ألو دكتور
أنا حامل في أسبوعي الخامس عشر وأعاني غثيان الصباح منذ بداية الحمل. خسرت كثيراً من الوزن وأخشى أن تنعكس هذه الخسارة سلباً على صحة طفلي. لم أشعر بغثيان الصباح خلال حملي الأول، فهل هذا أمر طبيعي؟ وما السبيل إلى تناول الطعام وأنا أشعر بالغثيان؟
لا شك في أن الغثيان والتقيؤ خلال الحمل، سواء اقتصرا على الصباح أو داما طوال اليوم، يشعرانك بالسوء. وقد يتحولان إلى سبب للقلق، وخصوصاً إن أديا إلى خسارة وزن كبيرة. ولكن في معظم حالات الحمل، لا يشكّل غثيان الصباح تهديداً صحياً، ويختفي غالباً مع تقدّم الحمل. في هذه الأثناء، ثمة خطوات يمكنك اتخاذها للتخفيف من وطأته.يُعتبر غثيان الصباح من أعراض الحمل الشائعة خلال الأشهر الثلاثة الأولى، إلا أنه قد يدوم طوال الحمل. نجهل أسباب هذا الغثيان بالتحديد. لكنه يرتبط على الأرجح بهرمونَي الإستروجين وموجهة الغدد التناسلية المشيمائية، اللذين يرتفعان خلال الحمل. وكما في حالتك، من الشائع أن تختلف مستويات شعور المرأة بغثيان الصباح مع كل حمل.تخسر المرأة التي تعاني غثيان الصباح الوزن، غالباً، في مستهل الحمل. ولا يسبب ذلك مشاكل إلا في حالات نادرة. يتراجع الشعور بالغثيان عادةً مع تقدم الحمل، فينجح معظم الحوامل في استعادة صحتهن واكتساب مقدار صحي من الوزن بحلول نهاية الحمل.صحيح أن من الصعب تفادي غثيان الصباح، إلا أنك تستطيعين خفض حدته. يشتد هذا الغثيان عندما تكون معدتك ممتلئة أو فارغة بالكامل. لذلك، بدل أن تأكلي ثلاث وجبات كبيرة في اليوم، تناولي عدداً أكبر من الوجبات الأصغر حجماً. كذلك يمكنك تناول كل ما يحلو لك، بشرط ألا يسبب لك الغثيان. يلاحظ بعض النساء أن تناول بسكويت الصودا أو الخبز المحمص الجاف يخفف من الغثيان، شأنهما في ذلك شأن الزنجبيل. لذا جربي مزر الزنجبيل، نقوعه، أو السكاكر بنكهته. بالإضافة إلى ذلك، اشربي الكثير من السوائل خلال النهار. ولكن لا تكثري منها دفعة واحدة. يلاحظ بعض النساء أن تناول المشروبات خلال الوجبة يزيد الغثيان سوءاً. وإن صح ذلك في حالتك، فتناولي أطعمة صلبة وسوائل كل واحد منهما على حدة لتكتشفي ما إذا كان لهذه الخطوة أية فائدة.كذلك تتحوّل رائحة بعض المأكولات إلى مشكلة خلال الحمل، وخصوصاً أثناء طهوها. لذلك تفادي أصناف الطعام هذه عندما تعدين الوجبات، أو اطلبي من شخص آخر مساعدتك في تحضير الطعام إن كان الطهو يسبب لك الغثيان.تنبهي أيضاً للفترة التي تأخذين فيها فيتامينات الحمل وكيفية أخذها. فمن الممكن أن يفاقم تناولها في الصباح الغثيان. وإن كان هذا ما تعانينه، فجربي أخذها في المساء. كذلك قد تجنين بعض الراحة من تناول هذه الفيتامينات مع الطعام. أما إذا لم تحمل لك هذه التغييرات راحة، فانتقلي إلى فيتامين يحتوي على مقدار قليل من الحديد أو يخلو منه إلى أن تشعري بتحسّن.علاوة على ذلك، يبدو أن العلاج بالضغط والوخز بالإبر يقلل من غثيان الصباح في حالة بعض الحوامل. يشمل الوخز بالإبر إقحام إبر بالغة الدقة في الجلد في نقاط إستراتيجية من الجسم. كذلك تتوافر في معظم الصيدليات أربطة ضغط توضع حول المعصم.ولكن إذا استمر الغثيان رغم كل هذه الخطوات، فقد يصف لك الطبيب أدوية لا تحتاج إلى وصفة طبية. تعود مضادات الغثيان والأدوية التي تحد من الحموضة بالفائدة على بعض الحوامل. وقد يوصيك الطبيب بتناول خلطة من الدوكسيلامين ساكسينات (منوّم) والفيتامين B6 بغية التخفيف من الأعراض. ولكن إن لم تجدِ هذه الخطوة نفعاً، تحتاجين على الأرجح إلى دواء يتطلب وصفة طبية.تعاني قلة من الحوامل حالة خطيرة من الغثيان والتقيؤ تُدعى القيء المفرط الحملي. تُصاب المرأة في هذه الحالة بالجفاف وتخسر الوزن. وإن لم تنل العلاج بسرعة، يُرغمها القيء المفرط الحملي على دخول المستشفى، حتى إنه يؤدي في حالات نادرة إلى ولادة مبكرة أو تدني وزن الطفل عند الولادة.ولكن إن ترافق الغثيان مع أعراض أخرى، مثل الدوار، تشوش الذهن، الإغماء، نبض القلب السريع، أو العجز عن تفادي التقيؤ لأكثر من 12 ساعة، فاستشيري طبيبك. لربما تحتاجين إلى علاج أو تقييم إضافي.في الختام، صحيح أن غثيان الصباح يشكّل جزءاً مزعجاً من الحمل، ولكن لا تنسي أنه يتراجع في معظم الحالات بمرور الوقت ومع بعض خطوات الرعاية الذاتية من دون أن يتسبب بأي مشاكل دائمة.