فصائل الجنوب السوري تستأنف مفاوضاتها مع وسطاء روس

نشر في 06-07-2018 | 13:17
آخر تحديث 06-07-2018 | 13:17
No Image Caption
تجتمع الفصائل السورية المعارضة في جنوب البلاد مع مفاوضين روساً الجمعة غداة قصف كثيف على مواقعها ما دفعها إلى الموافقة على استئناف المحادثات.

وتجري موسكو مفاوضات مع هذه الفصائل المسلحة لضمان استسلامها في جنوب سوريا، المنطقة التي تعتبر استراتيجية نظراً لمحاذاتها لكل من الأردن ومرتفعات الجولان التي تحتلها اسرائيل.

وتعثرت جولة التفاوض الأخيرة الأربعاء، واتهمت الفصائل روسيا بالتعنت، وأدى ذلك إلى بدء الطائرات السورية والروسية غارات جوية عنيفة استخدمت فيها البراميل المتفجرة والصواريخ ما دفع بالمسلحين إلى العودة إلى طاولة المحادثات.

وصرح حسين ابازيد المتحدث باسم القيادة المشتركة لفصائل الجنوب السوري، لوكالة فرانس برس «توجه الوفد إلى الاجتماع الآن».

وكان اتهم موسكو سابقاً باتباع «سياسة الأرض المحروقة» لاجبار المسلحين على التفاوض.

وذكرت القيادة المشتركة الخميس أنها مستعدة لاجراء جولة جديدة من المفاوضات في حال وقف القتال.

ومع إعلان الفصائل المسلحة، توقف القصف في مناطق واسعة من الجنوب، بحسب مراسل فرانس برس على مشارف درعا والمرصد السوري لحقوق الإنسان.

وبحلول صباح الجمعة شهدت مناطق ريف درعا الشرقية غارات جوية وقصفا بالبراميل، إلا أنها كانت أخف وطأة من اليوم السابق، بحسب المراسل.

العصا والجزرة

تشن قوات النظام بدعم روسي منذ 19 يونيو عملية عسكرية واسعة النطاق في محافظة درعا، مكنتها من توسيع نطاق سيطرتها على المحافظة الحدودية مع الأردن.

وبدأت موسكو باجراء مفاوضات باستخدام استراتيجية «العصا والجزرة» سمحت للقوات الروسية والسورية باستعادة مناطق شاسعة في الأشهر الأخيرة.

وبموجب اتفاقات «المصالحة» يسلم المسلحون أسلحتهم الثقيلة، وتتولى الشرطة المحلية المسؤولية عن المنطقة، وتستأنف المؤسسات الحكومية عملها في تلك المناطق.

وبموجب هذه الاتفاقات عادت 30 بلدة إلى سيطرة النظام مما مكنه من توسيع نطاق سيطرته إلى نحو ثلثي مساحة المحافظة الحدودية مع الأردن.

والخميس أحرز النظام تقدماً كبيراً على الحدود مع الأردن وسيطر على أول نقطة أمنية منذ أكثر من ثلاثة أعوام، بحسب المرصد.

وبعد ذلك سلمت الفصائل المعارضة نحو 275 كلم مربعاً من المنطقة الحدودية إلى قوات النظام دون قتال، بحسب مدير المرصد رامي عبدالرحمن.

إلا أن المسلحين يسيطرون على الريف الغربي لدرعا والنصف الجنوبي من مدينة درعا، ومعبر نصيب الاستراتيجي.

وقال المرصد أن الغارات الجوية والقصف بالبراميل المتفجرة هو جزء من الحملة للسيطرة على معبر نصيب.

وذكر أن «الطائرات الحربية نفذت أكثر من 14 غارة على بلدة أم المياذن وأطرافها».

وقال مدير المرصد رامي عبدالرحمن «وافقت بلدة المتاعية على المصالحة، وهذا سمح لقوات النظام بالتقدم والتمركز على بعد أربعة كلم من معبر النصيب شرقاً».

وأضاف عبدالرحمن «هذه خطة واضحة».

وتأمل الحكومة السورية في استعادة معبر نصيب حتى تستأنف التجارة مع الأردن جنوباً.

درعا

تعتبر درعا المنطقة التي انطلقت منها الاحتجاجات ضد الرئيس بشار الأسد في 2011 والتي أدت إلى حرب مدمرة في سوريا.

وشمل وقف اطلاق النار الذي تم بوساطة روسية وأميركية وأردنية العام الماضي المناطق الجنوبية، إلا أن ذلك لم يؤد إلى وقف العنف.

والخميس عقد مجلس الأمن الدولي اجتماعاً عاجلاً مغلقاً لمناقشة الوضع في جنوب سوريا، إلا أن روسيا منعت المجلس من اصدار بيان.

وقال دبلوماسي رفض الكشف عن هويته أنه جرت مساع غير مجدية لاقناع موسكو بقبول بيان يستند إلى المساعدات الإسانية.

وقتل أكثر من 150 مدنياً في عمليات القصف، بحسب المرصد.

وتسببت العمليات القتالية في درعا في نزوح أكثر من 320 ألف شخص بحسب ما أعلنت الأمم المتحدة الخميس، توجه عدد كبير منهم إلى الحدود مع الأردن أو إلى مخيمات موقتة في محافظة القنيطرة قرب هضبة الجولان التي تحتلها اسرائيل.

ويعاني النازحون من ارتفاع الحرارة إلى أكثر من 45 درجة مئوية ورياح الصحراء الجافة وانتشار العقارب.

ودعا مجلس اللاجئين النروجي الأردن الخميس إلى السماح بدخول النازحين وقال أن مئات الآلاف معرضون للخطر.

وقال مدير المجلس يان ايغلاند «هناك حاجة عاجلة لوقف اطلاق النار».

back to top