قمة عربية غداة ضربات غربية على سوريا

نشر في 15-04-2018 | 12:42
آخر تحديث 15-04-2018 | 12:42
No Image Caption
غداة الضربات الغربية على سوريا، تستضيف السعودية الأحد القمة السنوية لجامعة الدول العربية التي يُفترض أن تناقش إضافة إلى الوضع السوري ملفات إيران واليمن ومستقبل القدس.

وتسلمت السعودية من الأردن الرئاسة الدورية للجامعة التي تضم 22 عضواً، ويقول خبراء إنها ستدفع باتجاه موقف قوي وموحد تجاه إيران، منافستها الرئيسية في الشرق الأوسط.

ودخلت الرياض وطهران في صراعات بالوكالة منذ سنوات عدة، من سوريا واليمن إلى العراق ولبنان.

وتنعقد القمة العربية بعد ساعات من ضربات وجهتها الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا لنظام الرئيس السوري بشار الأسد المتحالف مع إيران وروسيا رداً على هجوم كيميائي مفترض في مدينة دوما.

ونادراً ما يؤدي هذا النوع من القمم إلى إجراءات عملية، وآخر مرة اتخذت فيها الجامعة العربية التي أنشئت عام 1945، قراراً قوياً كان عام 2011 عندما علّقت عضوية سوريا بسبب توجيه المسؤولية إلى الأسد عن الحرب في بلاده، ولن تكون دمشق ممثلة في القمة التي تعقد الأحد.

مشاركة

وسيلقي أمين عام الأمم المتحدة انطونيو غوتيريش في افتتاح القمة كلمة من المفترض أن يتطرق فيها إلى تطورات المنطقة.

سيترأس الملك السعودي سلمان بن عبدالعزيز القمة التي تعقد في مدينة الظهران الشرقية على بعد حوالي 200 كيلومتر من الساحل الإيراني.

ومن بين الرؤساء المشاركين الذين وصلوا إلى السعودية الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي والرئيس العراقي فؤاد معصوم، والرئيس الفلسطيني محمود عباس والرئيس اليمني المقيم في الرياض عبد ربه منصور هادي، بالإضافة إلى الرئيس السوداني عمر البشير، والرئيس اللبناني ميشيل عون والرئيس التونسي الباجي قائد السبسي، بحسب ما أوردت وكالة الأنباء السعودية.

وقدمت السعودية «دعمها الكامل» للضربات التي تم شنها السبت، معتبرة أنها تشكل «رداً على جرائم» دمشق.

وقطر التي أكدت مشاركتها في القمة رغم خلافاتها مع الرياض، ذهبت في اتجاه الموقف السعودي متحدثة عن عمل غربي «ضد أهداف عسكرية محددة يستخدمها النظام السوري في هجماته الكيميائية».

ورأت وزارة الخارجية القطرية أن «استخدام النظام السوري للأسلحة الكيميائية والعشوائية ضد المدنيين» يتطلب قيام المجتمع الدولي «باتخاذ إجراءات فورية لحماية الشعب السوري وتجريد النظام من الأسلحة المحرمة دولياً».

وكتب وزير خارجية قطر محمد بن عبدالرحمن آل ثاني في تغريدة «أسرف النظام في جرائمه، ولا بد أن يحاسب ويُردع».

ورغم موقفها المتقارب حيال سوريا، فإن العلاقات مقطوعة بين السعودية وقطر منذ الخامس من يونيو الماضي على خلفية اتهم الرياض للدوحة بدعم منظمات «ارهابية» في المنطقة، الأمر الذي تنفيه الإمارة الغنية بالغاز.

لكن هذه الأزمة التي تشكل أيضاً الإمارات والبحرين ومصر، وجميعها قطعت علاقاتها مع قطر، ليست مدرجة على جدول أعمال القمة، بحسب ما قال وزير الخارجية السعودية عادل الجبير لوكالة فرانس برس.

اليمن

في ما يتعلق باليمن، تندد الرياض باستمرار بالاستخدام المتزايد لطائرات بلا طيار وصواريخ «إيرانية» أطلقها المتمردون الحوثيون باتجاه أراضيها.

ومن المؤكد أن الرياض التي تتدخل عسكرياً في اليمن منذ العام 2015 لدعم الحكومة اليمنية المعترف بها دولياً، ستسعى إلى تعبئة شركائها ضد ما تصفه «بالعدوان المباشر» من جانب إيران المتهمة بأنها تزود الحوثيين معدات متطورة، لكنّ طهران تنفي دعم الحوثيين عسكرياً.

وتتمتع ايران بنفوذ كبير في الشرق الأوسط وتدعم مجموعات مسلحة موالية لها في عدد من دول المنطقة، على رأسها حزب الله اللبناني.

ويرى مراقبون أن السعودية ستدفع خلال أعمال القمة باتجاه اعتماد موقف أكثر حزماً ضد ايران، المتهمة أيضاً من قبل المملكة بدعم المتمردين الحوثيين في اليمن المجاور بالسلاح، الأمر الذي تنفيه طهران.

وتقود السعودية تحالفاً عسكرياً في هذا البلد منذ مارس العام 2015 دعماً للسلطة المعترف بها دولياً وفي مواجهة المتمردين الذين يسيطرون على العاصمة ومناطق أخرى، وقتل منذ هذا التدخل نحو عشرة آلاف شخص.

والجمعة أعلن التحالف في اليمن لليوم الثالث على التوالي اعتراض صاروخ بالستي أطلق باتجاه المملكة.

القدس

وسيكون مستقبل القدس أيضاً مدرجاً على جدول أعمال القمة العربية، بينما تستعد الولايات المتحدة لنقل سفارتها من تل أبيب بعد اعترافها بالقدس عاصمة لإسرائيل.

وقبل نحو شهر من نقل السفارة الأميركية إلى القدس في مايو المقبل، من المتوقع أن يعبّر قادة الدول العربية عن رفضهم الخطوة الأميركية.

وتعتبر إسرائيل القدس بشطريها عاصمتها «الأبدية والموحّدة»، في حين يطالب الفلسطينيون بأن تكون القدس الشرقية عاصمة لدولتهم.

وصدرت تصريحات عن ولي العهد السعودي الأمير محمد (32 عاماً) هذا الشهر تعبّر عن تقارب بين المملكة السنية والدولة العبرية ولا سيما في مواجهة إيران، عدوهما الإقليمي المشترك، والدولتان لا تقيمان علاقات دبلوماسية.

وقال ولي العهد في مقابلة أجراها معه رئيس تحرير مجلة «ذي أتلانتيك» الأميركية جيفري غولدبرغ أنه ليس هناك أي «اعتراض ديني» على وجود دولة اسرائيل.

واعتبر الأمير محمد أن «اسرائيل اقتصاد كبير مقارنة بحجمها واقتصادها ينمو بقوة، بالطبع هناك الكثير من المصالح التي نتقاسمها مع اسرائيل، وإذا كان هناك سلام، فستكون هناك الكثير من المصالح».

واتصل العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز بالرئيس الأميركي دونالد ترامب بعد ساعات من هذه التصريحات، ليجدد موقف المملكة «تجاه القضية الفلسطينية والحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني في قيام دولته المستقلة وعاصمتها القدس».

back to top