ماي: لا انتخابات مبكرة ولا استفتاء جديداً على «بريكست»

• تمسكت برئاسة الحكومة وعينت هانت في «الخارجية» • موسكو: فرصة صغيرة لتحسن العلاقات

نشر في 11-07-2018
آخر تحديث 11-07-2018 | 00:03
مروحيات تحلق فوق الحي المالي بلندن بمناسبة مئوية سلاح الجو الملكي البريطاني	(رويترز)
مروحيات تحلق فوق الحي المالي بلندن بمناسبة مئوية سلاح الجو الملكي البريطاني (رويترز)
بعدما رفضت الدعوة إلى تنظيم انتخابات مبكرة وإجراء استفتاء على الاتفاق النهائي للخروج من الاتحاد الأوروبي، مؤكدة أنها لن تسعى لتأجيل الانسحاب، أكدت رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي تصميمها على البقاء في السلطة رغم التهديد بحجب الثقة عنها بعد استقالة وزيرين أساسيين في حكومتها.
تعتزم رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي، البقاء في السلطة رغم التهديد بحجب الثقة عنها بعد استقالة وزيرين أساسيين في حكومتها بسبب خلاف معها حول نهجها لـ«بريكست».

وقدم وزير «بريكست» ديفيد ديفيس ووزير الخارجية بوريس جونسون، وكلاهما مؤيد لانفصال تام وواضح عن الاتحاد الأوروبي، استقالتهما بعد ظهر أمس الأول معتبرين أن بريطانيا تسير نحو «نصف بريكست»، وستتحول إلى «مستعمرة» للاتحاد الأوروبي.

وعينت ماي خلفا لهما على وجه السرعة وهي تحاول البقاء على خطها رغم الأوضاع العاصفة، غير أنها تواجه خطر تصويت على سحب الثقة منها في حال تحالف أنصار انفصال كامل وحاد لإطاحتها.

وينص النظام الداخلي للحزب على وجوب موافقة 48 نائبا كحد أدنى لرفع المسألة إلى «اللجنة 1922» المسؤولة عن تنظيم صفوف المحافظين وبدء آلية تصويت على الثقة. ويجب بعدها جمع أصوات 159 نائبا محافظا من أصل 316 لإسقاط رئيسة الحكومة، وهو أمر غير مضمون.

وكتب موقع «بوليتيكو» أمس، «رغم الصخب، فإن المعادلة الحسابية في البرلمان لم تتبدل. وعدد أنصار «بريكست» كامل وواضح غير كاف لطرد ماي من السلطة وفرض صيغتهم لبريكست على مجلس العموم». غير أن هذا لا يعني أن ماي في مأمن، ومازال من المحتمل استقالة أعضاء جدد في حكومتها.

هذا ما أكده مناصرون لـ»بريكست» لصحيفة «ذي غارديان» طالبين عدم كشف أسمائهم، وقالوا إن الاستقالات «ستتواصل واحدة تلو الأخرى إلى أن تتخلص من (خطة بريكست التي أقرت الجمعة خلال اجتماع لحكومتها في مقرها الصيفي) أو ترحل بنفسها».

وتناولت الصحافة البريطانية، أمس، أحداث «الاثنين الفوضوي»، واعتبرت الـ«تايمز» أن استقالة وزير الخارجية «لم تكن مفاجئة ولا مؤسفة»، مذكرة بأن جونسون عمل في الماضي صحافيا قبل إقالته لاستشهاده بتصريحات «فبركها بنفسه».

وكتبت صحيفة «دايلي ميل» المؤيدة لـ«بريكست»، أنها «تفهم خيبة أنصار بريكست وتشاطرهم إياها»، لكنها تخشى من مخاطر زعزعة استقرار الحكومة في هذه المرحلة الحرجة التي تمر بها بريطانيا في وقت يتحتم عليها الخروج من الاتحاد الأوروبي في مهلة أقل من تسعة أشهر.

ويأمل المفاوضون البريطانيون والأوروبيون الذين يستأنفون محادثاتهم الأسبوع المقبل، التوصل إلى اتفاق حول شروط الانسحاب البريطاني ووضع خطة للعلاقات التجارية المقبلة خلال قمة يعقدها الاتحاد الاوروبي في أكتوبر.

وذكرت «فاينانشل تايمز» أنه «لم يبق سوى بضعة أسابيع لإتمام المفاوضات حول الخروج من الاتحاد الأوروبي، إنها لحظة حاسمة للبلاد».

وحذر المستشار السابق لرئيسة الوزراء نيك تيموثي في صحيفة «ذي صن» بأنه «من خلال زعزعة استقرار الحكومة، فإن المتمردين يزعزعون استقرار بريكست نفسه. استعدوا لخروج من دون اتفاق».

واستقال جونسون في وقت تواجه بريطانيا العديد من المحطات الدولية المهمة وفي طليعتها قمة الحلف الأطلسي اليوم وغداً، في بروكسل وزيارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب للندن اعتبارا من الغد. كما أنه لم يشارك في اجتماع وزراء خارجية البلقان امس الأول وأمس في لندن.

وعين محله مساء أمس الأول، وزير الصحة جيريمي هانت، الذي كان من الداعين لبقاء بريطانيا في الاتحاد الأوروبي قبل أن يبدل موقفه ويدعم «بريكست». وربما يقلب تعيين هانت، الذي شغل فترة طويلة منصب وزير الصحة ويعد حليفاً مقرباً لماي، موازين الفريق الوزاري المعاون لها فيما يتعلق بدعم الانسحاب من الاتحاد الأوروبي.

أما وزير «بريكست» ديفيد ديفيس، فحل محله دومينيك راب (44 عاما) وهو من المشككين في جدوى الاتحاد الأوروبي.

وأمس الأول، قالت ماي ردا على مطالبة احد نواب حزب العمال المعارض خلال جلسة لمجلس العموم بضرورة الدعوة لانتخابات مبكرة، ان «معظم الشعب وضع ثقته بحزب المحافظين واختاره ليتولى قيادة ملف الخروج»، مؤكدة ثقتها بالوصول الى اتفاق «يضع مصلحة بريطانيا اولا». كما أعلنت رئيسة الوزراء، أن بلادها لن تجري استفتاء على الاتفاق النهائي للخروج من الاتحاد الأوروبي ولن تسعى لتأجيل الانسحاب.

وجددت ماي تأكيدها ان بلادها ستخرج يوم 29 مارس 2019 من السوق الاوروبية المشتركة والاتحاد الجمركي، وستتوقف عن الاحتكام لقرارات محكمة العدل الاوروبية.

وأضافت أن بريطانيا لن تبحث تمديد العمل بالمادة 50 من «معاهدة لشبونة» المعنية بإصلاح الاتحاد الأوروبي، مشيرة إلى أن الشعب البريطاني يريد من حكومته إنهاء مسألة الانسحاب لا التصويت مجددا على الاتفاق.

وتنص المادة 50 أنه على أي دولة عضو في الاتحاد الأوروبي راغبة في الخروج من الاتحاد ان تحيط المجلس الاوروبي علما بذلك، وأن تتفاوض على الانسحاب في مدة لا تتجاوز سنتين إلا في حالة موافقة جميع الدول الاعضاء الاخرى على تمديد هذه الفترة.

وأثارت استقالة جونسون، سخرية وتهكماً لاذعين لدى الخارجية الروسية، وعلقت الناطقة باسم الخارجية ماريا زاخاروفا، على الاستقالة قائلة «إن سفينة الحكومة التي تقودها تيريزا ماي أصبحت كثيرة الثقوب لدرجة أن ملكة بريطانيا في غرابة الأطوار نفسها قد قفزت منها».

وفي السياق نفسه، علقت مارغاريتا سيمونيان، رئيسة تحرير قناة «روسيا اليوم» على استقالة جونسون، قائلة بشكل ساخر: «بوريس، تعال إلينا!». وأضافت: «ستحصل على برنامج خاص بك، على سبيل المثال: برنامج حياة الحيوانات».

وقال كونستانتين كوساتشوف، خبير الشؤون الخارجية في المجلس الاتحادي الروسي، إن تغير شخصيات الحكومة البريطانية ينطوي على فرصة صغيرة لحدوث تحول ولكن ذلك لن يغير شيئا من ناحية المبدأ في السياسة المعادية لروسيا.

«روسيا اليوم» تدعو وزير الخارجية البريطاني المستقيل إلى تقديم برنامج «حياة الحيوانات»
back to top