لمَ يتراجع خصوم روحاني عن خطهم المتشدد؟

نشر في 10-07-2018
آخر تحديث 10-07-2018 | 00:06
 كريستيان ساينس مونيتور تجددت التظاهرات في إيران في نهاية الأسبوع مع تعزيز سكان خرمشهر العطاشى الضغط الشعبي على الرئيس حسن روحاني بتحويلهم بسرعة مطالبتهم بالماء إلى غضب مناهض للنظام.

تشكّل تظاهرات خرمشهر، التي نشبت بعد أسبوع من تظاهرات الأيام الثلاثة في طهران، آخر الإشارات إلى الاستياء الشعبي من اقتصاد إيران المتدهور، وعملتها المتدنية، واحتمال مواجهتها عقوبات أميركية قاسية جديدة.

ولكن في غضون أسبوع تحولت تغطية وسائل الإعلام من هجوم شرس شنه الخصوم على الروحاني إلى دعوات من مختلف أجزاء الطيف السياسي تنادي بالوحدة بغية مواجهة المشاكل في الداخل والأعداء في الخارج، إلا أن هذا التحوّل يعكس قدرة المتشددين المحدودة على تقديم مسار بديل، فكم بالأحرى إقناع مراكز القوة الرئيسة مثل خامنئي بقدرتهم على الحكم بفاعلية أكبر؟

توضح فريدة فرحي، خبيرة مخضرمة متخصصة في الشؤون الإيرانية في جامعة هاواي: «يستطيع المتشددون التشكي، إلا أنهم لا يمكلون أي استراتيجية للإمساك بزمام السلطة». وتضيف: «روحاني واقعي. يقوم الخيار الأفضل المتاح أمام النظام بأكمله على توجيه الوضع البالغ الصعوبة الذي تتخبط فيه إيران اليوم، وإذا حدث أي خطب لروحاني في ظل الظروف الراهنة، فسيقول العالم الخارجي في هذه الحالة: «تواجه إيران مشكلة أكثر تعقيداً مما ظننا»، إذاً لا يملك المتشددون أي خيار غير تقبّل روحاني».

سارت تظاهرات طهران بسبب الريال الإيراني، الذي خسر نصف قيمته هذه السنة، وتأججت عندما كُشفت معلومات عن أن مستوردي الهواتف الذكية جنوا ثروات بتلاعبهم بقواعد العملات الأجنبية.

على نحو مماثل احتشد المشرعون المتشددون لدعوة روحاني إلى الاستقالة أو المطالبة بسحب الثقة منه، حتى إن مستشاراً عسكرياً لآية الله خامنئي أشار إلى أن إيران تُدار من دون حكومة بشكل أفضل مما يديرها روحاني، كذلك اتهم كتاب على شبكة الإنترنت من 370 صفحة، يُعتبر النسخة الإيرانية من كتاب الأحقاد والضغائن، الرئيس بأنه عميل للموساد الإسرائيلي.

صحيح أن التظاهرات تُستخدم منذ شهر ديسمبر لتسجيل نقاط سهلة ضد روحاني، إلا أن نظام إيران السياسي الغامض «ميال بطبيعته إلى الصدامات والطرقات المسدودة»، وفق فرزان ثابت، باحث في معهد الدراسات العليا في جنيف، وقد تحوّل هذا الواقع بحد ذاته، وفق ثابت، إلى أزمة «لأنه بعد 20 سنة من الاقتتال بين سياسيي الجمهورية الإسلامية من دون تحقيق أي نتائج، لم يفقد الإيرانيون الأمل في النظام فحسب، بل يعني هذا أيضاً على مستوى محدد أن عناصر النظام تعجز غالباً عن العمل معاً لحل المشاكل».

وأصدرت الحكومة والقضاء تحذيرات قاسية إلى «المخربين» بعد تظاهرات بازار طهران وطلبت من عمال البازار «الفعليين» أن ينفصلوا عن «المشاغبين»، فثمة إشارات إلى أن هذه التظاهرات كانت منظمة في جزء منها.

أخبر تاجر ذهب لم يُذكر اسمه صحيفة فاينانشال تايمز اللندنية في طهران: «أُرغمنا على إقفال متاجرنا، وأرسلت مراكز القوة المناهضة لروحاني عملاءها إلى البازار. يبدو أن ثمة خطة لتحويل روحاني إلى ضحية الأزمة الاقتصادية الحالية»، إلا أن الأزمة لن تختفي.

أعلن كاظم صديقي، إمام صلاة الجمعة في طهران، في خطبته: «يجد شعبنا نفسه في وضع شبيه بإنسان علقت حسكة في حلقه»، فعلى حكومة روحاني «أن تتوب وتدرك آلام الناس، يجب ألا يبتسموا».

لا تعود مشاكل إيران الاقتصادية إلى العقوبات، وفق هذا الإمام، بل إلى سوء الإدارة وعدم الإصغاء إلى دعوة خامنئي إلى تحديد الأولويات في الاقتصاد.

ونلاحظ المشاعر ذاتها في شوارع طهران، حيث سئلت مالكة متجر للبقالة عند إحدى زوايا شارع مير عماد عن التبدلات اليومية في الأسعار، فأجابت ميسم بغضب: «لا أعرف حقاً إلى أين نتجه، نملأ فقط جيوب النخبة التي تتمتع بالامتيازات، ولا دخل لهذا بترامب، علينا أن نبدأ من وطننا».

* سكوت بيترسون

*«ساينس مونيتور»

back to top