خاص

الحركات الإسلامية السُّنية والشيعية في الكويت (الحلقة السادسة)

تطورها الفكري والتاريخي 1950-1981م...

نشر في 04-05-2018
آخر تحديث 04-05-2018 | 00:06
يرصد د. علي الزميع في هذا الكتاب الذي أنجزه باللغة الإنكليزية بين عامي 1985 و1988م وحصل به على الدكتوراه في جامعة إكستر بالمملكة المتحدة، مسيرة القيادات الإسلامية السنية والشيعية، وتطور حركاتهم على الساحة الكويتية بين عامي 1950 و1981م.

فهذه التيارات أدت، ومازالت، دوراً مؤثراً في حراك المجتمع الكويتي الاجتماعي والسياسي والثقافي، وذلك في حقبة تاريخية مثلت إحدى أهم حقب تكوين المجتمع الكويتي.

وهذا الكتاب ينشر بعد مرور ربع قرن على إنجازه، مما يعني أن هناك تساؤلات قد تواجه القارئ بشأن وجود تباين بين ما توصل إليه من نتائج والواقع الراهن.

جاء الكتاب في 6 فصول، الثلاثة الأولى قدمت دراسة وصفية لمختلف الحركات وأغراضها ومؤسساتها وتفاعلها مع محيطها الاجتماعي، وردود أفعال النظام السياسي والقوى الفكرية السياسية الأخرى ومواقفها من تلك الحركات. وفي الفصل الرابع قدم خلفية للمجتمع الكويتي بين عامي (1963 و1981)، وفي «الخامس» استقصى الوجود السني وتفاعلاته من الفترة نفسها، وفي «السادس» تناول الوجود الشيعي في الفترة ذاتها، ممثلا بحزب الدعوة والشيرازية، واختتم البحث بعرض لمسيرة التفاعل الاجتماعي والسياسي للحركة الإسلامية في الكويت. وفيما يلي تفاصيل الحلقة السادسة.

كان الفكر والحركة الإسلامية لأهل السُنة في الكويت حتى عام 1963 قاصرين على ما كان عليه الوضع السائد في عقد الخمسينيات من انتشار الفكر الوهابي بين قاطني البادية، ووجود بعض العلماء التقليديين وتجمعات قليلة من الإخوان المسلمين في المدينة، وكان دور الفكر الوهابي والعلماء التقليديين في الحقيقة ضعيفاً ومحدوداً للغاية، بل كاد يختفي تدريجياً، فيما كانت مجموعات الإخوان هي الأكثر فاعلية نسبياً في ذلك الوقت.

تجمعات إخوانية

بعد انتكاسة وضعف جمعية الإرشاد الاسلامي في أواخر الخمسينيات، التي أدت إلى تشتت عناصر الإخوان الكويتيين، تركز الوجود الفعلي لهم وللفصائل الإخوانية غير الكويتية في مجموعات مناطقية متناثرة، وتحوَّلت بقايا الجماعة في الكويت إلى تجمُّع فكري دون أي كيان تنظيمي، فقد كان هناك مجموعة فلسطينية، ومجموعة مصرية، وكلتاهما تتوافر لديها إطار تنظيمي أكثر فاعلية من الكويتيين، يُضاف إلى ذلك وجود تجمعات إخوانية صغيرة جدا للجنسيات الأخرى، مثل: العراقيين، والسوريين، وكانت هذه الجماعات تعاني التفكك والضعف من الداخل، وتخسر طاقتها في صراعها المستمر مع خصومها في الخارج، لا سيما الحركة القومية، وقد أدى ذلك إلى منعها من القيام بأي عمل أو نشاط فاعل، وكان جل اهتمامها وأولوياتها منصباً على محاولة المحافظة على أعضائها، ومنع تشتتهم بين الحركات القومية واليسارية السائدة في ذلك الوقت.

أدت هذه المجموعات دور الوعاء الاجتماعي الحاضن الذي يحتوي أفراد الإخوان المسلمين الذين يشعرون بالاغتراب في مجتمعاتهم، بسبب خصمهم الرئيس جمال عبدالناصر ومناصريه.

ونظمت هذه المجموعات الإخوانية أنشطة ثقافية داخلية خلال هذه الفترة، تؤكد على مفاهيم إسلامية عامة، من قبيل: صلاحية وشمول الإسلام لكل القضايا وشؤون الحياة اليومية، وانتقدوا رؤى الحركات القومية والعلمانية السائدة في الساحة العربية، مع الحرص على عدم التركيز مباشرة على أفكار الإخوان المسلمين، وقد يعزى ذلك إلى عدة عوامل، لعل أبرزها أن الفكر الإسلامي العام الذي تستند إليه حركة الإخوان كان مهدداً من الفكر العلماني، الذي تعتنقه بعض الأنظمة السياسية الحاكمة، التي عبأت كل أجهزتها الإعلامية والتربوية لخدمته ونشره.

كانت أولوية الإخوان هي مواجهة ومقاومة انتشار هذا التيار الذي هدد صميم وجودهم، وكانت الحركة تواجه ضغطاً وعداوة جماهيرية ضخمة منعتها من الدعوة العلنية لأفكارها ورؤيتها الخاصة، وانعكس ذلك على الحركة من الداخل، فعنيت في خطابها بالثقافة الإسلامية العامة أكثر من تركيزها على فكر وتوجهات الإخوان.

وكانت المجموعة الفلسطينية بالكويت هي أقوى فصائل الإخوان، وأكثرها استقراراً، نتيجة للوجود الفلسطيني الضخم في الكويت، وسبب كون جماعة الإخوان الفلسطينية الأم في فلسطين المحتلة والأردن لم تعانِ أي أزمات سياسية أو صدامات مباشرة، كما كانت حال منظمات الإخوان الأخرى في مصر وسورية والعراق، وقد وفر هذا للفصيل الفلسطيني درجة من الاستقرار الضروري للنمو والتطور، وكان من القادة البارزين لهذه المجموعات في عقدي الستينيات والسبعينيات: د.حسن عبدالحميد، وعمر أبوجبارة وعبدالله أبوعزة.

الكويت وفرت الاستقرار والأمان للإخوان المصريين، وكان من بين القادة البارزين لهذه المجموعات في الكويت عبدالعزيز السيسي، وعبدالمنعم مشهور، ود. جمال الدين عطية، ود. سالم نجم سالم، ود. محمد طلبة زايد.

علاقات الفصائل

من الملاحظ أن فصائل الإخوان كانت ناشطة طوال هذه الفترة بطريقة أحادية ومنفردة، فاحتفظوا باستقلاليتهم طبقا لجنسيتهم، بغض النظر عن القواسم والجذور الواحدة الرئيسة المشتركة، فلم يلتقوا أو يختلطوا بأي شكل من الأشكال.

وقد استفاد الإخوان الكويتيون من خبرات أعضاء الفصائل الإخوانية الأخرى العلمية في تنظيم حملة تثقيفية إسلامية عامة في عموم المجتمع، عن طريق إشراكهم في البرامج الإسلامية العامة والأنشطة؛ موجهين ومعلمين، ولإلقاء المحاضرات، وتنظيم حلقات ودروس المساجد والديوانيات والجمعيات وخلافه، ومن نماذج ذلك أنشطة الشيخين: حسن أيوب، وحسن طنون، وكلاهما كان خطيباً معروفا ومؤثرا، وبهذا الطريقة أمكن تعويض وسد نقص الكفاءات التي كانت نادرة بين الكويتيين بذلك الزمن.

المجموعة الكويتية

كانت مجموعة الإخوان المسلمين الكويتيين في بداية عقد الستينيات تتكون من بعض القيادات الباقية لجمعية الإرشاد الإسلامي، الذين أيدوا سابقاً خط الإخوان المسلمين، وأضيف إليهم مجموعة صغيرة من الشباب الذين تجمعوا حولهم ممن تأثروا بفكرهم، ولكن دون أي ارتباط تنظيمي فعلي يربط بينهم. لم يكن للمجموعة خلال هذه الفترة دور مهم في المجتمع، وكان تأثيرها على المستويات الفكرية والسياسية والاجتماعية محدوداً للغاية، ويرجع ذلك إلى أن المجموعات المثقفة التي اعتمدت عليها جمعية الإرشاد في أوائل الخمسينيات انتقل أفرادها إلى حركات، واعتنقوا أفكارا أخرى، بسبب انتشار التعليم ذي التوجه الفكري الغربي، الذي وفر قيما سياسية واجتماعية متحررة.

جمعية الإصلاح 1963

دُعي العديد من الشخصيات ذات التوجه الإسلامي في الكويت إلى اجتماع تشاوري، لدراسة قضية استئناف أنشطتهم، وكان من أكثر المتحمسين لذلك كل من عبدالله علي المطوع، وعبدالله العقيل من الإخوان المسلمين، وقد عُقد الاجتماع الأول في ديوانية فهد الحمد الخالد عام 1963 وحضره عدد كبير من المشاركين، كان من أبرزهم: عبدالله المطوع وفهد الخالد وعبدالرحمن المحجم ومحمد عبدالعزيز الوزان، ويوسف النفيسي، ويوسف الحجي، وعبداللطيف الشايع، وصبيح البراك، وعبدالعزيز المزيني ومحمد العصيمي، وكان اللقاء حاشداً وحماسياً، وكان هناك اتفاق على استئناف الأنشطة الإسلامية، وتأسيس جمعية إسلامية، واختير لها اسم «جمعية الإصلاح الاجتماعي»، تقليداً لاسم «جمعية الإصلاح» في الزبير بالعراق، الناشطة منذ بداية الخمسينيات، وتم تشكيل لجنة تحضيرية، كان أمين سرها عبدالرحمن المجحم، وقررت اللجنة القواعد الأساسية لها، واتصلت بالسلطات المختصة، لتقديم طلب ترخيص لإنشاء الجمعية.

وقد أشهرت جمعية الاصلاح الاجتماعي رسميا في 22 يوليو 1963، وبدأت ممارسة نشاطها العام، مدشنة بذلك مرحلة جديدة في تاريخ الحركة الإسلامية بالكويت، وكان من بين المشاركين في هذا النشاط عناصر مؤيدة للإخوان من الذين ما زال لديهم توجهات إسلامية، إضافة إلى عناصر تقليدية متدينة، وقد حدث ذلك، لأن الإخوان الكويتيين كانوا غير قادرين على القيام بعمل إسلامي عام بمفردهم، لضعفهم، إضافة إلى العداء الشديد والنفور الذي يستشعره العامة تجاههم، كما يرجع ذلك إلى أن فكرهم كان يتسم منذ بدايته بميول كويتية محلية في العديد من الجوانب، لاسيما في السياسة.

كان الإخوان الكويتيون يؤمنون بفكر الإصلاح السياسي، بخلاف تنظيمات الإخوان الخارجية، التي كانت راديكالية وثورية، وقد وفر لهم ذلك تأثيراً ودعماً من الشرائح الاجتماعية المحافظة، وعلماء الدين التقليديين، ورجال بارزين من المتدينين والتجار، الذين أظهروا حماسهم لأي عمل إسلامي يشبع روحيتهم الدينية من جانب، ولا يعرض مصالحهم الخاصة للخطر من جانب آخر.

ووفّر التناقض السياسي بين النظام الحاكم والحركات القومية فرصة ملائمة ومواتية لظهور ونمو جمعية الإصلاح الاجتماعي، والتي مثلت بفضل خطها السياسي المحافظ توازنا سياسيا بين هذه القوى، ذلك أن الحكومة كانت تخشى على وجه الخصوص من العلاقات الخارجية للحركة القومية مع الأنظمة العربية الثورية.

الإخوان وجمعية الإصلاح

بدأ واضحاً منذ تأسيس جمعية الاصلاح الاجتماعي أن الإخوان المسلمين كان لهم الدور الأساسي في اقتراح إنشائها، لهذا كان لهم موقع مميز وفاعل في إدارتها، وتنفيذ نشاطاتها، حدث ذلك لأن الإخوان كانوا الأعضاء الوحيدين الذين يتمتعون بقدرات فكرية وحركية لتأدية هذا الدور، إضافة إلى أن أعضاءهم كانوا قد تغلغلوا في تجارب الإصلاح، واعتبروها الهيكل التنظيمي الذي يمكنهم العمل من خلاله. في تلك الفترة لم يكن للإخوان تنظيمهم الخاص بهم، وكانوا لا يفرقون بين ارتباطهم بجمعية الإصلاح، وكان لهم ارتباط فكري وحركي مميز بالإخوان المسلمين.

واستمر الإخوان المسلمون في دمج أنفسهم في جمعية الإصلاح، باعتبارهم مجموعة من الأفراد غير المؤطرين في تنظيم خاص بهم، واستمروا على هذه الحال حتى قبيل نهاية عقد الستينيات، عندما تغيَّرت الظروف بشكل يكاد يكون كاملا، فقد زادت التعقيدات في الحياة السياسية والاجتماعية إلى درجة جعلت الإخوان المسلمين يشعرون بأن جمعية الإصلاح لم تعد قادرة على التعاطي مع الأحداث التي يواجهونها، والطموحات التي يسعود لتحقيقها. لم يمنح الدور السياسي لجمعية الإصلاح المتقيد بالرقابة الحكومية الإخوان مجالا كافيا يلبي طموحهم وأنشطتهم السياسية وينشر فكرهم، وهذا يحرمهم من فرصة التحول إلى قوة سياسية.

«الإصلاح» وسياسة الانفتاح

تكون مجلس إدارة جمعية الإصلاح الاجتماعي من مجموعة صغيرة من أعضاء الإخوان، إضافة إلى أغلبية من الأعضاء المستقلين من مناصري الإخوان، وقد أصبح مجلس الإدارة أكثر التزاماً وحماسة نحو الأنشطة والقضايا الإسلامية من سابقه، وقد تزامن هذه التغير مع نقل مقر جمعية الإصلاح في عام 1970 من مبناها الأول المتواضع في منطقة أم صدّة إلى مبناها الجديد الحالي في ضاحية الروضة.

وانطلقت جمعية الإصلاح في مرحلة جديدة من العمل والنشاط الذي بدأ في أوائل السبعينيات، عندما فتحت أنشطتها المختلفة ومبناها للمجتمع، فقد طورت الجمعية في عام 1970 نشرتها الشهرية الداخلية المسماة الإصلاح- التي بدأت إصدارها منذ عام 1965م- وحولتها إلى مجلة إسلامية أسبوعية أسمتها «مجلة المجتمع»، وأصبحت هذه المجلة الناطق الأبرز والمعبِّر عن وجهة النظر الإسلامية الملتزمة في الكويت.

زادت جمعية الإصلاح من مواسمها ومحاضراتها الثقافية، التي أصبحت أكثر فاعلية في عرض العديد من أهدافها، إضافة إلى الموقف الفعلي للحركة الإسلامية، وصاحب هذه المواسم الثقافية سلسلة من الإصدارات الثقافية على شكل كتيبات تتناول موضوعات الموسم وغيرها، وغطت معظم القضايا الإسلامية، فقد تضمنت مواضيع عن الفقه الإسلامي، والعبادات والجهاد، والسيرة النبوية، والفكر الإسلامي.

وعلى الصعيد الاجتماعي، طرحت جمعية الإصلاح عدة برامج، من أهمها تشكيل لجان عديدة للزكاة في مناطق شتى بالكويت، وقد اختارت هذه اللجان المساجد مقار لها، حيث يتلقون الأموال والتبرعات العينية من الزكاة والصدقات، ثم يوزعونها على الفقراء والمحتاجين.

وتطوَّر طرحها لقضية المرأة في الإسلام لاحقا، ببيان الأحكام الشرعية للمرأة، فيما يتعلق بلباسها، وسلوكها، والقيم الأخرى التي يقررها الإسلام لها.

ونتيجة لتوسع نشاطات الجمعية انضم عدد كبير من الناس إلى صفوفها، وخلال الفترة بين 1975 و1980 بدأت بإنشاء فروع لها في مختلف المناطق الفقيرة وغير المنفتحة فكريا وثقافيا في الكويت.

إعادة النهوض

نتيجة قناعة بعض الإخوان الكويتيين بضرورة تغيير وسائل عملهم خصلوا إلى نتيجة مؤداها أن الطريقة الحاسمة والناجحة لتحقيق أهدافهم الطموحة في تحويل وتغيير سلبيات المجتمع الاجتماعية والثقافية والسياسية وتوجيهها نحو النموذج الإسلامي المأمول، لا يمكن تحقيقها من خلال جمعية الإصلاح وأنشطتها العامة لوحدها، لذا قرروا تشكيل حركة إسلامية جماهيرية واسعة يمكنها أن تحقق التغيير المنشود في المجتمع، فقرروا الانتقال من وسائل العمل الرسمي لجمعية الإصلاح إلى نمط مختلف تماماً يتسم بالوسائل التنظيمية والفكرية والسياسية للإخوان المسلمين. ولتحقيق تلك الأهداف ركزوا على محاولة تعبئة وجمع شتات الإخوان الكويتيين، إضافة إلى استقطاب مؤيدين آخرين من بين الكويتيين، وتأطيرهم ضمن تنظيم خاص بهم، بما تمثل نواة صلبة لنشاط جديد، وقناة مباشرة للتواصل مع الجماهير، وأبرز شخصية وراء هذه الفكرة كان عبدالله علي المطوع، وهو شخصية معروفة منذ أواخر الأربعينيات عضوا في الحركة الإسلامية الحديثة بالكويت، وهو الذي أدى دوراً رئيساً في تنظيم فعالياتها الحاسمة، وبقي صادقا ووفيا في الالتزام بمبادئها وأهدافها.

في أواخر عقد الستينيات التأمت جماعة من هؤلاء الأعضاء منهين مرحلة أنشطة الإخوان المبنية على الحماس الفردي والعاطفة، واستبدلوها بمرحلة العمل الجماعي المبني على تنظيم دقيق، وفكر محدد، ومن الحق أن هذه المجموعة كانت تماثل وتتطابق في فكرها ونشاطها مع الفصيل الأول للإخوان في الكويت في أوائل الخمسينيات. تبنت هذه المجموعة على الصعيد الفكري الخط الإخواني للجماعة الأم المصرية بشكل كامل، مع اختلاف وحيد في الحقل السياسي، وهو أنها آمنت بالعمل الإصلاحي، ورفضت الوسائل الثورية والراديكالية في التعاطي مع النظام السياسي.

العمل من خلال المساجد

بدأ الإخوان عملهم بشكل منظم وتدريجي، مستفيدين من جمعية الإصلاح الاجتماعي، التي مهدت الطريق لهم في المجتمع، من خلال نشاطاتها العامة، وأبرز هذا النشاط مفاهيم وقيما عديدة أحدثت صحوة إسلامية عامة، وساعدت الجمهور في تقبل ما يقدمه الإخوان، وقد وفَّر ذلك القنوات والأطر الضرورية لأنشطتهم، فبدأ أعضاء الإخوان العمل من خلال المساجد، وشكلوا حلقات درس ثقافية دعوا أليها الشباب من رواد المسجد، كونهم أكثر استعدادا لتقبل الفكر الإسلامي.

سياسة الانفتاح والتوسع

شهدت الكويت، أسوة بالعالم العربي في النصف الثاني من عقد السبعينيات، نهضة إسلامية شعبية ضخمة، سُميت «الصحوة الإسلامية»، وتميَّزت بهيمنة النشاط الإسلامي على ما سواه في المجتمع، ويعزى هذا التطور إلى عدد كبير من العوامل، منها النضج الفكري والتنظيمي للحركات الإسلامية عموماً، ورسوخ مواقعها، بعد تراجع الحركات المنافسة. وهناك عامل محلي مهم وراء انتشار هذه الصحوة تمثل في حل الحكومة لمجلس الأمة عام 1976، الذي أدى إلى التضييق على الحريات العامة، لاسيما السياسية والنقابية.

وحاولت الحكومة بهذه الطريقة إيجاد توازن داخل الحراك السياسي، واقتنص الإخوان والجماعات الإسلامية الأخرى هذه الفرصة، فضاعفوا من نشاطهم عبر قنوات وبطرق لم تتأثر بالإجراءات الحكومية، منها على سبيل المثال: العمل بالمساجد، وبين طلاب المدارس الثانوية والجامعة، وغيرها.

كما برزت بعض الشخصيات الأكاديمية الشابة التي أسهمت في تكوين طبقة من العلماء الشرعيين الذين كانوا على وشك الاختفاء في الكويت، وقد حظيت هذه المجموعة بقبول علمي وفكري واسع أخذ أشكالا عدة.

وكانت الحركة الطلابية الكويتية بمختلف مؤسساتها أول وأشهر منظمة جماهيرية مهمة يهيمن عليها الإخوان، وأبرز إنجاز تحقق لهم هو الفوز بقيادة الاتحاد الوطني لطلبة الكويت، وبسبب هذا النجاح الباهر هيمن الإخوان الكويتيون على كل هذه التنظيمات الطلابية، واستطاعوا توظيفها لخدمة أهدافهم.

الجزء الثاني من الدراسة يغطي الفترة بين 1981 و2018 (ينشر لاحقاً)

في أواخر الستينيات أنهى الإخوان مرحلة الأنشطة المبنية على الحماس الفردي والعاطفة واستبدلوها بالعمل الجماعي المنظم بدقة

بعد انتكاسة جمعية الإرشاد الإسلامي في أواخر الخمسينيات تركز الوجود الفعلي للفصائل الإخوانية غير الكويتية في مجموعات مناطقية متناثرة

في أوائل السبعينيات انطلقت جمعية الإصلاح في مرحلة جديدة من العمل والنشاط

في بداية الخمسينيات شُكلت لجنة تحضيرية كان أمين سرها عبدالرحمن المجحم وقررت القواعد الأساسية لجمعية الإصلاح

المجموعة الفلسطينية بالكويت كانت أقوى فصائل الإخوان وأكثرها استقراراً نتيجة الوجود الفلسطيني الضخم في البلاد

مجلس إدارة جمعية الإصلاح الاجتماعي تكون من مجموعة صغيرة من أعضاء الإخوان

بين 1975 و1980 أنشأت «الإصلاح» فروعاً في مختلف مناطق الكويت

أسوة بالعالم العربي شهدت الكويت في النصف الثاني من السبعينيات نهضة إسلامية شعبية ضخمة
back to top