معدلات الفوسفاتاز القلوي غير الطبيعية... ماذا تعني؟
الفوسفاتاز القلوي إنزيم يستخدمه الجسم لمجموعة من العمليات. ومن الممكن بالاستعانة باختبار الفوسفاتاز القلوي قياس كمية هذا الإنزيم التي تنتقل في مجرى الدم. لا يُعتبر التبدل البسيط في معدلاته سبباً للقلق. لكن الخلل الكبير قد يشكّل إشارة إلى حالة طبية كامنة خطيرة ترتبط خصوصاً بالكبد، والعظام، والمرارة.
نلقي في هذا المقال نظرة أكثر تفصيلاً على اختبار الفوسفاتاز القلوي ونوضح علامَ يشتمل، فضلاً عن كيفية الاستعداد له ومعنى نتائجه.
نلقي في هذا المقال نظرة أكثر تفصيلاً على اختبار الفوسفاتاز القلوي ونوضح علامَ يشتمل، فضلاً عن كيفية الاستعداد له ومعنى نتائجه.
اختبار الفوسفاتاز القلوي إجراء بسيط يقيس كمية الفوسفاتاز القلوي في الدم. يتوافر هذا الإنزيم في معظم أجزاء الجسم، إلا أنه يتركز خصوصاً في العظام، والكبد، والكليتين، والمرارة، والأمعاء.ما زال العلماء يجهلون كامل وظائف الفوسفاتاز القلوي. ولكن يبدو أنه يسهم في مجموعة واسعة من العمليات، مثل:• نقل المواد المغذية وإنزيمات أخرى إلى الكبد.• المشاركة في تشكيل العظام ونموها.
• نقل الأحماض الدهنية، والفوسفات، والكالسيوم في الأمعاء.• هضم الدهون في الأمعاء.• ضبط نمو الخلايا، وموتها، وهجرتها خلال نمو الجنين.يطلب الأطباء غالباً أن يشمل فحص الدم الروتيني اختبار الفوسفاتاز القلوي. كذلك قد يوصون بإجراء هذا الاختبار بالتحديد إذا ظنوا أن المريض يعاني حالة تؤثر في:• العظم.• الكبد.• المرارة.• الكلية.• الأمعاء.
ما معدل الفوسفاتاز القلوي الطبيعي؟
يجب أن يتراوح معدل الفوسفاتاز القلوي في حالة الإنسان السليم بين 20 و140 وحدة في الليتر. يملك الأولاد عموماً معدلات أعلى من الفوسفاتاز القلوي، مقارنةً بالبالغين، لأن عظامهم لا تزال في طور النمو. كذلك يرتفع معدل هذا الإنزيم في حالة الإنسان الذي يتعافى من مشكلة في العظم خلال الأشهر الثلاثة بعد الإصابة أثناء شفاء العظم. من الطبيعي أيضاً أن تملك الحامل معدلات أعلى من الفوسفاتاز القلوي خلال أشهر الحمل الستة الأخيرة.ولكن يختلف معدل الفوسفاتاز القلوي الطبيعي باختلاف الأشخاص. وبعد الخضوع للاختبار، يستطيع الطبيب أن يوضح ما يعنيه ارتفاع معدل هذا الإنزيم أو تدنيه عن المتوقّع.ما أسباب الخلل في معدلاته؟
لما كان الفوسفاتاز القلوي يكثر في العظام والكبد، فيشكّل ارتفاع معدلاته إشارة إلى حالة في الكبد كانسداد الأخير أو تضرره، أو في العظم كالزيادة في نشاط الخلايا العظمية.تشكّل معدلات الفوسفاتاز القلوي غير الطبيعية غالباً إشارة إلى إحدى المشاكل التالية:• حصى المرارة.• التهاب المرارة.• سرطان الكبد.• نمو حميد غير طبيعي في الكبد.• تشمع الكبد (ظهور ندوب على الكبد).• التهاب الكبد الذي يعود غالباً إلى عدوى.• سرطان القناة الصفراوية.• فرط استعمال أدوية تضر بالكبد.• سوء التغذية، خصوصاً عوز الفيتامين D، والكالسيوم، والبروتين، والمغنيزيوم، والزنك.• سرطان العظم.تشمل الحالات الأقل انتشاراً التي تشير إليها معدلات الفوسفاتاز القلوي المتدنية:• الكساح (ضعف العظم لدى الأولاد نتيجة عوز الفيتامين D والكالسيوم غالباً).• لين العظام (ضعف العظم لدى البالغين نتيجة عوز الفيتامينات غالباً).• مرض بادجيت (حالة تسبب تشوهات كبيرة في العظم ومشاكل في تجدد العظام).تشكّل معدلات الفوسفاتاز القلوي غير الطبيعية أيضاً إشارة إلى أحد الاضطرابات التالية إنما في حالات نادرة:• قصور القلب الاحتقاني.• فقر الدم.• الداء البطني غير المعالج. • فرط نشاط الغدة الدرقية.• لمفوما هودجكين.• بعض أنواع العدوى البكتيرية.• التهاب القولون التقرحي.• داء ويلسون.• سرطان الثدي.• سرطان البروستات.كيفية الاستعداد للاختبار
يُضطر مَن يقرر الخضوع لاختبار الفوسفاتاز القلوي إلى الصوم 10 إلى 12 ساعة قبل النوم. نتيجة لذلك، يفضل معظم الناس إجراءه في الصباح الباكر. ويمكن الخضوع له في معظم العيادات والمختبرات المحلية.تؤثر أدوية عدة، مثل حبوب منع الحمل أو مضادات الصرع، في معدلات الفوسفاتاز القلوي. لذلك ينبغي لكل مَن ينوي الخضوع لهذا الاختبار أن يطلع الطبيب على أية أدوية أو مكملات عشبية يأخذها.كيفية إجراء الاختبار
لا يتطلب اختبار الفوسفاتاز القلوي سوى عينة دم. يتولّى عامل المختبر أو الممرضة إحاطة ساعدك برباط بغية إبراز الأوردة في الجهة الداخلية من المرفق. وعندما تعثر الممرضة على وريد ملائم، تمسح المنطقة بالكحول وتدخل إبرة في الوريد.ثم تصل أنبوباً بطرف الإبرة وتسحب قليلاً من الدم، وعندما يمتلئ بالكمية الكافية، تزيل الممرضة الإبرة برفق وتغطي موضع الوخز بضمادة صغيرة. أما إذا احتاج المريض إلى فحوص دم أخرى في الوقت عينه، فقد تُضطر إلى ملء أنابيب عدة.لا ينطوي اختبار الفوسفاتاز القلوي على مضاعفات تُذكر غير نزف بسيط أو ظهور كدمة في موضع وخز الإبرة. ولا يشعر معظم مَن يخضعون له بأي ألم أو انزعاج خلال الاختبار أو بعده باستثناء الوخز البسيط عند إدخال الإبرة في الساعد.يؤدي سحب الدم أحياناً إلى التهاب حول الوريد أو في الأنسجة في الجهة الداخلية من المرفق. ويسهم وضع ضمادة دافئة والضغط قليلاً على موضع الالتهاب مدة 20 إلى 30 دقيقة في التخفيف منه. أما إذا استمر الالتهاب أكثر من بضع ساعات بعد سحب الدم أو إذا ازداد سوءاً، فمن الضروري الحصول على رعاية طبية.ماذا تعني النتائج؟
يعاني مَن يملكون عادةً مستويات غير طبيعية من الفوسفاتاز القلوي ارتفاعاً فيها وليس انخفاضاً. الأسباب الأكثر شيوعاً:• حالات في الكبد، خصوصاً انسداد القناة الصفراوية.• حالات المرارة، خصوصاً حصى المرارة.• حالات العظام، مثل نمو غير طبيعي وأحياناً سرطان.• الحمل.• صغر السن، بما أن الأولاد الذين لا يزالون في طور النمو يملكون معدلات أعلى من الفوسفاتاز القلوي.• من النادر نسبياً معاناة انخفاض معدلات الفوسفاتاز القلوي. وتعود هذه الحالة غالباً إلى:•عوز حاد أو طويل الأمد في الفيتامينات أو المعادن.• حالات مزمنة تسبب سوء التغذية، مثل الداء البطني غير المعالج.العلاج
يعتمد علاج معدلات الفوسفاتاز القلوي غير الطبيعية بالكامل على سبب هذه الحالة.لا تُعتبر معدلات الفوسفاتاز القلوي التي يشوبها خلل بسيط مصدر قلق عموماً، بما أنها تتقلب طبيعياً خلال اليوم وتختلف من شخص إلى آخر.على مَن يعانون سوء التغذية تعديل نظامهم الغذائي وفق هذه الحالة أو أخذ مكملات. ويجب أن يحرصوا على إضافة الأطعمة التالية إلى نظامهم الغذائي:• الفاكهة والخضر الكاملة، وخصوصاً الحمضيات، العنبيات، والخضر الخضراء الداكنة المورقة.• الأرز الكامل وحبوب الفطور، والخبز، والمعكرونة المعدة من الحبوب الكاملة.• اللحوم الحمراء والسمك الدهني.• منتجات الأطعمة الغنية بالبروبيوتيك، مثل اللبن، والكفير، والكمتشي، والملفوف المخلل.• في حالة العدوى، قد يصف الطبيب للمريض مضادات حيوية أو أدوية أخرى مضادة للميكروبات.• أما إذا كان يعاني انسداداً كبيراً في الكبد، المرارة، أو العظم، فقد يحتاج إلى جراحة أو جلسات علاج بالليزر أو أخذ أدوية لتفتيت سبب الانسداد.• في الحالات المزمنة التي تسبب تشوهات في العظم ومشاكل في كثافته، يُضطر المريض إلى الخضوع لصور بالأشعة السينية.• وأخيراً، إن كان المريض يعاني السرطان، فقد يحتاج إلى خطة علاج تشمل الجراحة، والعلاج الكيماوي، والعلاج بالأشعة.
في الحالات المزمنة يُضطر المريض إلى الخضوع لصور بالأشعة السينية