انتخابات العراق: العبادي والصدر يتقدّمان على «حلفاء إيران»

نتائج قوية لـ «المدنيين»... والمعارضة الكردية تعترض وعلاوي يدعو إلى إعادة الاقتراع

نشر في 14-05-2018
آخر تحديث 14-05-2018 | 00:05
عراقيون يحتفلون بفوز قائمة سائرون ويرفعون صور مقتدى الصدر وسط بغداد مساء أمس الأول  (رويترز)
عراقيون يحتفلون بفوز قائمة سائرون ويرفعون صور مقتدى الصدر وسط بغداد مساء أمس الأول (رويترز)
وفقاً لنتائج أولية غير رسمية للانتخابات العراقية التي جرت أمس الأول، تصدر رئيس الوزراء حيدر العبادي النتائج، تلاه التحالف بين تيار مقتدى الصدر والحزب الشيوعي والتيار المدني الذي شكل أكبر مفاجآت هذا الاقتراع، الذي كانت المشاركة فيه متوسطة.
تمكن ائتلاف رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي من تصدر نتائج الانتخابات العراقية الرابعة منذ سقوط نظام الدكتاتور صدام حسين، والأولى بعد دحر تنظيم "داعش"، التي سترسم مصير البلاد للسنوات الاربع المقبلة المهمة جداً على صعيد اعادة الإعمار، كما تأتي في ظرف إقليمي دقيق وسط تصاعد الضغوط الاميركية على إيران.

وبحسب نتائج أولية، حلّ "ائتلاف النصر" بزعامة العبادي أولا، تلاه "ائتلاف سائرون"، وهو عبارة عن تحالف غير مسبوق بين رجل الدين الشيعي النافذ مقتدى الصدر والحزب الشيوعي العراقي الذي كان يعبر في مرحلة تاريخية معينة عن عصب شيعي في مواجهة حزب البعث الذي طغى عليه السُّنة. كما يضم "سائرون" شخصيات ليبرالية مستقلة برزت خلال الاحتجاجات ضد الفساد ودعما للاصلاح، وكذلك شخصيات تنتمي الى بيوت سياسية عريقة كان لها دور خلال العهد الملكي.

ووفق نتائج حصلت عليها "الجريدة"، حل ثالثاً، "ائتلاف الفتح" الذي يضم تحالفاً من الفصائل الشيعية المقاتلة تحت لواء "الحشد الشعبي" بزعامة الامين العام لـ"منظمة بدر" هادي العامري وقوى سنية.

أدنى مشاركة منذ سقوط صدام

أظهرت نسبة المشاركة في الانتخابات التشريعية العراقية، أمس الأول، أدنى نسبة مشاركة منذ سقوط نظام صدام حسين في 2003.

وأدلى 44.52 في المئة من أصل نحو 24.5 مليون ناخب فقط بأصواتهم، بحسب ما أعلنت المفوضية العليا للانتخابات.

وسجلت أول انتخابات ديمقراطية حرة بعد سقوط حكم صدام الدكتاتوري، التي نظمت في عام 2005 مشاركة بنسبة 79 في المئة أظهرت تعطش العراقيين للديمقراطية، و62.4 في المئة عام 2010، و60 في المئة عام 2014.

ثم يليه ائتلاف "دولة القانون" بزعامة رئيس الحكومة السابق نائب رئيس الجمهورية الحالي الامين العام لحزب الدعوة الإسلامي نوري المالكي، وفي المرتبة الخامسة حل ائتلاف الحكمة بزعامة عمار الحكيم، ثم تيار القرار العراقي بزعامة اسامة النجيفي، وحل بالمرتبة السابعة ائتلاف الوطنية بزعامة أياد علاوي.

وقالت مصادر لـ"الجريدة"، إن النيار المدني المتحالف مع الصدر حقق مفاجآت قوية خصوصا في العاصمة بغداد، بينما تمكن العبادي مع الاكتساح في المحافظات السنية المحررة من "داعش"، خصوصا في نينوى اكبر هذه المحافظات، وحقق الصدر نتائج كبيرة في محافظات الجنوب التي يقيم بها الشيعة.

وقالت المفوضية العليا المستقلة للانتخابات في العراق، إنه من المتوقع إعلان نتائج الانتخابات التشريعية في غضون يومين، بعد تصويت شهد أدنى مشاركة منذ 13 عاما.

وكان نحو 10 ملايين عراقي من أصل 24 مليونا يحق لهم الانتخاب أدلوا بأصواتهم، امس الأول، لاختيار ممثليهم بالبرلمان، في أول انتخابات تشهدها البلاد بعد هزيمة "داعش" الإرهابي، وشهدت أدنى نسبة إقبال. وذكرت المفوضية، أن نسبة الإقبال بلغت 44.52 في المئة.

وخاض أكثر من 7 آلاف مرشح في 18 محافظة الانتخابات هذا العام من أجل الفوز بمقاعد في البرلمان الذي يضم 329 مقعدا.

علاوي

في غضون ذلك، طالب ائتلاف "الوطنية" بزعامة أياد علاوي في بيان أمس، بإلغاء نتائج الانتخابات وإعادة اجرائها في وقت لاحق حتى توفير "الظروف الملائمة".

وعزا الائتلاف ذلك الى "عزوف الشعب العراقي الكريم عن المشاركة في الانتخابات بشكل واسع، وانتشار أعمال العنف والتزوير والتضليل وشراء الأصوات واستغلال ظروف النازحين والمهجرين"، مشيرا الى "ضبابية الإجراءات التي اتخذتها مفوضية الانتخابات في التصويت الإلكتروني، وهذا العزوف عن مجلس تشريعي سيفرض حكومة ضعيفة لا تحظى بالثقة المطلوبة لنجاحها"، مطالباً بقيام الحكومة الحالية بتصريف الاعمال حتى اعادة الاقتراع.

كركوك والسليمانية

وكانت محافظتا كركوك والسليمانية الكرديتان، شهدتا اشتباكات بين الأحزاب الكردية على خلفية التصويت، مما استدعى فرض حظر للتجوال.

واتهم التركمان والعرب وأحزاب كردية معارضة الحزبين الرئيسيين خصوصا حزب الاتحاد الديمقراطي الكردستاني حزب الرئيس الراحل جلال الطالباني، بتزوير نتائج الانتخابات، وطالبوا بعد يدوي أو اعادة الاقتراع. وأرسلت المفوضية العليا للانتخابات لجنة لتقصي الحقائق.

ورفض المتحدث باسم الاتحاد الوطني الكردستاني، سعدي أحمد بيرة أمس، اتهام حزبه بالتزوير، وقال: "سجلنا شكاوى في أربيل ودهوك، ونرفض اتهام الاتحاد بالتزوير، ولن نقبل الإساءة إلى سمعة الاتحاد الوطني".

تشكيل الحكومة

الى ذلك، أكد عباس البياتي القيادي في ائتلاف "النصر" أمس، أن ائتلافه سيخوض المفاوضات مع جميع الكتل، "وليس هناك أي خطوط حمراء أو فيتو على أي كتلة أو شخصية أو حزب" مضيفا أن "مدى التقارب بالبرامج الانتخابية ستكون هي الأساس في التوافقات والتحالفات المستقبلية".

وقال البياتي، إن "الحكومة الجديدة سترى النور بعد عطلة عيد الفطر المبارك"، مبينا أن "الحكومة الجديدة سترتكز على مبدأ التكنوقراط السياسيين أو من خارج المجال السياسي وضمن الاختصاصات والمهنية".

وكان أول المهنئين وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو، الذي دعا "الأعضاء المنتخبين في البرلمان الى تشكيل حكومة جامعة تلبي حاجات كل العراقيين"، مضيفا: "نأمل أن تتم هذه العملية سريعاً، وضمن المهل الدستورية، لكي يتمكن العراق من مواصلة التقدم نحو مستقبل أفضل يكون أكثر أماناً وازدهاراً".

كيف تشكل الحكومة الجديدة؟

فيما يلي كيفية تشكيل الحكومة وفقا للدستور العراقي الذي يحدد مهلة 90 يوما للعملية:

• تعلن المفوضية العليا المستقلة للانتخابات نتائج الانتخابات اليوم الاثنين.

• يدعو الرئيس فؤاد معصوم البرلمان الجديد للانعقاد خلال 15 يوماً من إعلان النتائج.

• ينتخب المشرعون رئيساً للبرلمان ونائبين له بالأغلبية المطلقة في الجلسة الأولى.

• ينتخب البرلمان رئيساً جديداً بأغلبية ثلثي النواب خلال 30 يوماً من انعقاد الجلسة الأولى.

• يكلف الرئيس الجديد مرشح الكتلة الأكبر في البرلمان بتشكيل الحكومة.

• يكون أمام رئيس الوزراء المكلف 30 يوماً لتشكيل الحكومة وعرضها على البرلمان للموافقة عليها.

• يتعين على البرلمان الموافقة على برنامج الحكومة وعلى كل وزير على حدة في تصويت منفصل بالأغلبية المطلقة.

إذا فشل رئيس الوزراء المكلف في تشكيل حكومة ائتلافية خلال 30 يوما أو إذا رفض البرلمان الحكومة التي اقترحها رئيس الوزراء المكلف يتعين على الرئيس تكليف مرشح آخر بتشكيل الحكومة خلال 15 يوما.

نائب مقرب من العبادي يتحدث عن مساعٍ لتشكيل حكومة تكنوقراط بعد عيد الفطر
back to top