطة في عقلنا: من خلال رفض الظروف الخارجية، نتمكّن من التعبير أخيراً عن هويتنا الداخلية بكل حرية، وكأنّ التجدّد يتطلب القضاء على المظاهر القديمة كافة.

• شعور بالتشتت والضياع: يمكن اعتبار هذا الشعور أشبه بجرس إنذار كونه يعبّر عن حاجة ملحّة إلى تجديد التواصل مع الذات. إنها لحظة مفصلية في الحياة، إذ تبلغ فيها المعركة القائمة بين الاندفاع الذي يدعونا إلى التخلي عن كل شيء والأنا العليا التي تعكس صوت المنطق الداخلي ذروتها. يمكن تحويل هذه المرحلة إلى تجربة مثمرة لأن هذا الصراع النفسي ينتج نفسية حرّة ومسؤولة ويجدِّد والهدوء والتوازن الداخلي.

حلول فاعلة

• حافظ على واقعيتك: في المقام الأول يجب أن تبتعد عن الأوهام، لا سيما الدمج بين العالمين الخارجي والداخلي، أو إسقاط المشاكل الداخلية على الآخرين. لا يمكن أن تعالج الإحباط الذي تشعر به من دون أن تغوص في أعماقك. كذلك لا تتصرف كالأطفال وتظن أنك محور العالم، أو أنك تملك سلطة مطلقة. من الأفضل أن تحافظ على تواضعك وواقعيتك كي تتمكن من تحقيق مشاريعك على أرض الواقع.

• أحدِث تغيرات تدريجية: يقترح المعالجون بالتنويم المغناطيسي تغيير السلوكيات الشخصية لكن بوتيرة تدريجية. يمكنك أن تعيد خلط أوراقك وتعدّل مسار حياتك اليومية من خلال تغيير طريقة الأكل والاستهلاك والتعامل مع الناس بما يضمن تجديد معنى حياتك.

• خذ استراحة: هل تريد أن تتخلى عن كل شيء؟ ابدأ باسترجاع الاسترخاء الذي خسرتَه من خلال تحليل الوضع القائم بموضوعية. تساءل مثلاً عن الظروف التي تواجهها وعن الأشخاص الذين يرافقونك في تلك الظروف، ثم حدّد العوامل المؤثرة أو مسببات المشكلة وتأكد من وجود نقاط مشتركة بينها كي تفهم المظاهر التي لم تعد تتقبلها وتعمل على تغييرها. في الوقت نفسه لا تتردّد في تلقي المساعدة من معالِج نفسي محترف عند الحاجة.

منى (35 عاماً) ناشرة

«في منتصف عام 2016، سئمتُ من كل شيء في حياتي! قررتُ أن أقوم بأعمال خيرية وتقرّبتُ من جمعيّة تنظّم رحلات إنسانية... لكنهم رفضوا قبولي! أخبروني بأن الرغبة في مساعدة الآخرين مبادرة لطيفة لكنّ الحل الفعلي لمشكلتي لا يكمن في اللجوء إلى الآخرين. أمضيتُ شهرين في إفريقيا وهربتُ بذلك من مسائل كانت تزعجني، لكن سرعان ما عادت تلك المشاكل إلى الواجهة أثناء وجودي هناك. ثم عدتُ إلى حياتي العادية وبدأتُ آخذ دروس يوغا. في هذه المرحلة تحديداً، بدأتُ أتنفس»...

back to top