تقلص الفجوة بين «برنت» والخام الأميركي على وقع اتفاق «أوبك»

نشر في 30-06-2018
آخر تحديث 30-06-2018 | 00:00
No Image Caption
تعرض خام القياس الأميركي، أي نفط غرب تكساس الوسيط، خلال الأشهر القليلة الماضية لانخفاض حاد مقارنة مع «برنت»، في انعكاس لسلسلة من العوامل أفضت إلى ارتفاع فائض إمدادات النفط في أميركا الشمالية مقابل تقلص كبير في الإمدادات من بقية أرجاء العالم.
تقلص الفارق بين سعر خام غرب تكساس الوسيط ومزيج خام برنت بصورة كبيرة خلال الأيام القليلة الماضية مع تراجع قوة العوامل التي تباعد بين مسار السعرين لمسارها على ما يبدو.

وتعرض خام القياس الأميركي، أي نفط غرب تكساس الوسيط خلال الأشهر القليلة الماضية لانخفاض حاد مقارنة مع برنت، في انعكاس لسلسلة من العوامل، التي أفضت إلى ارتفاع فائض امدادات النفط في أميركا الشمالية مقابل تقلص كبير في الإمدادات من بقية أرجاء العالم.

وارتفع إنتاج الزيت الصخري في الولايات المتحدة خلال السنوات القليلة الماضية، لكنه تسارع حقاً بوتيرة كبيرة في هذه السنة.

وكانت أميركا الشمالية تفيض بالنفط والكثير من الإمداد الإضافي مر عبر محطات التصدير في ساحل الخليج، إذ تمكن المنتجون من إخراج نفطهم إلى خارج غرب تكساس.

وفي غضون ذلك، أثرت تخفيضات منظمة «أوبك» للإنتاج بشدة في النصف الثاني من العام الماضي، وخلال أول ستة أشهر من هذه السنة. وكانت النتيجة نوعاً من سوق نفطية ثنائية السرعة – إمدادات وافرة في الولايات المتحدة وسوق ضيق بازدياد في كل مكان آخر، واتسع الحسم إلى حوالي 10 دولارات للبرميل في شهر يونيو الحالي.

ولكن في تحول مفاجىء للأحداث التقى سعرا الأساس بصورة بارزة خلال الأيام القليلة الماضية. وقبل أسبوع وصل فارق السعر إلى 9 دولارات للبرميل، لكن الفجوة تقلصت إلى ستة دولارات اعتباراً من يوم الاثنين الماضي.

الأسباب الكامنة وراء هذا التطور متعددة، لكنها تنتهي إلى حد كبير إلى حدوث هبوط مفاجئ في قيم السعرين. فقد قررت منظمة «أوبك» الأسبوع الماضي إضافة مزيد من النفط في السوق – مليون برميل يومياً – وهو المعلن - لكنه في الواقع أقرب إلى 600 ألف برميل، وخفض ذلك من المخاوف المتعلقة بحدوث أزمة إمدادات.

وفي غضون ذلك، يبدو التوازن بين العرض والطلب في أميركا الشمالية فجأة أكثر حدة مما كان عليه في وقت مبكر من هذا الشهر. وقد بدأت قيود خط الأنابيب في بيرميان في التأثير كما توجد توقعات متزايدة على أن شركات حفر الزيت الصخري سوف تضطر إلى خفض نمو الإنتاج لأن سعة النقل المتوافرة قد تبددت. وقد يتعين القيام بمراجعة هبوطية للقائمة الطويلة من التوقعات المتعلقة بنمو الزيت الصخري.

هبوط الحصص

ويستمر المخزون في الهبوط أيضاً. وشهد الأسبوع الماضي تراجعاً كبيراً وصل إلى 5.9 ملايين برميل. كما أن الحصص في موقع تسليم الشحنات «كشنغ» وصلت لأدنى مستوياتها خلال سنوات. وأبلغ هونغ سنغكي وهو متداول سلع لدى شركة إن اتش للاستثمار والحصص وكالة بلومبيرغ أن «الهامش بين مزيج خام برنت وخام غرب تكساس الوسيط بدأ يتقلص مع تأثير زيادة انتاج منظمة أوبك على خام برنت بقدر أكبر من خام غرب تكساس الوسيط. وأن المخزون الاحتياطي في كشنغ بدأ يتناقص بسرعة مع اقتراب موسم قيادة السيارات في فصل الصيف في الولايات المتحدة مما يؤدي لزيادة طلب المصافي على الخام ما يدعم أسعار خام غرب تكساس الوسيط».

والجانب الأكثر أهمية، في الأجل القريب على الأقل، كان التوقف غير المتوقع في مشروع زيت الرمال في كندا. لقد شهدت سينكرود كندا خللاً في المعدات يمكن أن يخفض التدفقات من كندا بـ 360 ألف برميل يومياً في شهر يوليو.

وبحسب مذكرة من بنك غولدمان ساكس، فإن ذلك «قد يضع كشنغ على طريق نفاذ المخزون، ومع التسعير العالمي لصادرات الخام من الولايات المتحدة، فإن الزيادة في انتاج منظمة أوبك تصبح مطلوبة بقدر أكبر، وربما تترجم الخسارة المتوقعة إلى خفض في المخزون يصل إلى حوالي 14 مليون برميل».

وأفضى التوقف في كندا إلى «تسعير حاد للخام الأميركي مع فارق زمني أقوى لخام غرب تكساس الوسيط « بحسب غولدمان ساكس. وارتفع الفارق بين النقدي والبيع الآجل لشهر بالنسبة إلى خام غرب تكساس الوسيط من الصفر إلى حوالي 3 دولارات للبرميل مباشرة بعد إعلان سينكرود كندا. وبكلمات أخرى شعر المستثمرون بقلق إزاء التوافر الفوري للإمدادات.

ويمكن أن يزيل تقلص هامش خام غرب تكساس الوسيط الى خام برنت حوافز المستثمرين لشحن النفط بالسكك الحديدية من الغرب الأوسط الى ساحل الخليج نتيجة زوال فرصة فارق السعر. وخلص غولدمان ساكس إلى أن «مثل هذه الفوارق، إذا استدامت، سوف تساعد على الحد من الحجم الأشد للسحب في كشنغ ولو بخفض الإمداد إلى ساحل الخليج في أميركا والأسواق العالمية».

وبشكل أساسي يمكن أن يؤدي تقلص فارق السعر بين خام برنت وغرب تكساس الوسيط إلى بقاء مزيد من النفط في الولايات المتحدة وتعويض الانقطاع من كندا إلى الغرب الأوسط الأميركي.

وذلك يعني حدوث تباطؤ محتمل في نمو صادرات الخام الأميركي التي ارتفعت في هذه السنة وخصوصاً إلى آسيا نظراً إلى أن المصافي الآسيوية يمكن أن توفر من خلال اختيار نفط ساحل الخليج في الولايات المتحدة بدلاً من الشرق الأوسط، على سبيل المثال، حتى بعد احتساب تكلفة النقل الأعلى.

ويمكن أن يقل الضغط على خام غرب تكساس الوسيط إذا لم يكن التوقف في كندا بالسوء المرتقب، أو اذا استمر نمو الزيت الصخري الأميركي بوتيرة أسرع. ولكن لأول مرة خلال أشهر تقلصت الفجوة ما بين خام غرب تكساس الوسيط ومزيج خام برنت.

back to top