واشنطن تتعهد بتأمين «هرمز»
● «الحرس الثوري»: مستعدون لإغلاق المضيق... وإذا لم نستخدمه فلن نسمح لأحد بذلك
● مسؤول برلماني إيراني: ممر حيوي لا يمكننا إقفاله... ولا ننوي خرق المعاهدات الدولية
بعد تهديدات إيران بإغلاق مضيق هرمز الاستراتيجي وعرقلة شحنات النفط من الدول الإقليمية المجاورة لها، إذا منعتها واشنطن من تصدير نفطها، تَعهَّد الجيش الأميركي بالحفاظ على حرية الملاحة لناقلات النفط في الخليج. وقال الناطق باسم القيادة الوسطى في الجيش الأميركي «CENTCOM» بيل أوربان، إن البحرية الأميركية والحلفاء الإقليميين «جاهزون لضمان حرية الملاحة والتدفق الحر للبضائع حيثما يتيح القانون الدولي».جاء ذلك في موازاة تصريحات متضاربة صدرت عن طهران أمس بشأن إغلاقها المضيق الفاصل بين مياه الخليج وبحر العرب، إذ قال قائد الحرس الثوري الإيراني محمد علي جعفري إن قواته على استعداد لإغلاق المضيق، و«إذا لم تستطع إيران بيع نفطها بسبب الضغوط الأميركية، فلن نسمح لأي دولة أخرى في المنطقة بذلك».ونسبت وكالة تسنيم للأنباء إلى جعفري قوله: «نأمل أن تنفذ هذه الخطة التي تحدث عنها رئيسنا إذا اقتضت الضرورة، سنجعل العدو يدرك أنه إما أن يستخدم الجميع مضيق هرمز، وإما لن يستخدمه أحد».
وفي اتجاه مناقض، قال رئيس لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في مجلس الشورى (البرلمان) الإيراني، حشمت الله فلاحت بشه، أمس، إن الرئيس حسن روحاني «لم يقصد بكلامه عن عدم إمكانية تصدير نفط المنطقة إغلاق هرمز».وكان روحاني قال إنه إذا لم تتمكن بلاده من تصدير النفط، فلن تتمكن كل دول المنطقة أيضاً من تصديره. وفُسر هذا التصريح بأنه تهديد بإغلاق المضيق، وما لبث أن خرج قاسم سليماني قائد «فيلق القدس» التابع للحرس الثوري، ليثني على تصريح روحاني، مؤكداً أن قواته مستعدة لتنفيذ أي أمر، ولاحقاً، هدد قيادي في «الحرس» إسماعيل كوثري مباشرة بإغلاق المضيق. وأضاف فلاحت بشه، في تصريح لإذاعة البرلمان، أن بلاده لا يمكنها إغلاق المضيق، وليس لديها نية لخرق المعاهدات الدولية، داعياً العالم إلى إدراك «أن 46 في المئة من مجمل تصدير النفط يمر عبر الخليج، وأن هذه المنطقة تلعب دوراً مهماً في تصدير النفط».غير أنه بعد ساعات من تصريحات هذا المسؤول البرلماني، خرج من جديد مسؤول في «الحرس الثوري» ليؤكد أن بلاده ستغلق المضيق «إذا اقتضت الضرورة». وعلى عكس ما لقيته تصريحات فلاحت بشه، خصصت الصحف الإيرانية تغطية كبيرة أمس لإشادة سليماني بروحاني، وعنونت صحيفة «جوان» القريبة من «الحرس» صفحتها الأولى: «نراكم في المضيق»، مع صورة للجنرال والرئيس وهما يتصافحان أمام خريطة لمضيق هرمز، كما احتلت صورة سليماني الصفحة الأولى كلها لصحيفة «سازاندغي» تحت عنوان «وحدة بين الحرس الثوري والحكومة».وفي تحول لافت، كتب حسين شريعة مداري، رئيس تحرير صحيفة «كيهان» الأصولية في مقال: «علينا أن نضع خلافاتنا جانباً، لأن الأمر يتعلق الآن بالمصلحة الوطنية وبقاء الأمة».وعشية اجتماعٍ في فيينا يجمع وزراء خارجية الدول التي لا تزال تعترف بالاتفاق النووي (مجموعة 4 + 1) بنظيرهم الإيراني، نقلت وكالة الصحافة النمساوية أمس عن مصادر دبلوماسية في بلادها أن إيران قد تكون مستعدة لإجراء بعض التعديلات على الاتفاق النووي لإرضاء الجانب الأميركي لمنع مضي واشنطن في تهديداتها والشروع في تنفيذ العقوبات الخانقة بداية نوفمبر المقبل.إلى ذلك، تواصلت تداعيات التحقيق القضائي الذي فتحته بلجيكا بشأن اتهام 6 أشخاص، بينهم دبلوماسي إيراني يعمل في سفارة بلاده في النمسا، بالتخطيط لشن اعتداء على اجتماع للمعارضة الإيرانية عُقِد السبت الماضي في باريس. وقال مصدر فرنسي إن قضاء بلاده سيبحث في 11 الجاري تسليم بلجيكا موقوفاً متهماً بالمشاركة في التخطيط لتفجير مؤتمر باريس، بينما لا يزال الأمر ضبابياً بشأن دبلوماسي أوقف في ألمانيا بنفس التهمة، ورفضت طهران نزع الحصانة الدبلوماسية عنه، وطالبت بإطلاق سراحه فوراً دون قيد أو شرط.