ترامب يتنصل من التدخل الروسي ويرفض تأجيل قمة هلسنكي

● موسكو: الاجتماع سيناقش وجود إيران في سورية
● بومبيو بمهمة صعبة لتحسين العلاقات مع المكسيك

نشر في 15-07-2018
آخر تحديث 15-07-2018 | 00:05
ترامب يلعب الغولف في تورنبوري تحت حراسة امنية مشددة وعدسات عشرات المصورين   (رويترز)
ترامب يلعب الغولف في تورنبوري تحت حراسة امنية مشددة وعدسات عشرات المصورين (رويترز)
ينهي الرئيس الأميركي دونالد ترامب، اليوم، زيارته للمملكة المتحدة بإقامة خاصة في مجمعه الفندقي الفاخر في تورنبوري في اسكتلندا، ليتوجه الى هلسنكي في فنلندا، حيث يلتقي نظيره الروسي فلاديمير بوتين غداً.
على وقع التظاهرات المشابهة لما حصل معه في بريطانيا، شهدت اسكتلندا، أمس، المحطة الاخيرة من زيارة ترامب للمملكة المتحدة، خروج الآلاف في تظاهرات احتجاجاً على زيارته.

وانطلقت تظاهرة قرب البرلمان الاسكتلندي في إدنبره، ورفع بالون «ترامب الرضيع» الذي حُظر رفعه في هوليرود وترنبري.

واحتشد المتظاهرون بساحة جورج في غلاسكو، عشية وصول ترامب إلى اسكتلندا.

وتم نشر القناصة قرب المواقع المطلة على ملعب الغولف، كما سير بعض الضباط دوريات في الملعب والمناطق المحيطة به، كما تشهد اسكتلندا بالكامل عملية أمنية كبيرة.

الا ان ترامب كتب على «تويتر»، صباح أمس، «وصلت الى اسكتلندا، وسأكون في تورنبوري (اسم المجمع الرياضي والفندقي) لاجراء اجتماعات واتصالات تستمر يومين، وآمل أن أمارس الغولف». وأضاف: «المناخ رائع، وهذا المكان رائع». وفي دليل على الاجواء السائدة، كان في استقبال ترامب مساء أول من أمس، في غلاسكو، ممثل للحكومة البريطانية وليس رئيسة الحكومة.

ويشوب العلاقة بين السلطة التنفيذية في اسكتلندا والرئيس الأميركي الذي تتحدر والدته من هذا البلد خلاف عمره عشر سنوات حول ملعب غولف آخر يملكه ترامب هو «انترناشونال غولف لينكس»، في شمال ابردين على الساحل الشرقي.

كما نأت ادنبره بنفسها من ترامب خلال الحملة الرئاسية الاميركية بعد تعهده اغلاق حدود بلاده أمام المسلمين.

وسحبت جامعة «روبرت غوردن» في ابردين شهادة الدكتوراه الفخرية التي منحتها لقطب الاعمال، وكذلك فعلت الحكومة الاقليمية التي كانت منحته لقب سفير أعمال.

وبعد اسكتلندا يتوجه ترامب، اليوم، الى هلسنكي، حيث يعقد الاثنين قمته الاولى مع نظيره الروسي بوتين.

وتساءل الرئيس الأميركي عن سبب عدم اتخاذ إدارة الرئيس السابق باراك أوباما إجراءات فيما يتعلق بمزاعم تدخل روسيا في انتخابات 2016.

وأعلنت هيئة محلفين اتحادية كبرى أمس الأول، إن 12 ضابطا روسيا في الاستخبارات المخابرات العسكرية الروسية راقبوا خلسة أجهزة كمبيوتر خاصة بالحملة الرئاسية للمرشحة الديمقراطية هيلاري كلينتون ولجان حملة الحزب الديمقراطي وسرقوا كميات ضخمة من البيانات.

وكتب ترامب على «تويتر»: «القصص التي سمعتموها عن الاثني عشر روسيا أمس (الجمعة) وقعت في عهد إدارة أوباما وليس إدارة ترامب». أضاف: «لماذا لم يتخذوا إجراء بشأنها، وخصوصا عندما أفادت تقارير بأن مكتب التحقيقات الاتحادي أبلغ الرئيس أوباما بها في سبتمبر، أي قبل الانتخابات»؟ وقال: «أين جهاز الخادم الخاص باللجنة الوطنية للحزب الديمقراطي ولماذا لم يصادره إف بي آي؟ أهي الدولة العميقة».

وبينما أكد البيت الأبيض أن الاتهامات لن تؤثر على جدول اعمال القمة، شدد ترامب أمس على انه سيقابل بوتين الاثنين، في رد غير مباشر على دعوات اطلقها سياسيون، بينهم السناتور الجمهوري جون ماكين، لتأجيل الاجتماع بعد اتهامات مولر.

تعكير الأجواء

وفي موسكو، اتهمت وزارة الخارجية الروسية دوائر أميركية بمحاولة تعكير الأجواء قبيل قمة هلسنكي.

واعتبرت الخارجية، في بيان، ان الاتهامات التي وجهها المحقق الاميركي الخاص ريتشارد مولر الى عدد من المواطنين الروس بالقرصنة الالكترونية ضد الحزب الديمقراطي الاميركي «مختلقة».

أوشاكوف

الى ذلك، أكد مساعد الرئيس الروسي يوري أوشاكوف: «اذا كان الرئيس ترامب يعتبر الرئيس بوتين منافسا فإننا نعتبره شريكا في المفاوضات».

وذكر ان القضية المركزية على جدول اعمال قمة هلسنكي، تتمثل في مناقشة العلاقات الثنائية وسبل تطويرها. وشدد على عدم وجود اسباب موضوعية تبرر تدهور العلاقات بين موسكو وواشنطن، مشيرا الى ان الحرب الباردة انتهت منذ زمن بعيد.

وأعرب أوشاكوف عن استعداد الجانب الروسي لمناقشة القضايا الاساسية للعلاقات الثنائية والمسائل الدولية خلال القمة، لافتا الى «ان المحادثات ستتناول العديد من المسائل، منها الوضع في سورية والوجود الايراني هناك والوضع في شبه الجزيرة الكورية وانسحاب واشنطن من الاتفاق النووي الايراني ومشكلة معاهدة الصواريخ المتوسطة والقريبة المدى وسبل تدعيم الاستقرار الاستراتيجي، اضافة الى مسائل ثنائية مثل مصادرة الاملاك الدبلوماسية الروسية في الاراضي الاميركية والادعاءات حول التدخل الروسي في الانتخابات الاميركية».

وقال ان «روسيا مستعدة للتعاون مع واشنطن في مجال تطبيع الوضع السياسي في سورية واطلاق العملية الدستورية هناك»، مؤكدا اهتمام بلاده باستئناف عمل اللجنة الروسية - الاميركية المعنية بشؤون مكافحة الارهاب والمخاطر في الفضاء الالكتروني.

على صعيد آخر، ورغم تزايد الخلافات على مواضيع عدة بين بلديهما، فإن وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو أجرى «حوارا وديا» مع الرئيس المكسيكي المنتخب أندريس مانويل لوبيز أوبرادور في مكسيكو.

وترأس بومبيو وفدا مهما يضم وزير الخزانة ستيف منوتشين ووزيرة الأمن الداخلي كرستين نيلسن وصهر دونالد ترامب ومستشاره جاريد كوشنر، لتهنئة الرئيس المنتخب. وقال وزير الخارجية الأميركي للرئيس الذي حقق فوزا ساحقا في انتخابات الأول من يوليو وسيتولى مهماته في الأول من ديسمبر، إن الرئيس ترامب يريد تعزيز وتحسين العلاقات مع المكسيك بعد العثرات التي واجهتها. وقال بومبيو، في بداية الاجتماع الذي استمر 50 دقيقة مع أوبرادور: «نعرف أنه كانت هناك عثرات في الطريق بين بلدينا، ولكن الرئيس ترامب مصمم على جعل العلاقة بين الشعبين أفضل وأقوى».

back to top