اضراب عام يشل نيكاراغوا.. والتظاهرات المطالبة برحيل الرئيس تتسع

نشر في 15-06-2018 | 12:37
آخر تحديث 15-06-2018 | 12:37
No Image Caption
اندلعت مواجهات جديدة الخميس في نيكاراغوا التي شلها طوال النهار اضراب عام ما أدى إلى ارتفاع حصيلة ضحايا الصدامات إلى أكثر من 160 شخصاً منذ بداية الحركة الاحتجاجية على الرئيس دانيال اورتيغا التي تقمع بعنف.

وأعلن مركز نيكاراغوا لحقوق الإنسان أن أربعة أشخاص على الأقل، بينهم فتى في الخامسة عشرة من العمر، قتلوا بالرصاص في الساعات الأخيرة في هجمات شنتها قوات مكافحة الشغب ووحدات شبه عسرية موالية للحكومة.

ووقعت هذه الحوادث العنيفة في عدد من معاقل المعارضة حول العاصمة ماناغوا وخصوصاً في ناغاروتي (شمال غرب) وتيبيتابا (شرق) وماساتيبي (جنوب)، حسبما ذكرت مارلين سييرا مديرة مركز حقوق الإنسان.

وكان اضراب وطني شل ليل الأربعاء الخميس البلاد بدعوة من المعارضة للاحتجاج على قمع المتظاهرين الذي أسفر عن سقوط 162 قتيلاً وأكثر من 1300 جريح منذ بداية التحرك في 18 أبريل.

وقالت ممثلة تحالف المعارضة ازاليا سوليس لوكالة فرانس برس أن «اورتيغا يواصل سياسته الاجرامية ضد شعب نيكاراغوا لأنه لا يريد مغادرة السلطة، مع أن الشعب يطلب منه الرحيل».

من جهته، صرح بابلو راميريز وهو سائق سيارة أجرة اضطر لوقف عمله بسبب عدم وجود زبائن أن «كل شيء متوقف والسكان يدعمون الاضراب».

ووحدها بضع حافلات نادرة شبه خالية كانت تتجول في شوارع العاصمة المطوقة من قبل قوات الأمن. أما سوق «ميركادو» الشرقي الذي يُعد من الأكثر حيوية في ماناغوا، فقد خلا تماماً من المتسوقين.

وقال كارلوس سانشيز البائع الجوال الذي يبلغ من العمر 58 عاماً «لا أحد يعمل اليوم»، مؤكداً أنه يأمل أن يسمح الاضراب باخضاع نظام اورتيغا وبايجاد حل للأزمة.

وبقيت المصانع والمصارف ومحطات الوقود والمطاعم والمحلات التجارية الصغيرة مغلقة وكذلك كل المدارس تقريباً التي بقي تلاميذها في البيوت.

وهذا الاضراب لـ 24 ساعة أطلقه تحالف المواطنين للعدالة والديموقراطية، وهو تجمع لطلاب ورؤساء شركات وممثلين عن المجتمع المدني، بينما تتسع التظاهرات تدريجياً.

ومع دعمها الاضراب الذي وصفته بأنه «تعبير عن احتجاج سلمي»، دعت الكنيسة الكاثوليكية التي تتمتع بنفوذ كبير الحكومة والمعارضة إلى استئناف الحوار.

ودعا الأساقفة الجانبين إلى اجتماع تشاوري الجمعة ليقدموا رد اورتيغا (72 عاماً) على اقتراحهم اصلاح الحياة السياسية.

ويحكم اروتيغا المتمرد السابق، البلاد منذ 2007 وتسمح له ولايته الجديدة بالبقاء في السلطة ثلاث سنوات أخرى، وكان قد شغل منصب الرئاسة من 1979 إلى 1990.

ويرى المتظاهرون الذين يطالبون برحيله أنها فترة طويلة جداً، مطالبين بتقريب موعد الانتخابات الرئاسية التي يُفترض أن تجرى في نهاية 2021 وبإصلاحات دستورية.

وردت روزاريو موريو زوجة دانيال اروتيغا التي تشغل منصب نائب الرئيس ويهاجمها المتظاهرون أيضاً «كفى، كلنا نريد السلام نريد تجاوز هذه الظروف القاسية والمؤلمة والمأساوية، نريد أن نجد امكانيات لرسم طريق إلى الإمام على طاولة المفاوضات».

شهدت البلاد التي تعاني من أزمة اقتصادية واجتماعية عميقة، تصاعداً في العنف منذ الاثنين بعدما حاولت قوات الأمن إزالة الحواجز التي نصبت على الطرق بالقوة.

وأغلق المتظاهرون المجهزون بمقاليع وقذائف هاون يدوية الصنع في مواجهات بنادق عناصر مكافحة الشغب، عدداً من محاور الطرق ما أدى إلى شل حركة آلاف الشاحنات وإلى فوضى في امدادات البلاد.

وألحقت هذه الخطوات ضرراً بالاقتصاد الوطني الهش وبلغت كلفتها أكثر من 900 مليون دولار إذا استمر النزاع، حسب مؤسسة نيكاراغوا للتنمية الاجتماعية والاقتصادية.

وبعدما دعمته لفترة طويلة، قطعت أوساط الأعمال الجسور مع الرئيس اورتيغا بسبب قمعه التظاهرات.

وفي مواجهة القوة التي تستخدمها شرطة مكافحة الشغب والقوات شبه الحكومية الموالية لاورتيغا، بدأ بعض المتظاهرين التفكير في حمل السلام، بينما كانت الحركة تصر على أنها مسالمة.

وقال مسؤول طلابي يلقب بـ «الهر» (ال غاتو) ويعتصم منذ أكثر من شهر مع حوالي مئة طالب آخرين في جامعة ماناغوا التي تحولت إلى حصن «بالنسبة لي ما يجري هو حرب أهلية كامنة».

وأضاف «معظمنا لا يريدون التفكير في ذلك لكن شخصياً، أعتقد أن الوقت سيحين لنتسلح لنكون مساويين لهم»، وتابع «أعتقد أن هذه المعركة عادلة».

back to top