اكتشافات أثرية تلفت أنظار العالم إلى الإسكندرية

• أبرزها تابوت من العصر البطلمي وخبيئة تحوي مئات الأواني الفخارية

نشر في 09-07-2018
آخر تحديث 09-07-2018 | 00:01
ما زالت مدينة الإسكندرية الساحلية تجود بأسرارها وتلفت أنظار المهتمين بالآثار حول العالم. خلال الأسبوعين الماضيين أعلنت وزارة الآثار المصرية اكتشافات عدة، أبرزها خبيئة تحوي مئات الأواني الفخارية ترجع إلى العصور: اليوناني والروماني والقبطي والإسلامي... وتابوت أثري في موقع آخر يرجع إلى العصر البطلمي.
أعلنت وزارة الآثار المصرية قبل أيام عثورها على خبيئة تحتوي مئات الأواني الفخارية، ترجع إلى فترات زمنية متفاوتة منذ بداية العصرين اليوناني والروماني ومروراً بالعصر القبطي وانتهاءً بالعصر الإسلامي، أثناء أعمال الحفر في المنطقة التي تضمّ الحديقة المتحفية الداخلية في المخطط القديم للمتحف اليوناني الروماني في مدينة الإسكندرية، والمعروفة باسم «الباثيو»، وذلك أثناء أعمال المشروع القومي لتطوير وترميم المتحف.

الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار في مصر مصطفى وزيري، قال إنه فور العثور على الخبيئة توجهت لجنة من منطقة آثار الإسكندرية للمعاينة المبدئية للخبيئة وتأمين محتوياتها، إلى حين توثيقها وحفظها بالشكل اللائق في المخازن المتحفية في الإسكندرية.

وأوضح رئيس قطاع الآثار المصرية أيمن عشماوي، أنه بعد إجراء المعاينة المبدئية وبالرجوع إلى تاريخ المتحف اليوناني الروماني، تبين أنه أثناء فترة الحرب العالمية الثانية (1939 1945-م) أخفى العالم الآثاري «ألن رو» ومعه القيمون على المتحف آنذاك عدداً من القطع المكتشفة في الإسكندرية في حديقة المتحف اليوناني الروماني حفاظاً عليها من النهب أو التأثر بعمليات القصف المتكررة أثناء الحرب، مُرجحاً أن تكون هذه الخبيئة مرتبطة بتلك الفترة.

وتابع عشماوي: «يبدو أن عملية إخفاء هذه القطع وتأمينها تمت في عجالة فلم يتم توثيق مكان الحُفر التي استخدمت لتخزين هذه الآثار، وتم وضع القطع بصورة عشوائية داخل حفرة ضخمة، من دون تدوين أية أرقام على القطع، ما يشير إلى أنها لم تُدوَّن أو تذكر في أي من سجلات المتحف».

في السياق ذاته، قالت رئيسة الإدارة المركزية للآثار المصرية واليونانية والرومانية لآثار وجه بحري وسيناء والساحل الشمالي، نادية خضر، إن «اللقى» التي عثر عليها، بعضها من طراز أواني «الهيدريا»، التي تحتوي على رماد موتى، إذ كانت تستخدم في دفن رماد الموتى في العصر اليوناني، إضافة إلى مجموعة كبيرة من أواني السوائل متنوعة الأشكال والأحجام، والأواني الفخارية المحززة والملونة، وعدد كبير من الأطباق وأواني المائدة من العصور اليونانية والرومانية والبيزنطية، وكميات من قطع الفخار المزجج والمزخرف برسوم هندسية ونباتية ترجع إلى العصر الإسلامي.

وأكدت خضر في تصريحات لها، أن هذا الكشف الأثري الذي عثر عليه بمحض المصادفة يعد في غاية الأهمية كونه يكشف النقاب عن مجموعات أثرية لم تُدرس ولم تتناولها أية مقالات أو أبحاث علمية، ما يجعلها كنزاً للدراسات الأثرية المستقبلية عن مدينة الإسكندرية وتاريخها.

إلى ذلك، شُكِّلت بعثة تابعة لمنطقة آثار الإسكندرية للقيام بأعمال الحفر الأثري للحديقة المتحفية الداخلية للمتحف لاستكمال كشف امتدادات هذه الخبيئة.

يشار إلى أن المتحف اليوناني الروماني أنشئ عام 1892 وافتتحه الخديو عباس الثاني عام 1895، وكان يعرض كثيراً من القطع الأثرية التي عُثر عليها في الإسكندرية، ويرجع معظمها إلى العصرين البطلمي والروماني.

تابوت بطلمي

في مطلع يوليو الجاري، كشفت البعثة الأثرية المصرية التابعة للمجلس الأعلى للآثار مقبرة أثرية ترجع إلى العصر البطلمي، أثناء أعمال حفر مجسات في أرض أحد المواطنين في منطقة «سيدي جابر» التابعة لضاحية شرق الإسكندرية.

وقال مصطفى وزيري، إن المقبرة تحتوي على تابوت مصنوع من الغرانيت الأسود، ويعد أحد أضخم التوابيت التي عُثِر عليها في الإسكندرية، إذ يبلغ ارتفاعه 185 سنتيمتراً وطوله 265 سنتيمتراً وعرضه 165 سنتيمتراً.

وأشار أيمن عشماوي إلى أن المقبرة وُجدت على عمق خمسة أمتار من سطح الأرض، ويُلاحظ وجود طبقة من «الملاط» بين غطاء التابوت وجسمه، ما يشير إلى أنه لم يُفتح منذ إغلاقه وقت صنعه، لافتاً إلى أنه تم أيضاً العثور داخل المقبرة على رأس تمثال لرجل مصنوع من المرمر، يُرجح أنه يخص صاحب المقبرة، وتم التنسيق مع قطاع المشروعات والإدارة المركزية للترميم، لاستكمال أعمال الكشف عما في داخل التابوت.

المصادفة قادت إلى خبيئة تعد كنزاً للدراسات الأثرية عن تاريخ المدينة
back to top