القاهرة تحتفي بذكرى «فولتير النيل» ألبير قصيري

• إطلاق النسخة العربية من «شحاذون ونبلاء» والبساطة كفلسفة للحياة

نشر في 03-07-2018
آخر تحديث 03-07-2018 | 00:00
تزامناً مع الذكرى العاشرة لرحيل الكاتب الفرنسي المصري الأصل ألبير قصيري، شهد غاليري «تاون هاوس» بالقاهرة إطلاق النسخة العربية من كتابه «شحاذون ونبلاء» قصص مصورة. كذلك نظّم المعهد الفرنسي ندوة أدبية حملت شعار «الشحاذ الرائع»، تناولت الطريق غير العادي الذي سلكه قصيري، وأصداء وانعكاسات فلسفته في الواقع الأدبي العربي حتى اليوم.
صدر كتاب القصص المصورة «شحاذون ونبلاء» لألبير قصيري عن دار نشر «الفن التاسع»، وترجمته

د. منى صبري. يضمّ صوراً من معرض الفنان العالمي غولو مصاحبة للقصص.

كذلك في الذكرى العاشرة لرحيل الكاتب الفرنسي المصري الأصل، أقام المعهد الفرنسي في القاهرة ندوة أدبية استضاف فيها ناشرة أعمال الراحل الأدبية جويل لوسفيلد، ومقربين منه، ومن فسّروا شخصيته وأعماله وحقبته: بشير السباعي، وكاترين فرحي، ود. حنان منيب، وكريستوف عياد، وإيرين فينوجليو.

وألقت الندوة التي أدارها الكاتب أحمد ناجي، الضوء على مسيرة قصيري الذي ولد يوم 3 نوفمبر 1913 في القاهرة في حي الفجالة، وتوفي يوم 22 يونيو 2008 في باريس في الفندق المتواضع الذي أقام فيه لأكثر من 60 عاماً، والذي يقع في قلب منطقة سان جيرمان دي بريه، وكتب قصيري ثماني روايات ترجمت إلى نحو 15 لغة وتدور حول حياة البسطاء والمهمشين، وتمجد فكرة البساطة كفلسفة للحياة.

فولتير النيل

يلقب قصيري بفولتير النيل، عاش حياة البسطاء وحاول أن يضع لهم دستورهم، وصنع منهم المفكرين وأصحاب الرأي والفلاسفة. في رواياته كان فلاسفة الشعب أبناءه وليسوا الكتّاب، وهؤلاء ينتمون إلى الطبقات الدنيا، مثل عبد العال في رواية «منزل الموت الأكيد» فهو يقف برأيه وفكره ضد صاحب المنزل الذي يماطل المستأجرين في إصلاحه.

كذلك المثقف الذي عليه أن يعتزل المجتمع وليس أمامه سوى أن يعيش مع البسطاء، وفي الأحياء الشعبية، وهو ثوري سلبي كما في رواية «شحاذون ومعتزون» التي حُوِّلت إلى فيلم سينمائي من بطولة صلاح السعدني وإخراج أسماء البكري. وفي رواية «ألوان العار»، يسلط قصيري الضوء على التغيرات التي اجتاحت مصر في عصر الانفتاح، والتي تركزت في شره تكديس الثروات بأساليب ملتوية، وهو جعل اللصوصية غير مقصورة على النشالين، لتشمل رجال الأعمال والأغنياء وصيارفة البنوك الذين وصفهم الكاتب باللصوص القانونيين. وترسم الرواية صورة الانهيار والانحدار والفوضى في شوارع القاهرة مع روح الفكاهة التي تكفل لأهلها بقاءهم على قيد الحياة وهم محتفظون بكرامتهم.

ترجمات وجوائز

بدأ ألبير قصيري الكتابة في سن مبكرة، وكان يصف نفسه بـ«الكاتب المصري الذي يكتب بالفرنسية»، وقد ترجم له بعض رواياته محمود قاسم وصدرت في القاهرة، وكانت شخصيات رواياته من البسطاء، ومن أبرز أعماله: «لسعات» 1931، ديوان شعر نشر في القاهرة، و«بيت الموت المحتوم» 1944، و«تنابل الوادي الخصب» 1948، والعنف والسخرية» 1962، وقد حولت إلى فيلم أخرجته أسماء البكري، و«شحاذون ومتغطرسون»، و«طموح في الصحراء» 1984، و«مؤامرة مهرجين» 1975، و«موت المنزل الأكيد» 1992، و«ألوان العار» 1999 وهي آخر أعماله.

وحصل قصيري على جوائز عدة من بينها: جائزة جمعية الأدباء عام 1965، وجائزة الأكاديمية الفرنسية للفرونكوفونية عام 1990 عن رواياته الست التي كتبها عن عامة الشعب في مدينة القاهرة، وجائزة أوديبرتي عام 1995، وجائزة البحر المتوسط عام 2000، وجائزة بوسيتون لجمعية الأدباء عام 2005.

back to top