هيفاء عادل: أول دور كوميدي لي في «تب أم عصفور» (4- 4)

«حصلت على جائزة التمثيل في احتفال أقيم في سينما السالمية»

نشر في 06-06-2018
آخر تحديث 06-06-2018 | 00:01
نلتقي على مدى حلقات الفنانة القديرة هيفاء عادل، التي تنفرد بأدائها وتمثيلها من خلال ما تجسّده من أدوار مختلفة ومتنوعة، سواء على خشبة المسرح أو أمام الكاميرا. وفي الحلقة الرابعة الأخيرة، تواصل هيفاء عادل حديثها عن أعمالها مع فرقة مسرح الخليج العربي الناجحة، إضافة إلى خوضها غمار الإنتاج المسرحي والتلفزيوني عبر "الغجرية والأحدب" و"عذبيني" و"وفاء" و"سرى الليل" التي كتب لها النجاح أيضاً.
وتطرقت إلى تقديم مسرحيتي "شاليه السعادة" و"تب أم عصفور" في عرض واحد، وتم عرضهما في الكويت وإمارة أبوظبي، وفي الأخيرة، تلقت ضربة من الفنان محمد السريع على خشبة المسرح ضمن سياق الحدث الدرامي، لكنها كانت قوية وأغمي عليها فوراً، ووقعت على المسرح، وطلبوا لها سيارة الإسعاف، وتم إسعافها ومتابعة حالتها، وبعدما أفاقت من الغيبوبة، سألها المخرج عبدالعزيز المنصور إذا كان بإمكانها استكمال العرض الثاني فأجابته أنها تستطيع.
ولفتت هيفاء عادل إلى أن الفنان الراحل عبدالحسين عبدالرضا قد اختارها في أول عمل يجمع بينهما، وهو المسلسل التلفزيوني الكوميدي "العتاوية"، وبعدها مسرحية "باي باي لندن"... وإليكم تفاصيل الحوار.

• ما ذكرياتك عن مسرحية "تب أم عصفور"؟

بعد ثلاثية "الواوي" التي اشتملت على ثلاث مسرحيات ذات فصل في عرض واحد، خضنا غمار تجربة أخرى بعرض مسرحيتي "شاليه السعادة" و"تب أم عصفور" في عرض واحد أيضاً، وشاركت في العملين، الأول "شاليه السعادة" تأليف أنتوني يوث وترجمة أحمد رضوان وإعداد محمد السريع وإخراج عبدالعزيز المنصور، من بطولة الفنانين منصور المنصور وعائشة إبراهيم ومحمد السريع وماجد سلطان وخليل إسماعيل. تدور أحداثها حول زوج وزوجة حديثي الزواج، استأجرا شاليهاً في أحد مصايف جبل لبنان مدة أسبوعين لقضاء شهر العسل، يكتشفان بأن الشاليه قد تم استئجاره من زوجين آخرين لقضاء شهر العسل أيضاً، وهنا تبدأ الخلافات بينهم.

والثاني "تب أم عصفور" إعداد أحمد رضوان ومحمد السريع وإخراج مبارك سويد، عمل كوميدي، يتناول قصة الزوج الذي يسعي لأن يصبح قادراً على شراء كل شيء، في حين تنحصر طموحات زوجته في أن تكون باعثة للسعادة التي لا تتحقق عوامل الأمن داخل أية أسرة إلا بها، وذلك الثراء الذي تسعى إليه. ذلك التناقض القائم خلال المسرحية بين مفهوم القوة المادية والثراء ومفهوم الزوجة الكامن في السعادة وعوامل الأمن والطمأنينة.

قام بتجسيد دور الزوج "أبو عصفور" الفنان الراحل محمد السريع، وأدى دور ابني "عصفور" عبدالرزاق نجل الفنان الراحل خليل إسماعيل، وشارك في التمثيل الأخ العزيز الفنان عبدالله الحبيل، "وتعد المرة الأولى التي أجسد من خلالها شخصية كوميدية، وقد تقبلني الجمهور بهذا الثوب الجديد وتجاوب معي".

الوقوع على المسرح

• ما المواقف التي حدثت لك أثناء عرضها في أبوظبي؟

عرضت المسرحيتان في عرض واحد كما أسلفت، في الفترة من 22 إلى 31 أغسطس 1979، وأثناء عرضها في إمارة أبوظبي بدولة الإمارات العربية المتحدة في سبتمبر 1979، وفي نهاية عرض "تب أم عصفور"، أمسكني محمد السريع "أبو عصفور"، لأتلقى منه ضربة وفق السياق الدرامي للمسرحية كزوج مل من زوجته "أم عصفور" التي لا تلتفت إلا إلى تنظيف المنزل، فجاءت الضربة قوية من قبله على البلعوم، فتأثرت الحنجرة، وأغمي علي فوراً، ووقعت على المسرح، طلبوا سيارة الإسعاف، وتم إسعافي ومتابعة حالتي إلى أن أفقت من تلك الغيبوبة، وما وجدت أمامي إلا الفنانة الراحلة عائشة إبراهيم التي كانت عيناها قد اغرورقتا بالدموع، وقالت لي: "هل أنت بخير حبيبتي؟"، كما رأيت أيضاً محمد السريع (بوجمال) الذي قال ممازحاً بخفة دمه المعهودة: "اعتقدت إنك انتقلت إلى الرفيق الأعلى، وأنا سأذهب إلى السجن لأنني تسببت في موتك، كنت سأذهب في ستين داهية".

أما المخرج عبدالعزيز المنصور فقال، هل بمقدورك استكمال العرض الثاني "شاليه السعادة"؟ فأجبته دون أي تردد نعم أستطيع، لأن الجمهور يعلم بأن هناك عرضاً ثانياً، حيث كانت عائشة بملابس العرض الثاني، وكذلك منصور المنصور وماجد سلطان، فتحملت وأديت دوري.

• ما هي ردود أفعال الجمهور عند وقوعك مرة ثانية؟

في العرض الثاني "شاليه السعادة"، يتطلب دوري أن أقع على الأرض، لأنني قد فزعت من أمر ما، وهنا احتج الجمهور قائلاً: "لقد وقعت مرة ثانية حرام عليكم"، فوقفت هنا وقلت لهم دوري يتطلب وقوعي على الأرض ثم عدت لأداء دوري مرة أخرى فصفق لي الجمهور.

أفضل «كوميدية»

• ما الجائزة التي حصلت عليها عن دورك في "تب أم عصفور"؟

- لم أتوقع حصولي على جائزة أفضل ممثلة كوميدية، وذلك في الاحتفال الذي أقيم في سينما السالمية لفرقة مسرح الخليج، ولم أنتبه عند الإعلان عن فوزي، فقالت لي عائشة إبراهيم، لقد فزت بجائزة أفضل ممثلة كوميدية، فتسلمت الجائزة وعدت إلى مكان جلوسي، وباركت لي عائشة، وهنأتني على هذا الفوز، وشدت علي يدي قائلة: "أريدك أن تكوني دائماً بهذا المستوى وأحسن"، وبعد قليل أعلنت لجنة التحكيم فوزها بجائزة أفضل ممثلة عن دورها في "شاليه السعادة".

ظروف صعبة

• ماذا عن الظروف التي واكبت "إذا طاح الجمل"؟

كنت قد مررت بظروف صعبة، أبعدتني عن المسرح أربعة أعوام ونصف العام، تلقيت اتصالا هاتفيا من محمد الرشود الذي كان حينها رئيساً لمجلس إدارة مسرح الخليج العربي، عارضا علي المشاركة في مسرحية "إذا طاح الجمل" من تأليفه وإخراج نجف جمال، لأنها ستمثل الكويت في المهرجان الرابع للفرق المسرحية الأهلية بدول مجلس التعاون الخليجي في مملكة البحرين- الذي أقيم في الفترة من 20 إلى 27 مايو 1995- وليس لدينا متسع من الوقت، أمامنا سبعة أيام فقط، وهنا صدمت كيف سننجز العمل خلال أسبوع واحد فقط، سألته عن المسرحية، فشرح لي المضمون عبر الهاتف، فوافقت من دون أن أتصفح أوراق النص، ودون معرفة فريق العمل، لأنه يحمل قضية إنسانية بحتة، لم نشهد له مثيلاً منذ فترة طويلة، ثم بدأت بروفات الحركة في اليوم التالي.

لقد عانينا الكثير نظرا لضيق الوقت، والمخرج نجف جمال كان مرتبطاً بمسرحية جماهيرية بعنوان "طيور الجوارح"، والتحق بنا بعد يومين من البروفات، بعدها غادرنا إلى المنامة، وشرعنا بالتدريبات الساعة الواحدة ظهراً حتى السادسة مساءً، ثم نذهب لمتابعة عروض مسرحيات الفرق الخليجية في المهرجان، فحضرنا كل العروض عدا واحدة للمسرح البحريني، وبعد مشاهدة العروض نعود إلى مطعم الفندق لمواصلة البروفات حتى الثامنة صباحاً. ومعي في بطولة العمل الراحل خليل إسماعيل، وطارق العلي، وعبدالناصر درويش، والراحل محمد راشد العقروقة شقيق ولد الديرة.

• ماذا عن اختفاء صوتك؟

بعد الابتعاد عن المسرح عدة سنوات، يحتاج الفنان إلى تدريب مكثف للصوت، وفي مشهد "المناحة"، طلب مني الرشود أن أرفع صوتي وبقوة أكثر، لكن بعد البروفة اختفى صوتي، ولم يتبق على عرضنا غير ثلاثة أيام، وقد سمعوا صوتي ففوجئوا جميعاً، وشعروا بالصدمة، فقدموا لي المشروبات الساخنة، وذهبت إلى المستشفى الأميركي، واخذت إبرة كي يعود إلي صوتي، وما أن وطأت قدمي خشبة المسرح في ليلة العرض عاد صوتي على الفور، وفي مشهد المناحة جرحت أحبالي الصوتية، ولم أهتم لأن المهم تأدية الدور بأفضل حال.

• كيف تم استقبال العرض الكويتي؟

الفرق الخليجية والجمهور ينتظرون العرض الكويتي بفارغ الصبر، افتتحنا العرض وكانت الصالة ممتلئة بالجمهور، والواقفون أكثر من الجالسين. وتجمهر الناس خارج المسرح، فلم نشهد ذلك في عروض الفرق الزميلة، إنها الجائزة الحقيقية، فنحن لم نذهب من أجل الفوز بالجوائز.

• ما الجوائز التي حصدتها المسرحية؟

حازت المسرحية جائزتين، هما أفضل ديكور للفنان نجف جمال، وأنا أفضل ممثلة، وفرحتي لا توصف، فالجائزتان لديرتي الكويت الحبيبة، وكنت سعيدة جداً لأنني سأعود إلى بلدي وأحمل معي الجائزة.

• هل كنت على دراية أن العمل تم تقديمه سابقاً؟

نعم، هذا العمل المسرحي، قدم في أولى دورات مهرجان الكويت المسرحي عام 1989، بمناسبة يوم المسرح العالمي، وقد حصد خمس جوائز، وهي أفضل ممثلة مناصفة بين الفنانتين الكبيرتين عائشة إبراهيم وحياة الفهد، وأفضل نص لمحمد الرشود، وأفضل تقنية لنجف جمال، وأفضل ممثل لخليل إسماعيل.

• ما أول عمل جمعك بالفنان عبدالحسين عبدالرضا؟

مسلسل "العتاوية"، فرحت جداً باختياره لي، خاصة أنني سأقف أمام الكاميرا مع فنان كبير مثله يعد مدرسة فنية، ولله الحمد نجحت في هذه التجربة، حيث كسبت خبرة بالتعاون معه ومع نخبة من النجوم الكبار، مثل عائشة إبراهيم ومحمد جابر وعلي المفيدي وغيرهم، لقد أسهم هذا العمل في زيادة شهرتي.

• هل "العتاوية" كان مدخلاً لعملك في "باي باي لندن"؟

خلال تصوير "العتاوية" عرض علي بوعدنان العمل في المسرحية، وشاهدته ممثلا مسرحيا ملتزما وإنسانا وفنانا يحرص على عمله، وصبورا يسمع وجهات النظر المختلفة، وهذه ميزة جيدة ذكرتني بالراحل صقر الرشود، الذي كان يسمع للصغير قبل الكبير، ومن المواقف التي لا تنسى للعملاق عبدالحسين في هذا العمل المسرحي، أنه يتناول علاجه على خشبة المسرح، وكانت أنبوبة الأكسجين موجودة في غرفته، وقبل دخوله المسرح يستنشق الأكسجين، وهذا الأمر لا يعرفه الجمهور، لأنه خلف الكواليس، وهو مرهق لكن بعد أخذ العلاج يقف شامخاً كالجبل على المسرح، رحمك الله يا بوعدنان.

• ما الأعمال التي قمت بإنتاجها؟

خضت مجال الإنتاج المسرحي والتلفزيوني من خلال مسرحية "الغجرية والأحدب" (1997)، و"عذبيني" (1998)، ومسلسل "وفاء" (2003) وجميعها من تأليف وإخراج نجف جمال، أما "سرى الليل" (2004) تأليف محمد سعيد الضنحاني وإخراج نجف جمال، وكلها تجارب تكللت بالنجاح.

• لماذا انقطعت عن الفن؟

أسباب إنقطاعي عن الساحة الفنية، تعود إلى ثلاث مراحل، المرحلة الأولى بسبب وفاة والدتي رحمها الله، والثانية لوفاة شقيقي صباح رحمه الله، والثالثة هي أطول فترة انقطاع بالنسبة لي، بسبب خضوع حفيدي المقعد لعمليات عديدة في الولايات المتحدة الأميركية، قمت بمرافقته دائماً وفي كل عملياته، ومنذ البداية تكفلت برعايته وسخرت نفسي له، فهو نور عيني.

«مشهد من الزمن الجميل» أعادها للخشبة

قالت الفنانة هيفاء عادل إن المنتج جمال اللهو، استطاع إقناعها بالعودة إلى التمثيل على خشبة المسرح، من خلال عرض افتتاح مهرجان الكويت المسرحي الثامن عشر 2017، وهو بعنوان «مشهد من الزمن الجميل» الذي تصدى لإخراجه نجف جمال، حيث تم إيصال رسالة، وهي الحفاظ على المسرح الكويتي، كي لا يندثر أو يُنسى، أو يضيع تراثه القديم والقيم، وهو ما تعلمته وزملائها من الأساتذة الأولين، مشيرة إلى الشباب هم من سيكملون الرسالة ولا بد أن يحبوا بلدهم ويعملوا من أجله بإخلاص.

وأبدت نصيحة للجيل المسرحي الحالي، تكمن في عدم نسيان أو تجاهل أو نكران دور من سبقوهم، وألا يبخسوا حق الرواد الأوائل، فلولاهم لما استمرت الحركة المسرحية، موضحة أنه في السابق كان الفنانون يعملون بإخلاص.

وتمنت أيضاً من المسؤولين مواصلة الاهتمام بالمسرح، داعيةً إلى مثل ما قاله العرض الافتتاح أن يقام متحف للإكسسوارات والمقتنيات التي استُخدمت في الأعمال القديمة، وكذلك تسجيل النوادر والمواقف التي صاحبتها.

«مضارب بني نفط» لم تعرض بسبب «الماستر»

أطلقت هيفاء عادل على مسرحية «مضارب بني نفط»، «دانة» الأعمال من ناحية المضمون، الذي كتبه عبدالأمير التركي مع سعد الفرج، حيث من المعروف أن التركي يطرح موضوعاته بجرأة وصراحة سواء كانت سياسية أو اجتماعية.

ووقفت لأول مرة على خشبة المسرح أمام الفنان القدير سعد الفرج في هذا العمل، مشيرة إلى أن المسرحية قدمت أحداثاً حصلت بعد فترة من عرضها. عُرضت المسرحية في يناير 1990.

شارك في بطولة العمل غانم الصالح وجاسم النبهان ومحمد السريع وأمين الحاج وكنعان حمد وحسين البدر وعبدالرزاق خلف (بورزيقه)، وديكور سعيد النابلسي، وكلمات الأغنيات للشاعر هزاع الصلال والألحان لراشد الخضر.

ولفتت عادل إلى أن المخرج عبدالرحمن الشايجي قد صوّر المسرحية تلفزيونياً، لكن المسرحية لم تعرض على الشاشة لأن الشريط «الماستر» قد سرق إبان الاحتلال الآثم.

فرحتي كانت لا توصف بعد فوزي بجائزة المهرجان الرابع للفرق الأهلية الخليجية

«إذا طاح الجمل» أجريت بروفاتها خلال 7 أيام فقط

«العتاوية» أول عمل جمعني بعبدالحسين ثم «باي باي لندن»

أنتجت «الغجرية والأحدب» و«عذبيني» و«وفاء» و«سرى الليل» وكلها أعمال ناجحة

3 أسباب جعلتني أنقطع عن الفن: وفاة والدتي وشقيقي وعمليات حفيدي
back to top