ترامب لطهران: ستواجهون مشاكل أكبر إذا استأنفتم «النووي»

• روحاني يهدد بعواقب وخيمة... وشمخاني يدعو أوروبا إلى رفض «دفع فدية» لواشنطن
• موسكو تحذر من تداعيات انهيار الاتفاق الإيراني على تسوية ملف كوريا الشمالية

نشر في 25-04-2018
آخر تحديث 25-04-2018 | 00:03
الرئيسان الأميركي والفرنسي خلال الاستقبال الرسمي في البيت الأبيض أمس (أ ف ب)
الرئيسان الأميركي والفرنسي خلال الاستقبال الرسمي في البيت الأبيض أمس (أ ف ب)
حذر الرئيس الأميركي دونالد ترامب إيران من مواجهة مشاكل أكبر إذا استأنفت برنامجها النووي، في وقت توعد الرئيس الإيراني حسن روحاني نظيره الأميركي بعواقب وخيمة إذا انسحب من الاتفاق النووي.
تجاهل الرئيس الأميركي دونالد ترامب كل المطالبات الدولية له بالحفاظ على الاتفاق النووي المبرم مع إيران، مجدداً وصف الاتفاق بأنه جنوني وعبثي، خلال استقباله الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في البيت الأبيض أمس.

ترامب، الذي يعتبر أن الاتفاق ناقص لأنه لا يحد من أنشطة إيران في المنطقة، ولا يقيد برنامجها البالستي، هدد طهران بأنها ستواجه في حال استئنافها أنشطتها النووية "مشكلات أكبر من أي وقت مضى".

وأضاف: "إلى أي مكان تذهب إليه في الشرق الأوسط، يبدو أن إيران تقف وراء كل مشكلة"، مشيراً إلى الصراع في اليمن كمثال.

طهران

وفي طهران، سعى الرئيس الإيراني حسن روحاني، أمس، إلى كبح توجه البيت الأبيض لنسف الاتفاق النووي الذي أبرمته بلاده مع القوى الكبرى في 2015، مهدداً ترامب بـ"مواجهة عواقب وخيمة" إذا انسحب من المعاهدة، وأعاد فرض عقوبات اقتصادية على إيران منتصف مايو المقبل.

وقال روحاني، على الهواء مباشرة: "على حكام البيت الأبيض أن يعلموا، أنهم سواء التزموا بتعهداتهم أم لم يلتزموا، التزموا بحضارتهم أم لم يلتزموا، التزموا بإنسانيتهم أم لم يلتزموا، فإن الشعب الإيراني والحكومة بالنيابة عنه سيتصديان بقوة وحزم لأي مؤامرة ومخطط".

وأضاف في كلمة وسط حشد غفير من أهالي مدينة تبريز مركز محافظة اذربيجان الشرقية: "إذا خان أي شخص الاتفاق فعليه أن يعلم أنه سيواجه عواقب وخيمة"، لافتاً إلى "أننا سنصون هدوء حياة الشعب واستقرار السوق، وأعدكم بأن مؤامرة أميركا والصهاينة وبعض الأنظمة الرجعية العربية في المنطقة لن تؤثر على تقدم إيران".

وبعد انتقادات وتحذيرات للرئيس الذي يواجه ضغوطا داخلية مع تردٍّ بالأوضاع الاقتصادية والمعيشية، أشاد روحاني بـ"بطولات الحرس الثوري العزيز والأبي وجيش الجمهورية الإسلامية والباسيج".

وأكد الرئيس، الذي سبق أن وجّه انتقادات حادة لتدخل الحرس في إدارة البلاد أخيرا، أن "الشعب والحكومة وضعا الخطط اللازمة أمامهم لمختلف السيناريوهات المقبلة".

تأهب ورفض

في موازاة ذلك، أكد أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني علي شمخاني أنه تم إبلاغ منظمة الطاقة الذرية الإيرانية بتعليمات شاملة من أجل التأهب لتفعيل الطاقات النووية للبلاد مستقبلا بما يتناسب مع التطورات الحاصلة.

وفي تصريح أدلى به أمس قبيل توجهه إلى سوتشي بروسيا للمشاركة في مؤتمر أمني، ردا على سؤال حول الأنباء الواردة بشأن احتمال خروج إيران من معاهدة حظر الانتشار النووي قال شمخاني، إن المعاهدة المعروفة بـ"ان بي تي" تمنح جميع الأعضاء حق الخروج منها لو تعرضت مصالحهم للخطر.

ورحب شمخاني بجهود القوى الأوروبية لإنقاذ الاتفاق النووي التاريخي، إلا أنه دعاها إلى عدم "دفع فدية" للرئيس الاميركي مقابل الإبقاء على الاتفاق، مضيفا: "لكن إذا كان ذلك يعني إهانة ايران أو دفع فدية لترامب، فإن الأوروبيين يرتكبون خطأ استراتيجيا، ونحن لن نسمح بتجاوز خطوطنا الحمر تحت أي ظرف".

ضغوط واتفاق

وصعّد الحلفاء الغربيون ضغوطهم، أمس الأول، على ترامب للحفاظ على الاتفاق النووي الإيراني، وحث الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، أمس، بصفة شخصية نظيره الأميركي على عدم التخلي عن المعاهدة.

ووصل ماكرون إلى واشنطن أمس الأول في زيارة دولة، وصرح بأنه لا توجد حالياً "خطة بديلة" لكبح طموحات إيران النووية.

وجاء ذلك في وقت أفادت أنباء باتفاق واشنطن مع "ترويكا أوروبية" حول إيران، بريطانيا وفرنسا وألمانيا، أمس، على شروط تحافظ على الاتفاق النووي الإيراني.

وذكرت صحيفة سودويتشه تسايتونغ الألمانية أن برلين وباريس ولندن، جنباً إلى جنب مع الولايات المتحدة، وضعت الشروط التي بموجبها لن يخرج الرئيس ترامب من الاتفاق.

واتفق المفاوضون الأوروبيون والولايات المتحدة بعد خمس جولات على أن إيران يجب أن تهدد بفرض عقوبات جديدة على تجاربها الصاروخية والسياسة الإقليمية العدوانية، لكن الاتفاقية النووية ستبقى كما هي، على الرغم من أن بعض أجزائها سيتم تفسيره بطريقة جديدة.

وكان وزير الخارجية الألماني هايكو ماس أعلن، أمس الأول، أن رئيسي ألمانيا وفرنسا سيحثان الرئيس الأميركي على عدم الانسحاب من الاتفاق النووي مع إيران مادام ذلك سيؤدي إلى حدوث مشكلات كبيرة.

وأضاف ماس أنه خلال اجتماعات مقبلة في واشنطن ستحث المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل، ومعها ماكرون، الرئيس الأميركي على عدم الانسحاب من الاتفاق، الذي ينص على تخفيف العقوبات عن إيران مقابل كبح برنامجها النووي.

تحذير روسي

في هذه الأثناء، حذرت "الخارجية" الروسية من أن انهيار الاتفاق النووي الإيراني قد يتمخض عنه تداعيات سلبية على اتفاقات مقبلة مع كوريا الشمالية في هذا المجال.

وأشار رئيس قسم عدم انتشار الأسلحة في الخارجية الروسية، فلاديمير يرماكوف، أثناء مشاركته أمس في جنيف السويسرية بالمؤتمر التمهيدي الثاني الخاص بمعاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية، إلى أن النجاح في تطبيق خطة العمل الشاملة المشتركة الخاصة ببرنامج إيران النووي سيكون له تأثير ضار على مساعي التسوية النووية مع كوريا الشمالية.

وأكد أن نسف الاتفاق الإيراني دون أي مبرر، وخلافا لرغبة المجتمع الدولي، لن يساهم على الأرجح في إقناع كوريا الشمالية بالالتزام الأميركي بالاتفاقات المستقبلية المحتملة معها.

وأضاف يرماكوف أن خطة العمل الشاملة المشتركة لا تزال آلية هشة، وأي محاولة للانحراف عن روحها العامة والمبادئ الواردة فيها، أو تعديل نص الاتفاقية لمصلحة أي طرف، ستوجه بالتأكيد ضربة إلى نظام عدم انتشار السلاح النووي في العالم، وستتمخض عنها تداعيات وخيمة على الأمن والاستقرار الإقليميين والعالميين.

وحضت روسيا المشاركين في المنتدى إلى دعم "الاتفاق الهش" حول الملف الايراني، وذلك في بيان وقعته الصين. وكان وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف شدد أمس الأول في بكين على أن الصين وروسيا ستعارضان أي "تخريب" لاتفاق إيران.

حوار ظريف

بدوره، اتهم وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف واشنطن بانتهاك الاتفاق النووي، وقال إنه منذ مجيء ترامب إلى سدة الحكم لم يتم إصدار أي ترخيص للتجارة مع إيران على مدى 16 شهراً.

ورأى ظريف أن منطقة الشرق الأوسط تعاني غياب الحوار لوقف النزاعات، معتبراً أن القسم الأكبر من أزمات المنطقة يرجع لحالة التوتر التي تشعر بها دولة جارة لبلاده، في إشارة على ما يبدو إلى السعودية.

ودعا إلى عقد منتدى للحوار الإقليمي يحترم مبدأ سيادة الدول وعدم التدخل في شؤونها الداخلية.

منذ مجيء ترامب لم يصدر أي ترخيص أميركي للتجارة مع إيران ...محمد جواد ظريف
back to top