إنكلترا في أول نهائي منذ 1966 وكرواتيا نحو سابقة تاريخية

نشر في 11-07-2018
آخر تحديث 11-07-2018 | 00:05
No Image Caption
يبحث منتخب إنكلترا، الذي يعيش على "فقاعة" غير متوقعة، عن بلوغ نهائي كأس العالم لكرة القدم، للمرة الثانية في تاريخه بعد 1966، عبر تخطي كرواتيا، مفاجأة مونديال روسيا 2018، اليوم، في نصف النهائي بموسكو.

وأحدثت مشاركة إنكلترا في المونديال حالة جماهيرية صاخبة في البلاد، وحصدت مبارياتها نسب مشاهدة قياسية، بينما استحوذ المدرب غاريث ساوثغيت وتشكيلته الشابة على قلوب مشجعي منتخب "الأسود الثلاثة".

وفي تناقض مع الأجواء الاحتفالية في لندن وبقية المدن الإنكليزية، أمضى المهاجم هاري كين ورفاقه أياما هادئة في منتجع ريبينو البحري، الذي يبعد 45 كلم شمال-غرب سان بطرسبرغ، قبل التوجه إلى موسكو التي يستقبل ملعبها المهيب لوجنيكي ثاني مباراتي نصف النهائي بعد مواجهة فرنسا وبلجيكا أمس.

وقال لاعب وسط إنكلترا الهجومي ديلي آلي، الذي سجل هدف الاطمئنان في مرمى السويد (2-صفر) في ربع النهائي، "أنت هنا في فقاعتك الصغيرة، تتدرب وتعود، تستعد للمباراة المقبلة. تدرك حجم الأمور فقط عندما تتابع وسائل التواصل الاجتماعي والانترنت".

وتابع آلي: "ندرك أننا نشارك في كأس العالم وبلغنا نصف النهائي. نركز كثيرا على المباريات لدرجة أننا ننسى ما حققناه حتى الآن"، مضيفا: "من المهم أن نبقى كذلك، نستمر ونأمل تحقيق المزيد من خلال بلوغ النهائي والتتويج".

لكن خلافا لمواجهة السويد التي قدمت اداء دفاعيا صلبا خلال البطولة، يتوقع أن تكون مواجهة كرواتيا، وهي الأولى بينهما في كأس العالم، أصعب مع ترسانة نجوم يتقدمها لاعب وسط ريال مدريد الاسباني لوكا مودريتش.

وكانت كرواتيا أحد 3 منتخبات حققت علامة كاملة في دور المجموعات، بينها انتصار ساحق على أرجنتين ميسي 3-صفر، لكن لاعبي المدرب زلاتكو داليتش احتاجوا الى ركلات ترجيح مرتين في دور الـ16 أمام الدنمارك، وربع النهائي ضد روسيا المضيفة، لبلوغ المربع الأخير للمرة الثانية منذ 1998، عندما حلوا في المركز الثالث في أول مشاركة لهم بعد تفكك يوغوسلافيا.

كرواتيا بقيادة مودريتش

ويقود المنتخب الكرواتي نجم وسطه المخضرم مودريتش (32 عاما)، الذي سيعزز حظوظ نيله الكرة الذهبية لأفضل لاعب في العالم في حال بلوغه النهائي، لتتويجه مع ريال مدريد بلقب دوري أبطال أوروبا مايو الماضي.

وإلى جانب مودريتش، الذي نال جائزة أفضل لاعب في المباراة لثلاث مرات في المونديال الحالي، يتألق لاعب وسط برشلونة الإسباني إيفان راكيتيتش مسدد الركلتين الحاسمتين ضد الدنمارك وروسيا، والحارس دانيال سوباشيتش الذي أصبح ثالث حارس في تاريخ المونديال يصد 4 ركلات ترجيحية في نسخة واحدة، بعد الألماني هارالد شوماخر في 1986، والأرجنتيني سيرخيو غويكوتشيا في 1990.

وقال سوباشيتش، الذي أكمل مباراة روسيا رغم تعرضه لإصابة في فخذه الأيمن، "بدأت عملية الإحماء وشعرت بألم في العضل. قام معالجي الفيزيائي بتدليكي، ورأى أنه بمقدوري اللعب".

وأضاف لموقع الاتحاد الدولي: "شعرت بالألم مجددا، لكني لم أرد الاستسلام. عرفت أن المدرب بحاجة إلى تبديل إضافي. في الاستراحة قام المعالجون بعمل سريع، وعلى غرار توقف السيارات في الفورمولا واحد استعدت عافيتي".

وخلافا لحالة الهدوء في المعسكر الانكليزي، عكر الأجواء الكرواتية طرد المدافع الدولي السابق أونيين فوكويفيتش من البعثة، وتغريمه من الاتحاد الدولي (فيفا) لنشره شريط فيديو مؤيدا لأوكرانيا بعد تخطي روسيا بركلات الترجيح السبت.

وأفلت من عقوبة الإيقاف المدافع دوماغوي فيدا، الذي هز شباك روسيا، وظهر في الفيديو مع فوكويفيتش يقول "المجد لأوكرانيا"، إذ اكتفى "فيفا"، الذي يحظر التصريحات السياسية في مسابقاته، بتوجيه تحذير له.

تأهل إنكليزي غير متوقع

ورغم مفاجأة انكلترا التي لم يكن بلوغها نصف النهائي متوقعا حتى من قبل الصحافة المحلية، يرى آلي أن فريقه قادر على قطع مسافة أطول في النهائيات الأولى التي تقام في شرق القارة الأوروبية، مضيفا: "تعين علينا أن نثق، وندرك موهبة تشكيلتنا... عندما تملك أساسات صلبة وصورة واضحة لما تريد تحقيقه، ليس مفاجئا أن تسير الأمور بشكل جيد معنا".

وتعول إنكلترا، التي فضلت خوض مواجهة بلجيكا الأخيرة في الدور الأول بتشكيلة احتياطية، ما مكنها من الحصول على قرعة سهلة في الأدوار الإقصائية، على نجم توتنهام هاري كين الذي يتصدر ترتيب هدافي البطولة بستة أهداف، بينها 3 ركلات جزاء.

وكانت إنكلترا، مهد لعبة كرة القدم، أحرزت لقبا وحيدا في البطولة العالمية على أرضها في 1966 على حساب ألمانيا الغربية في نهائي مثير انتهى بعد التمديد (4-2)، وبلغت نصف النهائي مرة ثانية في 1990، عندما خسرت امام المانيا بالذات بركلات الترجيح، وقد فكت عقدتها مع ركلات "الحظ" في المونديال الحالي بتخطي كولومبيا في الدور الثاني.

أما كرواتيا فيأمل جيلها الحالي السير على خطى جيل 1998 الذي ضم العمالقة دافور شوكر وزفونيمير بوبان وروبرت بروسينتشكي، الذي تقدم على فرنسا المضيفة في نصف نهائي 1998 بهدف لنجمه رئيس الاتحاد المحلي حاليا سوكر، قبل أن ينقذ صاحب الأرض مدافعه ليليان تورام بتسجيله هدفيه الوحيدين مع "الزرق" في 142 مباراة دولية.

ثلاث "معارك" متوقعة

وتبرز في المواجهة ثلاث "معارك" متوقعة على أرض الملعب، قد تؤدي دوراً حاسماً في ترجيح كفة فريق على الآخر.

فبعد 6 أسابيع فقط على خسارة فريقه ليفربول الإنكليزي امام ريال مدريد الاسباني في نهائي دوري أبطال أوروبا في كييف (1-3)، يملك لاعب وسط "الحمر" جوردان هندرسون فرصة رد الاعتبار من لاعب وسط النادي الملكي لوكا مودريتش ليواصل مسيرته المذهلة المكونة من 30 مباراة دون هزيمة بقميص المنتخب الإنكليزي، في أطول سلسلة دون خسارة للاعب في تاريخ إنكلترا.

وفي معركة أخرى، تجلب مواجهة لوفرن لهاري كاين ذكريات سيئة لقطب دفاع المنتخب الكرواتي. إذ تم استبدال لوفرن بعد نصف ساعة فقط من المباراة التي مني فيها فريقه ليفربول الإنكليزي بخسارة مذلة أمام توتنهام هوتسبر 1-4 في الدوري الممتاز في أكتوبر بعدما قهره كاين.

اعتقد الكثيرون عقب ذلك الأداء المخيب للوفرن أنه يتعين على الأخير انهاء مشواره في أنفيلد. لكنه كافح لاستعادة ثقة مدرب في النادي الألماني يورغن كلوب، كما أنه تألق مع دفاع المنتخب الكرواتي.

في المجموع، سجل كاين خمس مرات في خمسة لقاءات ضد لوفرن، وسيتطلع لزيادة غلته في سعيه إلى الظفر بجائزة الحذاء الذهبي في كأس العالم والإضافة إلى رصيده من الأهداف الستة حالياً.

من جهة أخرى، كان تريبيير أحد النجوم المتألقين في كأس العالم الحالية. مدافع توتنهام الذي يشبهه المراقبون بنجم المنتخب الإنكليزي السابق ديفيد بيكهام لناحية دقة تمريراته، ينافس النجمين البرازيلي نيمار والبلجيكي كيفن دي بروين في خلق أكبر عدد من الفرص في البطولة حتى الآن.

الخطة التكتيكية التي ينهجها ساوثغيت (3-5-2) بوجود ظهير أيمن آخر، كايل ووكر، في الدفاع بثلاثة مدافعين، تسمح لتريبيير بالتقدم في كل فرصة. لكن ضد كرواتيا، سيتم اختبار قدراته الدفاعية ضد جناح انتر ميلان الإيطالي إيفان بيريشيتش، الذي سجل خمس مرات في آخر 11 مباراة له في البطولات الدولية الكبرى.

back to top