عبدالله النصرالله: الأشجار والنباتات مصدّات طبيعية تواجه انجراف التربة والتلوث

أسس عبدالله النصرالله محميته منذ 15 عاماً وجمع فيها تنوعاً جميلاً من الطيور البرية سواء الموجودة في البيئة الكويتية أو التي تعبر فيها في أوقات محددة، أو تتزاوج وتتكاثر لفترات في الأماكن التي تعتبر شبه محمية سابقاً، والتي  تتأقلم مع أجوائنا في شبه الجزيرة العربية وبالإمكان إكثارها ومن بينها: القطا النغاق، والقطا الكدري، وطير النبار، وطير القوبع، والحمام البري، والدحروج، وطير الشول، والبليطي، والجرابيع.

وذكر النصرالله أن أنواع طائر القطا تصل إلى أكثر من 01 أنواع، منتشرة في دول العالم كافة سواء في المناطق الحارة أو المعتدلة أو الباردة. والقطا طائر جميل يتميَّز بألوان عدة، وهو حذر عموماً ويبتعد عن المكان الذي يتعرض فيه للخطر لفترات طويلة. كذلك يتميز بذكائه، فعندما يهبط في أرض غنية بالماء ويجد ما يريد من الأكل مثل القمح أو الأعشاب البرية، فإنه يستقر فيها ويستوطنها ويتكاثر فيها.

وينقل القطا الماء إلى صغاره عن طريق الريش في أسفل رقبته وأسفل البطن بعد أن يبللهما بالماء عند الشرب، سبحان الله، وهو يشرب مرتين في الصباح الباكر وفي آخر النهار وقد يطير بين ساعتين وثلاث ساعات ليشرب ما دام لا يقلقه أي أمر أو يثير خوفه، ويتوافر له ذلك في المحميات الطبيعية لذا تُعد أفضل الأماكن التي يقصدها.

يعبر هذا الطائر في شمال الكويت قادماً من العراق. يبدأ مرحلتي إنتاج البيض والتفريخ بين آخر مارس ونهاية سبتمبر. يضع ثلاث بيضات لونها أبيض مائل إلى الصفرة وتستمر فترة احتضانها بين 12 و22 يوماً.

يفضل القطا العيش في جماعات متّصلة ببعضها بعضاً بروابط قويّة، ويضرب المثل به في الاستدلال إلى موقع ما والدقة في معرفة الأماكن، فيقال في المثل الشعبي الدارج «فلان أدل من قطاة»، أو «راس فلان راس قطاة».

القطا النغاق العراقي

وقال النصرالله إنه تمكّن من إنتاج أشهر أنواع هذا الطير وهو قطا النغاق العراقي، الذي كان يُشاهد في الثمانينيات، بحسب كبار السن في مناطق مطربة والسديرات والعبدلي والصبية، بأعداد هائلة. حتى أنه إذا طار في جماعات كان ظله على الأرض يشبه طائرة آيرباص ضخمة. ولكن للأسف، تعرّض لعمليات صيد جائر حاله كحال الطيور والحيوانات البرية الأخرى. ولعل السبب أيضا أن الصيادين يتصيدون له وينتظرونه في مكان الماء وقت الأمطار، ما جعله يبحث عن أماكن أخرى جديدة يكتشفها.

القطا الجوني الكدري

وأضاف النصرالله أنه أنتج النوع الثاني وهو القطا الجوني الكدري، ويتميز بسرعة عظيمة وبلون أبيض تحت الجناحين، ما يجعل من السهولة التعرف إليه من مسافة بعيدة وبوضوح.

والكدري أضخم من النغاق وينتشر في مجاميع، وقد تناقصت أعداده بنسبة تقدر بـ03% في العشر سنوات الأخيرة، فضلاً عن أنه من الطيور الشتوية المهاجرة والقادمة من إيران وبعض دول آسيا الوسطى حيث يتكاثر ويتميز بفترتي تفريخ، يضع في كل منها بيضتين .

كذلك يتميّز الكدري بأنه أحد أفضل الطيور الشتوية وأمتعها صيداً، ويكثر انتشاره في فصل الشتاء، خصوصاً عند دخول المربعانية وفي المناطق الشمالية بالمملكة العربية السعودية وفي المناطق الممطورة المليئة بالعشب.

النبار والقوبعة والقمري

كشف النصرالله أنه يملك بالمحمية أيضاً طائر السمنة المغردة أو النبار، وهو أحد الطيور المهاجرة التي تفضل المزارع والحدائق، وتأكل الديدان والحشرات.

تابع: «لدي أيضاً طائر القوبعة أو كما يُسمى في بعض المناطق «القبرة»، وهو من الطيور المستوطنة التي تكثر في المزارع وتحت الأشجار، ويتميز بالريش المرتفع فوق رأسه على شكل تاج، لذا يُسمى عند بعض الناس «الطائر المتوج».

تشاهده في أشهر السنة كافة تقريباً، وهو يبني أعشاشه على الأرض ويعتبر مصدر إزعاج للمزارعين لأنه يخرج الحب والبذور من الأرض بعد زرعها، لذلك يحرصون على إخافته بشتى الوسائل، وقد أنتجنا منه في المحمية}. كذلك بيّن أنه تمكّن من تربية حمام القمري وإنتاجه، موضحاً أن كثيرين اعتقدوا في السابق بأنها لا تعيش في القفص كونها طيوراً برية مهاجرة إلا أن مربين كويتيين أثبتوا العكس، بل أنتجوا منها في محميات خاصة بأعداد كبيرة. وتضع أنثى القمري بيضتين تحضنهما نحو 51 يوماً وبعد أن يفقس البيض بـ02 يوماً تشاهد فروخها تنتقل من العش لتأكل وتعتمد على نفسها وتطير. ولهذا الطائر صوت جميل يزداد مع شروق الشمس أو غروبها.

وكشف النصرالله أنه أنتج حيوانات الجربوع بأعداد كبيرة ووزّعها على المحميات الطبيعية والخاصة بهدف زيادة أعدادها.

أشجار ونباتات

تطرّق النصر الله إلى سعيه إلى الإكثار من الأشجار والنباتات  البرية كالعرفج والعبل والأراك والعوسج والقرضي والغضا والعشر والسدر البري والطلح والقرض والسيال والسمر والرمث، وهو يجمع بذورها ويعيد زراعتها لنشرها في المزارع ومواقع عدة، مؤكداً ضرورة اهتمام المجتمع الكويتي بها وقيادة الجهات الحكومية مهمة زراعة الأشجار البرية، لا سيما بعد ما واجهناه من زحف الأتربة وتراكم الكثبان الرملية على الطرق السريعة كالسالمي والوفرة وكبد وأم صفق والنويصيب، كذلك زحفها على المدن الجديدة كمدينة صباح الأحمد والخيران والوفرة السكنية. ستشكل هذه الأشجار عند زراعتها مصدات طبيعية، فضلاً عن أهميتها الاقتصادية والثقافية.

وتمنى تعزيز الوعي لدى المجتمع بأهمية النباتات والأشجار البرية والنباتات في تقليل التلوث ومشاكل انجراف التربة. ومن صفاتها أنها تنمو من تلقاء نفسها، وتتغلب على الظروف الجوية، بالاعتماد على الأمطار، ومن دون تدخل الإنسان، وتنمو بين الرمل الذي يزينها بألوان جذابة، وتلجأ إليها الحيوانات والطيور والنحل، إضافة إلى دورها في تعديل المناخ وتلطيف الجو.

كذلك تسهم الأشجار والنباتات البرية في تعزيز خصوبة التربة، وتقليل الملوحة، وتبقى خضراء طوال السنة، وقد كانت سابقاً مصدراً مهماً للظل بالنسبة إلى الأهالي والحيوانات التي كانت تتغذى منها، واستخدمت أخشابها في إشعال النار والبناء، إضافة إلى استخراج المستحضرات الطبية منها والغذائية أيضاً.