صرع الأطفال... الوقاية والعلاج!

نشر في 02-05-2018
آخر تحديث 02-05-2018 | 00:02
No Image Caption
يصيب مرض الصرع الأولاد والمراهقين أكثر من الراشدين. سرعان ما تنقلب حياة المرضى رأساً على عقب بسبب هذا الداء الذي يتخذ أشكالاً متعددة ويتطلّب علاجاً فردياً.
يظهر معظم حالات الصرع قبل عمر الخامسة ولا يمكن تحديد أسبابها دوماً. ربما تكون الأسباب جينية في بعض الحالات، أو يمكن أن ترتبط بتشوهات دماغية أو إصابات تشتق من نقص الأوكسجين في لحظة الولادة مثلاً. في مطلق الأحوال، يمكن التأكيد أنّ الداء يصيب بشكلٍ أساسي الدماغ الذي يكون في طور النمو وتتطلب الحالة في هذه الظروف متابعة منتظمة وتعديلات علاجية مناسبة.

حوادث غير مباشرة

لا يعطي معظم حالات الصرع التي تصيب الأولاد أي آثار رجعية، إلا إذا امتدت النوبة طوال 20 أو 30 دقيقة متواصلة. لا تتعلق المشكلة الحقيقية بنوبة الصرع بحد ذاتها بل بالحوادث غير المباشرة التي يمكن أن تسببها لأن الطفل قد يقع ويجرح نفسه. لذا يجب اختيار الخطوات المناسبة للتعامل مع النوبات بطريقة تضمن سلامة الطفل.

تدابير مناسبة

السيطرة على نوبة الصرع عملية حساسة. خلال النوبة، يجب ألا يحاول أحد كبح حركات جسم المريض لأن هذه المقاربة تسبّب له أوجاعاً مفصلية لاحقاً. لا نفع أيضاً من إخراج لسان الطفل لأن أحداً لا يبتلع لسانه. تقضي أفضل خطوة بضمان سلامة البيئة المحيطة بالطفل وتمديده بوضعية جانبية آمنة.

دور الأهل

يمكن تشخيص 09% من الحالات بفضل المظاهر التي يلاحظها الوالدان والمقربون من الطفل، من بينها طبيعة الأعراض ومدة النوبة وحركات المريض... يجب أن يطّلع الطبيب على التفاصيل كافة. لكن يصعب أحياناً أن يحافظ الراشدون على برودتهم ويركّزوا على ما يحصل خلال النوبة. لا يتذكر الأولاد من جهتهم ما يحصل معهم.

أنواع العلاجات

تتطور أشكال صرع الأطفال تزامناً مع نمو الدماغ غالباً، ولا بد من اختبار علاجات مختلفة وتعديلها حتى إيجاد العلاج الذي يسمح باستعادة وضع مستقرّ. لا يستطيع أي دواء حتى الآن أن يشفي من الصرع، بل إنه يكتفي بطمس الأعراض. يستقرّ بعض الحالات مع مرور الوقت بينما تتطلب حالات أخرى علاجات على مر الحياة.

في بداية المرض وفي أكثر الحالات شيوعاً، يسمح العلاج المناسب بوقف النوبات وآثارها الجانبية بالكامل. وتختفي النوبات غالباً بفضل دواء مضاد للصرع، ويمكن وقف العلاج في نصف الحالات إذا اختفت النوبات لفترة تتراوح بين سنتين وخمس سنوات.

الجراحة الدماغية

إذا قاوم المرضى العلاج، يمكن اللجوء إلى الجراحة التي تستهدف الصرع الجزئي الواقع في بؤرة موضعية ويمكن إزالته من دون التسبب بأي خلل وظيفي. يكشف البحث عن تلك البؤرة أحياناً عن إصابة دماغية مسؤولة عن النوبات. لكن في حالات أخرى، لا تكشف فحوص التصوير المورفولوجي عن أي إصابات.

حياة المريض اليومية

يقلق الأهالي من نوبات الصرع، لكن تتعلق أصعب مرحلة بالنسبة إلى الأولاد بالتعايش مع احتمال ظهور النوبات في أي لحظة والميل إلى الانغلاق على الذات. تبقى طريقة تعامل العائلة مع المرض بالغة الأهمية. لذا لا بد من مناقشة مسار الحياة اليومية مع جمعيات مختصّة أو مع طبيب الأطفال. باختصار، تتعلق أهم العوامل بالحوار المتواصل وتشخيص المرض في أبكر مرحلة ممكنة والحفاظ على يوميات طبيعية قدر الإمكان بما يتماشى مع حاجات الأولاد.

في أكثر الحالات شيوعاً يسمح العلاج المناسب بوقف النوبات وآثارها الجانبية
back to top